ألعاب القوى المغربية تواصل حصد الخيبات ودعوة لإحداث تغييرات قبل أولمبياد باريس

على بعد أقل من شهرين عن انطلاق دورة الألعاب الأولمبية بباريس، دق المحلل الرياضي المتخصص في ألعاب القوى، عبد الرحيم محراش، ناقوس الخطر حول مستقبل ألعاب القوى، التي تسير من سيء إلى أسوأ، حسبه، بعد المشاركة المخيبة في الملتقى الدولي محمد السادس لألعاب القوى.
وأجريت المحطة الرابعة للعصبة الماسية “ملتقة محمد السادس لألعاب القوى”، يوم أمس الأحد بالملعب الكبير لمراكش، وكغيرها من المنافسات، شهدت تتويجا مغربيا وحيدا كان للبطل الأولمبي العالمي، سفيان البقالي، الذي أحرز ذهبية سباق 3000 متر موانع.
وتضع الحصية الهزيلة للأبطال المغاربة في ملتقى العصبة الماسية بمراكش الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، ورئيسها عبد السلام أحيزون، في موضع لا يحسدان عليه، سيما أن ملايين الدراهم تخصص لأم الألعاب دون نتائج تعيد المغرب إلى صدارة المشهد العالمي، على غرار ما كن عليه الوضع في الحقبة الذهبية رفقة أبطال من طينة سعيد عويطة ونوال المتوكل ونزهة بيدوان وهشام الكروج وجواد الغريب.
“الصمت” غير المفهوم الذي يخيم على أسرة ألعاب القوى المغربية إزاء التقهقر المتواصل لنتائج الأبطال المغاربة دفع المحلل الرياضي المتخصص في ألعاب القوى، عبد الرحيم محراش، إلى إطلاق نداء استغاثة لإنقاذ ألعاب القوى المغربية من “السكتة القلبية” التي توشك أن تضربها.
وتساءل محراش في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي: “لماذا كل هذا الصمت الطويل؟، لقد حان الوقت لقادة اللعبة لإجراء تغييرات جذرية في الإدارة التقنية والاستعانة بكفاءة عدد من الأطر المتمكنة في مجال التكوين”.
ويرى المحلل أن “ما شاهدناه أمس في مراكش في لقاء محمد السادس لألعاب القوى، شيء مؤسف ومحزن لما وصلت إليه ألعاب القوى المغربية من تقهقر كبير”، مبرزا أن “أم الألعاب” بالمغرب “تمضي إلى الأسوإ إن لم نقل إنها آخذة في الاضمحلال”.
واستغرب محراش النتائج الكارثية لألعاب القوى المغربية في الملتقى الدولي محمد السادس لألعاب القوى رغم غياب أبطال من المستوى الأولى، وقال بهذا الصدد “رغم عدم مشاركة عدد كبير من أبرز العدائين في العالم في السباقات التي شارك فيها المغاربة إلا أنهم (العدائين المغاربة) ظهروا بصورة باهتة، واحتل أغلبهم المراتب الأخيرة بأرقام متواضعة”.
وأضاف “نلاحظ أيضا تراجع بعض العدائين على غرار نورة النادي التي قدمت الموسم الماضي مستويات رائعة، واستطاعت بلوغ الدور نصف نهائي لبطولة العالم، وحسنت رقمها أكثر من مرة حثى أصبحت ثاني أسرع عداءة مغربية بعد البطلة العالمية نزهة بدوان”.
وأكد أن المحصلة المخيبة للآمال في ملتقة محمد السادس مؤشر لا يدعو للتفاؤل في الألعاب الأولمبية المرتقبة نهاية يوليوز المقبل بفرسا، وقال: “على بعد شهرين من انطلاق أولمبياد باريس، يبدو واضحا أننا لن نحلم بمشاهدة عدائينا في السباق النهائي في مختلف التخصصات إن لم نقل نصف النهائي”، مستدركا “طبعا باستثناء سفيان البقالي، الشجرة التي يختفي وراءها عدد من الأشباح”.
وشهدت الدورة الـ15 لملتقى محمد السادس لألعاب القوى تحطيم الأمريكية جاكسون شيز الرقم القياسي للملتقى في دفع الجلة عندما سجلت 20 م في المحاولة الثانية متجاوزة بذلك أشد منافسيها الألمانية أوكينلاي يميزي التي سجلت الأخرى أحسن إنجاز لها في الموسم عندما تمكنت من دفع الجلة إلى مسافة 19.40 فيما عادت الرتبة الثالثة إلى الكندية ميتون سارة التي تمكنت من تسجيل رقم يصل إلى 19.36 م.
وفي سباق 400م جواجز، كانت كلمة الفصل للعداءة الجمايكية كلايتون روشيل مسجلة توقيت 53.98 ث متقدمة على زميلتها سلامون شيان التي جائت في المركز الثاني بزمن قدره 54.27ث مسجلة بذلك أحسن إنجاز لها هذه السنة، في حين عادت الرتبة الثالثة إلى الأوكرانية ريزيوكوفا التي سجلت هي الأخرى أحسن توقيت لها هذه السنة ب 55.09 ث، أما المغربية الوحيدة المشاركة في اللقاء فجائت في الرتبة السابعة مسجلة 56.15 ث.
سباق 800 م ذكور شهد سيطرة الكينيين وانيونيي إمانويل وكنيامال ويكليف، حيث تمكن الأول من قطع المسافة في 1.43.84 د في حين دخل مواطنه كليف في الصف الثاني بفارف أجزاء من الثانية حيث سجل 1.43.98 د، أما الفرنسي مزيان
يانيس الذي احتل الرتبة الثالثة، فقطع المسافة في 1.44.13 د، مسجلا أحسن إنجاز له هذه السنة.
