دولي

عروض أفلام الكرتون.. لحظات سعادة يقتنصها أطفال النزوح برفح

عروض أفلام الكرتون.. لحظات سعادة يقتنصها أطفال النزوح برفح

بشكل غير منتظم، يجلس عشرات الأطفال الفلسطينيين على الأرض في مخيم يضم آلاف النازحين بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، يشاهدون أفلام كرتونية للتخفيف من وطأة الألم والصدمات النفسية الناتجة عن الحرب.

وبين الخيام البدائية التي أقامها الفلسطينيون، يبدأ الشاب الفلسطيني عرض الأفلام عبر جهاز العرض الضوئي، وسط تفاعل ملحوظ وصيحات وضحكات من الأطفال التي لم تنقطع، وهم يستمتعون بالترفيه والتسلية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.

ولم يكترث الأطفال المجتمعون لصوت الطائرات الحربية والاستطلاع التي تجوب أرجاء مدينة رفح، فكل ما يهمهم في هذا الوقت الاستمتاع بمشاهدة الأفلام والكرتون والضحك من القلب.

وفي ظل الوضع المأساوي في القطاع، يظهر تجمع الأطفال واهتمامهم بمشاهدة الأفلام الكرتونية كمنفذ للهروب من واقع الحرب، حيث يجدون في هذه اللحظات القليلة من السلام والفرحة ملاذًا لهم.

ويتنقل الشاب الفلسطيني محمد الخضري (38 عاما) من مخيم إلى آخر برفقة جهاز عرض سينمائي محمول اشتراه من مدينة رفح بعد نزوحه من شمال قطاع غزة.

رسم البسمة على وجوه الأطفال

ويهدف الشاب من خلال أفلام الرسوم المتحركة إلى رسم البسمة على وجوه الأطفال الذين يعيشون في حالة من الرهبة من أصوات الرصاص والقنابل، ومحاولة مساعدتهم في تجاوز آثار الحرب السلبية على نفوسهم.

ولأول مرة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشعر الطفل الفلسطيني موسى الجمل (9 سنوات) بالفرحة لمشاهدة أفلام الكرتون التي يحبها.

ويقول للأناضول: “الحرب بدأت وذهب كل شيء جميل، واليوم أشاهد أفلام الكرتون التي أحبها، لكن الفرحة لن تدوم طويلا، لأن الشاب الذي يعرض لنا هذه الأفلام سيتركنا بعدها ليجوب كل المخيمات والمناطق المختلفة”.

بدوره، يقول الخضري للأناضول: “نزحت من مدينة غزة إلى مدينة رفح في شهر يناير الماضي، وسط الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة”.

وأضاف: “قررت خلال الفترة الماضية شراء جهاز بروجكتور وعرض أفلام الكرتون للأطفال الذين يعانون مأساة الحرب”.

وتابع: “القرار جاء بعد ما شاهدت الأطفال يجلسون ويستمعون فقط لأصوات الطائرات وهم خائفون من غاراتها، لذلك قررت تغيير هذا المشهد المؤلم إلى واقع يرسم البسمة على وجوههم”.

وأكمل: “بدأت منذ أيام بجولات على مخيمات النزوح المنتشرة في مدينة رفح لعرض أفلام الكرتون الهادفة، بهدف نشر السرور بين أطفالنا الذين يعانون من الخوف الشديد جراء الحرب”.

وأنشأ الفلسطينيون النازحون مخيمات مؤقتة في مدينة رفح المكتظة بنحو مليون و300 ألف نازح، يعيشون ظروفا صعبة جراء الحرب، وفق مسؤولين حكوميين في غزة.

وتفتقر هذه المخيمات لأبسط مقومات الحياة، وتمثل ملاذًا مؤقتًا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 112 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار هائل، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News