فن

بين الكوميديا والفلسفة والساركازم.. منافسة قوية بين الأفلام بالقاعات السينمائية

بين الكوميديا والفلسفة والساركازم.. منافسة قوية بين الأفلام بالقاعات السينمائية

دخلت مجموعة من الأفلام المغربية إلى حلبة المنافسة بالقاعات السينمائية وسط باقة من الأفلام العربية والأجنبية، تقود الجمهور في رحلات مختلفة بين الكوميديا والدراما بمواضيع بسيطة وأخرى فلسفية.

العبد.. رحلة حول العبودية 

يسافر فيلم “العبد” للمخرج عبد الإله الجوهري بالمشاهد في رحلة مدتها 100 دقيقة، تغوص في عالم شاب يُدعى “إبراهيم” يدفعه الشعور بـ”عدم الرضا” إلى البحث عن العبودية في قالب فلسفي يعكس “سلب الحرية” و”القمع” و”الخضوع للغير”، وذلك في إطار المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة.

ويرصد فيلم “العبد”، تخبط إبراهيم بين الحرية والعبودية في آن واحد، بحثا عن الخلاص من الشعور بعدم الرضا والطمأنينة، في إشارة إلى أن الإنسان المعاصر ليس حرا كما يعتقد، إنما تحكمه مجموعة من الضوابط والقواعد والقوانين التي تسلبه حريته أمام مجموعة من الالتزامات المفروضة عليه بشكل يومي سواء في العمل أو الشارع أو في علاقته مع لآخر.

الشعور بـ”القيود” وعدم التمتع بـ”الحرية” سيدفع إبراهيم إلى عرض نفسه للبيع، والمطالبة باشتغاله عبدا لدى الغير في سوق شعبي، وسط استغراب المارة.

ويعيش إبراهيم بين الحاضر الذي تغيب فيه الطمأنينة والاستقرار، والماضي الذي ظل عالقا في ذاكرته، ويسحبه إلى مشاهد “القمع” و”كبح حريته” في طفولته من قبل والدته.

ويظهر الفيلم أن إبراهيم يلجأ إلى رجل أعمال من الطبقة الغنية، ليصبح عبدا لديه، ظنا منه أن خضوعه له سيشعره بالطمأنينة، بعدما قطع علاقته مع الله وفقد إيمانه، وفق تصور الفيلم.

ويصُور الفيلم مشاهد “العبودية” في عصرنا الحالي، عبر مجموعة من العمال الخاضعين لرب العمل الذي يتحكم في مصيرهم، بسبب التزاماتهم وقروضهم البنكية.

ويحمل الفيلم رسالة في نهايته تشير إلى أن الحب والخير هما مصدرا السلام والحرية والطمأنينة، من خلال مشهد يوثق “وقوع إبراهيم في حب ابنة رجل الأعمال (بنعمر) واقتناعه بأن حبه لها أعاده إلى الحياة من جديد ومنحه الحرية التي ظل يبحث عنها لسنوات”.

مخرج الفيلم عبد الإله الجهري صرح لجريدة “مدار21” بأن رسالة العمل تكمن في كون “سعادة الإنسان وحريته تتجلى في فعل الخير، وأهم ما يمكن أن يجمع الإنسانية بعيدا عن الجنس والعرق والدين هو الحب”.

وعن توظيف الدين في فيلمه عبر مشهد “فقدان إبراهيم إيمانه في الله”، أوضح الجوهري أن “الدين يعد جزءا من هويتنا أحببنا أم كرهنا ويدخل في منظومتنا الهوياتية، ولا يمكن الاستغناء عنه، لكن البطل في الفيلم لم يجد ما كان يبحث عنه في الدين، ولدى والديه، أو الغير (السيد) إلى أن يجدهما في المرأة”.

