فن

موازين يتجاهل دعوات الإلغاء ويواصل استفزاز الرافضين لتنظيمه

موازين يتجاهل دعوات الإلغاء ويواصل استفزاز الرافضين لتنظيمه

في الوقت الذي يطالب فيه مغاربة بإلغاء فعاليات مهرجان موازين إيقاعات العالم، لأسباب مختلفة، تواصل فيه إدارة المهرجان الكشف عن ملامح الفنانين الجدد الذين تعاقدت معهم بطريقة عدها البعض “مستفزة” لمشاعرهم، وتحديا للمطالبين بعدم برمجة هذه النسخة.

ولم تُصغِ إدارة المهرجان لكل الأصوات الداعية لإلغاء حفلاته سواء من باب التضامن مع ما يقع في غزة حاليا، أو مراعاة لظروف المواطنين الصعبة في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر منها المغرب، سيما ميزانية مهمة تقدر بالملايير تصرف على هذا الحدث على حد تعبير الرافضين لإقامة النسخة الـ19 منه.

ورغم تعالي الأصوات الرافضة للحدث، تواصل إدارة المهرجان الترويج لحفلاتها والإعلان عن الفنانين الذين تم التعاقد معهم، آخرهم أمنيكس، بمنشور يحمل تدوينة جاء فيها: “المغني المغربي الشهير أمنيكس في مهرجان موازين، لا تفوتوا فرصة الاستمتاع بأروع أغانيه على منصة النهضة – 29 يونيو”.

وعد بعض النشطاء في تعليقاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، أن إدارة المهرجان تتعمد تجاهلهم وتواصل استفزازهم من خلال الإعلان عن مزيد من الحفلات والترويج لها في مختلف الصفحات الخاصة ببيع التذاكر.

وأججت الأحداث الراهنة بالعالم العربي، غضب مغاربة اجتمعوا على إلغائه واختلفوا في الأسباب المرتبطة بهذه المطالب، بين من دعا لاحترام الأحداث اللا إنسانية القاسية بغزة، ومن رفض استقبال الفنانين في ظل الأزمة الحالية التي يشهدها المغرب بسبب ارتفاع الأسعار لعدم صرف أموال الدولة في الغناء والرقص، وفئة أخرى رفضت استقبال بعض الفنانين الذين أساؤوا في وقت سابق للمملكة أو لدواع أخلاقية.

وضمن الفنانين المرفوض استقبالهم في المغرب، كانت نيكي ميناج لتحريض أغانيها على “الفساد” وتضمنها عبارات مسيئة و”لاأخلاقية”، قبل أن يتم توقيفها مؤخرا بهولاندا لحيازتها المخدرات، وإلغاء بعض السهرات التي كانت ستحل نجمة بها في دول أخرى، لتزداد دعوات الرفض لها.

وإلى جانب “نيكي ميناج”، خلقت بعض الأسماء المدعوة لإحياء سهرات في المغرب جدلا كبيرا، بسبب الإساءة إلى المملكة المغربية، كما الفنان المصري محمد رمضان، الذي ظهر في إحدى المناسبات وخريطة المغرب خلفه غير كاملة، والمغني التونسي المعروف باسم “بالتي” الذي وضع في إحدى تدويناته سابقا علم “البوليساريو” إلى جانب علم المغرب، وهيفاء وهبي التي سخر البعض من دعوتها إلى حدث موسيقي مهم نظرا لشهرتها بالاستعراض فقط دون امتلاكها لصوت غنائي يخولها الوقوف على مسرح كبير.

وكان الداعية ياسين العمري ضم صوته إلى صوتي الداعين إلى إلغاء مهرجان موازين احتراما لما يجري في غزة، قائلا: “ليس من النخوة أن نأتي بالشواذ وأهل السفور والفجور وأهل العري ودعاة الانحلال ودعوتهم لأخذ الملايير والرقص على جراح إخواننا في فلسطين، فالمغربي الحر حينما يتوفى جاره يحترم وفاته ولا يرفع صوت الموسيقى، مات ما لا يقل عن 40 ألف فلسطيني ولا ندري أعداد الأشخاص الذين هم تحت الأنقاض، ممن تربطنا معهم الدم والجغرافيا والتاريخ والدين وعلى الأقل الإنسانية”.

وانتقد العمري في تصريح لجريدة “مدار21” استقبال المغنية نيكي ميناج في المغرب بقوله: “نأتي بنيكي ميناج التي رفضت الرقص في مهرجان بالسعودية حتى تعترف هذه الأخيرة بحقوق الشواذ، أي أنها فاجرة وتدافع عن قضيتها، فكيف بأهل الشهامة استقبالها”.

وانخرطت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في المطالبة بإلغاء هذا المهرجان، معتبرة “تنظيمه في هذه السنة بمثابة استفزاز للشعور الوطني والعربي والإسلامي والعالمي المكلوم بجرائم العدوان والإبادة الجماعية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، واستهتارا بمشاعر ومطالب العديد من المواطنين داخل المغرب وخارجه، والأصوات المعبرة عنها التي طالبت بإلغاء مهرجان موازين تضامنا مع الشعب الفلسطيني الجريح، فضلا عما يمثله هذا المهرجان من تبذير للمال العام وتبديده في مهرجانات لا طائل من ورائها سوى تكريس سياسة الإلهاء وخلق جيل من الشباب مقطوع عن آلام أمته وآمالها”.

وعدّت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية السياسة الثقافية للحكومة لا علاقة لها بالنهوض الثقافي والأدبي والفكري، ولا صلة لها بخدمة الثقافة المغربية الأصيلة التي يجسدها النبوغ المغربي في كثير من المجالات الإبداعية، ولا تساهم في الرقي بالذوق الجماعي لفئات الشعب المغربي ولا سيما الشباب، بقدر ما تدفع إلى إبراز التفاهة وتكريسها وفرضها على أذواق المغاربة، وهو ما تم تكريسه في العديد من المحطات، ليس آخرها الاحتفاء من طرف وزير “الثقافة” ببعض رموز التفاهة والابتذال في المعرض الدولي للكتاب في نسخته الأخيرة.

يذكر أن الدورة الـ19 لمهرجان موازين إيقاعات العالم، تنظم بعد انقطاع لسنوات بسبب ظروف جائحة كورونا، إذ بالرغم من عودة الحياة إلى الساحة الفنية المغربية، واستئناف مجموعة من المهرجانات السينمائية والموسيقية نشاطها، بدعم من وزارة الثقافة، وكذا المركز السينمائي، بغرض إعادة تحريك عجلة الفن بالمغرب بعد الركود الذي شهده جراء التوقف الاضطراري بسبب أزمة كوفيد19، التي أرخت بظلالها على مختلف القطاعات، فالدورة الـ19 من “موازين” تأجل تنظيمها إلى 2024.

وكان من المقرر عقد الدورة الـ19 لمهرجان موازين في شهر يونيو من سنة 2020، وفق ما أعلنت عنه جمعية مغرب الثقافات، شهر أكتوبر سنة 2019، إلا أن جائحة كورونا حالت دون تنفيذ ذلك.

ونظمت الدورة الـ18 لمهرجان موازين في يونيو سنة 2019، والتي حضرها نحو مليوني و700 ألف متفرج طيلة أيام فعالياته بمختلف منصات الرباط وسلا، بمشاركة أزيد من 200 فنان.

تعليقات الزوار ( 2 )

  1. حسبنا الله ونعم الوكيل في أعداء الله والأمة جمعاء..
    وعند ربكم تختصمون.. صدق الله العظيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News