أما المغربيان المشاركان في المنافسة، فقد احتل الأول الرتبة الثامنة بـ1.45.70 د، فيما لم يتمكن مواطنه زحاف معاذ من إجراء السباق.
وبسطت إثيوبا سيطرتها على مسافة 5000 م إناث عندما حلت أيسا ميدينا في المرتبة الأولى قاطعة المسافة في 14.34.16 د ومواطنتها يسفاي فوتين في الرتبة الثانية، محققة أحسن إنجاز لها هذه السنة بتوقيت 14.34.21 د، أما الرتبة الثالثة فعادت للكينية جيبيتوك إيدينان عندما حلت ثالثة بـ14.35.64 محققة بذلك أحسن إنجاز لها هذه السنة.
وحلقت الصربية توبيك أنجلينا عاليا في الفقز العلوي عندما حطمت الرقم القياسي لصربيا عندما فقزت لعلو 1.98 م.
وتمكن البلجيكي دوم ألكساندر من تحطيم رقمه الشخصي عندما قطع مسافة 400 م مستوية في 44.51 ث متقدما على الزيمبابوي ساموكونكا موزالا الذي حل ثانيا ب 44.54 ث محققا أحسن إنجاز له في الموسم، أما الرتبة الثالثة فعادت إلى البوتسواني ندوري بايابو بتوقيت 44.59ث أما المغربي الوحيد المشارك في السباق فحل ثامنا ب 46.48 ث.
وفي المسافة التي كان اختصاصا مغربيا، فاز الفرنسي حابز عزالدين في سباق 1500م ذكور بتوقيت قدره 3.32.86، محققا أحسن إنجاز له هذه السنة متقدم على البريطانيين ميلس جورجالذي الذي حل ثانيا ب 3.33.47 د محققا هو الآخر أحسن إنجاز له هذه السنة، أما الرتبة الثالثة فعادت لمواطنه جيلس إليوت الذي قطع في السباق قي 3.33.50 د والذي رغم حلوله في أدنى درج لسلم التتويج إلا أنه حقق أحسن إنجاز له في الموسم.
وتألقت الجمايكية جاكسون شيريكا في سباق 200 م كما كان متوقعا، وانتزعت الرتبة الأولى محققة أحسن إنجاز لها في الموسم عندما قطعت 200 م في 22.82 ث محققة الرتبة الأولى، فيما عادت الرتبة الثانية للكاميرونية كوني مابوندو ب 22.96ث فيما عاد المركز الثالث لعداءة فرنسية.
وتسيد الكاميرون أيسيم إيمانويل سباق 100م ذكور عندما قطع المسافة في 10.11 ث محققا بذلك أفضل إنجاز له في الموسم، فيما اكتفى دوكراس أندري، الذي كان أبرز مرشح للفوز بالسباق، بالمرتبة الثانية مسجلا 10.19ث، أما الرتبة الثالثة فكانت من نصيب البريطاني آزو جيريمياه ب 10.25 ث، أما المغربي الوحيد المشارك في السباق فقد حل في المرتبة الأخيرة ب10.69 ث
في القفز بالزانة، كانت الكلمة النهائية للسويسرية موزير أنجليكا التي حلقت لعلو 4.73م محققة أفضل إنجاز لها في هذا الموسم متقدمة عن الإيطاليتين بروني روبيرتا التي جائت ثانية ب 4.73 م ومولينارولو التي جائت في الرتبة الثالثة ب4.68م.
أما الوثب الثلاتي فقد شهد تألق الكوبي مارتينيز لازارو الذي تفوق على منافسيه وقفز لمسافة 17.10م تضاربا عصفورين بحجر واحد حيث حطم الرقم القياسي للملتقى وحقق في نفس الآن أفضل إنجاز له في الموسم متبوعا بالبرتغالي بيشاردو بيدرو الذي احتل المركز الثاني ب 16.92م، فيما عادت الرتبة الثالثة للبرازيلي دوس سانتوس ألمير ب 16.90م
وفي سباق 800م إناث، كانت العداءة الجنوب إفريقية سيكوديسو بريدونس في الموعد عندما قطعت مسافة 800م في 1.57.26 محققة أحسن أداء عالمي في الموسم محطمة رقمها القياسي الشخصي، متجاوزة بذلك الإثيوبية أليمو هابيتام التي حلت ثانية و محققة هي الأخرى أفضل انجاز لها في السنىة بتوقيت 1.57.70 د، فيما عادت الرتبة الثالثة إلى البينينية ياريكو نوايلي بزمن قدره 1.59.96 د.
أما رمي القرص، فقد تألق ألينكا مايكولاس، صاحب الرقم القياسي العالمي في رمي القرص، باحتلاله المركز الأول، أما الرتبة الثانية فكانت من نصيب الأسترالي دينيس ماتيو الذي اكتفى برمية لمسافة 67.74م تاركا الرتبة الثالثة للسويدي شتال دانييل الذي حل ثالثا ب 67.49 م
وجاء التتويج المغربي اليتيم في الملتقى لسفيان البقالي في سباق 3000 موانع، محققا 8.09.40 د كأفضل إنجاز له هذه السنة متفوقا على الإيثوبي وال غاتنيت، صاحب المركز الثاني بتوقيت 8:09.76 د، في حين بلغ الكيني سيريم أموس المركز الثالث بتوقيت 8:10.82 د محققا أحسن انجاز له هذا الموسم.