مروكية حارة.. كوميديا سوداء عن الواقع

يجمع فيلم “مروكية حارة” بين الصناعة السينمائية والرقمية، إذ خلق السيناريست والمخرج هشام العسري الشخصية الرئيسية من سلسلة “بيصارة أوفر دوز” و”نو فازلين فتوى” وغيرها من السلسلات التي طرحها في الويب سابقا، حيث طورها في الكتابة ليستخرج منها شخصيات هذا الفيلم الجديد، التي بنيت بطريقة يختلط فيها العبث بالساركازم.

والفيلم عبارة عن كوميديا سوداء ويناقش أحداث غريبة تجري في مدينة الدار البيضاء وتعيد الأموات إلى الحياة، مشيرا إلى أن العمل عصارة وخلاصة لأعماله السابقة التي طرحها بالويب، وفق تصريح هشام العسري.

ويتطرق الفيلم إلى بعض ظواهر المجتمع المغربي سواء تلك التي ظهرت أو لم تظهر بعد، حيث يحاول هشام العسري دائما أن يقدم نظرة عن المستقبل.

ويحاول العسري في هذا الفيلم إبراز “شخصية تعيش أسوأ يوم في حياتها في قالب كوميدي ساخر يحمل الكثير من الساركازم والمشاهد الكوميدية بمغزى”، مشيرا إلى أن الفليم فيه جوانب قاسية تدفع بالمجتمع إلى مشاهدة أشياء خفية.

ويحاول العسري من خلال فيلم “مروكية حارة” الذي أعاده إلى السينما بعد تفرغه أربع سنوات لكتابة الروايات، أن يسلط الضوء على جانب من صناعة المحتوى الذي يحمل القليل من المعنى والكثير من الغوغاء.

وصرح مخرج الفيلم، هشام العسري، بأنه اختار هذه المرة من خلال فيلم “مروكية حارة”، الذي ينافس في القاعات السينمائية، مصالحة الجمهور المغربي بتقديم فيلم يجمع بين الكويميديا السوداء والساركازم، بنوع آخر من الأفلام التي لا تنتمي إلى سينما المؤلف وفي الوقت ذاته لا تنتمي إلى الأفلام الكوميدية السطحية التي يُعتمد عليها في السينما، بعد سلسلة من الأفلام التي عدها البعض “معقدة في الفهم”.

وأضاف العسري أن هذا الفيلم لم يأت من العدم، إنما هو استمرار للمشروع الذي اشتغل عليه في السابق رفقة فدوى الطالب في “بيصارة أوفر دوز” الذي كان تجربة رقمية في الأنترنت في 2016 ولقي إقبالا كبيرا، إلى جانب خلقه الجدل بين مؤيد ومعارض لفكرته.

اللي وقع في مراكش يبقى في مراكش.. عصارة تجارب شخصية

بدوره، فيلم “اللي وقع في مراكش” الكوميدي حلبة المنافسة ابتداء من الـ17 من شهر أبريل الجاري، لينقل المشاهد في رحلة جديدة لا تخلو من المواقف الغريبة.

واقتبس عنوان فيلم “اللي وقع في مراكش يبقى في مراكش” من العبارة الأمريكية الشهيرة “What happened in Las Vegas stays in Vegas”، هي مدينة ملاهي يقصدها الناس في نهاية كل أسبوع، تقع فيها عدة مغامرات، وكانوا يقولون فيما بينهم ما وقع في “لاس فيغاس يبقي في فيغاس”، ليصبح هذا المثل مرتبطا في الثقافة الأمريكية بالحفاظ على السر بين الأشخاص، ويسقطونها على أي حدث وقع في مكان ما يرغبون في ترك تفاصيله سرا في ما بينهم.

واختار مخرج العمل مدينة مراكش فضاء لتصوير فيلمه، نظرا إلى التجارب الشخصية التي عاشها في هاته المدينة من جهة، ولأنه من محبي المدينة الحمراء والتي كانت وجهته المفضلة في نهايات الأسبوع حينما كان يعمل في المغرب من جهة أخرى، إذ عاش فيها الكثير من المغامرات والأحداث، جعلته يطرحها بأسلوب سينمائي للجمهور، وفق تعبيره.

