جهويات

النظافة تستنزف أزيد من 300 مليون في اليوم من ميزانية جماعة البيضاء

النظافة تستنزف أزيد من 300 مليون في اليوم من ميزانية جماعة البيضاء

مازال ملف تدبير النظافة يؤرق مجلس جماعة الدار البيضاء، في الوقت الذي تمددت فيه أزمة النظافة لتضع صورة العاصمة الاقتصادية على المحك.

وتسارع سلطات الدار البيضاء الزمن للقضاء على العديد من الظواهر استعدادا لاستضافة مباريات كأس أمم إفريقيا العام المقبل، في حين ما يزال مشكل تراكم أكوام النفايات بالأحياء بالإضافة إلى الروائح الكريهة بمطارح النفايات على رأسها مطرح مديونة، صداعا في رأس مجلس مدينة الدار البيضاء.

الحسين نصر الله، المكلف بالممتلكات والشؤون القانونية بالجماعة،كشف أن الجماعة المذكورة تؤدي في ما يتعلق بملف تدبير النظافة ميزانية “تبلغ 120 مليارا في السنة، أي ما يعادل 10 ملايير في الشهر الواحد”، أي 333 مليونا في اليوم.

وشدد ضمن تصريح لجريدة “مدار21″ الإلكترونية، على تحسن قطاع النظافة على مستوى المدينة، مقارنة بالمدن الأخرى كالرباط وطنجة ومراكش، مردفا بقوله ‘‘الدار البيضاء نقية، والمقارنات مع المدن الأخرى ظالمة”.

وسجل العضو بالجماعة الحركة الكبيرة لتوافد المواطنين على الأسواق، مؤكدا أن عمالة الفداء-درب السلطان، يتوافد عليها حوالي 2 مليون شخص يوميا نظرا للأسواق والمحلات الكبرى المتواجدة بها.

وتابع نائب رئيسة جماعة البيضاء المكلف بقطاع الأملاك الجماعية، أنه “رغم الحركية المستمرة للمواطنين، إلا أن جماعة الدار البيضاء قادرة على مواجهة ذلك، رغم أنها لم تصل بعد إلى مستوى الكمال، إلا أنها بلغت على مستوى تدبير قطاع النظافة وخلق المساحات الخضراء نسبة جيدة”.

و ذَكَّر في هذا السياق بانتهاء الأشغال المتعلقة بتوسيع المساحات الخضراء للعاصمة الاقتصادية، أهمها مشروع الهضبة الخضراء بسيدي مومن الذي كان سابقا مطرح نفايات “زبالة ميريكان” وحولته الجماعة إلى أكبر منتزه ترفيهي بميزانية 19 مليون درهم، بالإضافة إلى حديقة الحيوانات بعين السبع، ومنتزه بشار الخير.

ولفت نصر الله إلى أن “المجهودات التي تقام على مستولى جماعة الدار البيضاء لا وجود لها بأي مدينة في المغرب، خاصة من حيث تمكن الجماعة من تحويل عقارات كانت سابقا مطارح للنفايات وأصبح ينتفع منها ساكنة المدينة’’.

ورغم هذه المجهودات، إلأ أنه بالمقابل ماتزال الدار البيضاء تعاني في بعض الأحياء من غياب النظافة، حيت يشوه انتشار الأزبال صورة المدينة، المقبلة على تنظيم تظاهرات عالمية.

وفي هذا السياق، أكد عبد الغني المرحاني، عضو اللجنة المكلفة بالنظافة بمقاطعة سيدي مومن، أن الدار البيضاء ماتزال تغيب عنها “الهوية البيئية” في ظل وجود بعض المرافق العمومية تحت وقع انتشار النفايات والعربات المجرورة.

وأوضح عضو الفريق الاستقلالي بمجلس المدينة، ضمن تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن الجانب المحاذي للخطين الثالث والرابع من مشروع طرامواي البيضاء، يعيش على وقع انتشار “مخيف” للنفايات، في ظل غياب شركة “كازا ترونسبور” المكلفة بالنقل بالدار البيضاء.

وتابع نائب رئيس مقاطعة سيدي مومن، أن “جماعة الدار البيضاء رغم أنها تخصص اعتمادات مالية مهمة، إلا أن ذلك لا يلبي الاحتياجات العامة لساكنة العاصمة الاقتصادية”.

حري بالذكر، أن الحكومة، أماطت نهاية نونبر الماضي، اللثام عن مخطط للقضاء المطارح العشوائية بالمدن المرشحة لاحتضان منافسات مونديال 2030، التي حظي المغرب بشرف تنظيمها بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، وفق ما أعلنت عن ذلك وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، خلال دراسة الميزانية الفرعية للوزارة أمام مجلس المستشارين.

وأكدت وزيرة الانتقال الطاقي أنه سيتم الشروع في تنزيل برنامج جديد للجمع الانتقائي للنفايات المنزلية من المصدر، في المدن التي ستحتضن مباريات مونديال 2030، وذلك لوضع حد للتدفق المزدوج للنفايات، وبالتالي القضاء على روائح عصارة الأزبال.

وحسب المعطيات التي قدمتها المسؤولة الحكومية أمام ممثلي الأمة، فسيتم القيام بالفرز الانتقائي للنفايات المنزلية من خلال فرز المواد العضوية من غير العضوية، خصوصا وأن 70 بالمئة من هذه النفايات مواد عضوية، وهي التي تشكل عصارة الأزبال “ليكسيفيا” وتنبعث منها الروائح.

ولاستباق الانتقادات التي يمكن أن تطال المملكة بهذا الشأن، شددت ليلى بنعلي على أنه لا يمكن تنظيم المونديال في ظل الوضع غير اللائق الذي ما تزال تعيشه عدد من مطارح النفايات، سيما أن هناك أمورا غير قانونية وبعض المطارح تتراكم وتتدفق منها “ليكسيفيا”، مشيرة إلى أن هناك صعوبات تواجه تدبير قطاع النفايات ما يستدعي توفير إمكانيات جد مهمة لا يمكن للدولة ولا الجماعات تحملها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News