وفيلم “اللي وقع في مراكش يبقى في مراكش” يحمل الكثير من ذكريات سعيد خلاف في المدينة الحمراء، التي عاش فيها العديد من المغامرات والتجارب، اختار أن يتناولها في قالب كوميدي بفيلمه السينمائي المرتقب.

وكان مشروع الفيلم سينفذ في سنة 2019، لكن مخرجه سعيد خلاف لم يصل إلى اتفاق مع منج حينها لتنفيذه، لتحل بعدها جائحة كورونا، ثم التقى بمنتج آخر ولم يصل أيضا إلى اتفاق مشترك معه بخصوص طاقم العمل، إلى أن التقى بالمنتج الحالي للفيلم، والذي توحدت أفكارهما، وشرعا في تنفيذ الفكرة لترى النور في الشاشة الكبيرة، وفق ما أفصح عنه خلاف سابقا.

وفيلم “اللي وقع في مراكش يبقى في مراكش” يحمل طابعا كوميديا ويبعث رسائل اجتماعية ومواضيع بنيت من دراسات في علم النفس وعلم الاجتماع، بمشاركة رفيق بوبكر وعزيز الحطاب، وفاتي جمالي وأحلام حاجي، وضيوف شرف منهم منصور بدري، وشاكيري عبد الله، ونفيسة الدكالي.

وقال المخرج سعيد خلاف في تصريح لجريدة “مدار21” إن فيلم “اللي وقع في مراكش يبقى في مراكش”، هو نوع آخر من الأفلام الكوميدية، وهو الأول من نوعه في مساره بالسينما، مشيرا إلى أنه عبارة عن مغامرة كوميدية بين صديقين، ورحلة تقع بين الدار البيضاء ومراكش.

وعن توقعاته بشأن منافسته بشباك التذاكر بعد العيد، قال خلاف: “أتمنى أن يلقى إقبالا، لأن الجمهور يتشارك تقريبا في ما هو درامي، لكن الكوميديا تبقى أذواق، ومن الصعب إرضاء جميع الأذواق، لكن أتمنى أن يحقق نجاحات بالقاعات السينمائية”.

أنا ماشي أنا.. مغامرة في جنوب المغرب

صُور في مدينة مراكش، ويضم ثلة من نجوم الكوميديا، لينقل المشاهد عبره في رحلة مليئة بالإثارة والتشويق والمطاردة.

ويحكي الفيلم أشياء من الواقع المغربي في قالب عصري، إذ حاول هشام الجباري أن يصنع عملا يحقق المتعة للمشاهد المغربي، لاسيما بعد الظروف القاسية التي عاشها في السنوات الأخيرة.

وسيعيش الجمهور مغامرة لساعتين من الزمن مع البطل الرئيس فريد، الذي يُجسد دوره الممثل عزيز داداس، إثر هروبه المستمر من المؤامرة وكيد مجموعة من النساء، اللواتي يرغبن في الانتقام منه بعدما نصب عليهن.

وقال مخرج وسيناريست الفيلم هشام الجباري في تصريح لجريدة “مدار21” إن “أنا ماشي أنا” ينتمي إلى خانة الأفلام الكوميدية، لكن يتخلله الكثير من الحب والرومانسية، ويقود بطله فريد (عزيز داداس) مغامرة في جنوب المغرب.

واسترسل الجباري قائلا: “الجمهور سيعيش مغامرة لساعتين من الزمن مع البطل الرئيسي فريد، الذي يُجسد دوره الممثل عزيز داداس، إثر هروبه المستمر من المؤامرة وكيد مجموعة من النساء، اللواتي يرغبن في الانتقام منه بعدما نصب عليهن”.

وأشار الجباري إلى أنه يبعث من خلال فيلمه السينمائي “أنا ماشي أنا” الكثير من الرسائل، ضمنها أن “السينما رائعة تهدف إلى إمتاع الجمهور وتحقيق الفرجة له”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News