سياسة

نور الدين: النظام الجزائري فقد البوصلة واتهاماته للمغرب “باطلة”

نور الدين: النظام الجزائري فقد البوصلة واتهاماته للمغرب “باطلة”

في تصعيد جديد أعلن النظام الجزائري، عن  قطع العلاقات الجوية مع المغرب، وذلك ضدا على كل المبادرات والنوايا الحسنة التي ما فتئت المملكة تعبر عنها من حين لآخر تجاه الشرقية والتي كان أخرها مدّ اليد للجزائر لطي خلافات الماضي، عبر دعوة الملك محمد السادس الرئيس الجزائري ، “للعمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين”.

واعتبر الملك محمد السادس، في خطاب الذكرى 22 لعيد العرش، أنه “ليس هناك أي منطق معقول، يمكن أن يفسر الوضع الحالي، لا سيما أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود، أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم، أي مبرر مقبول”، غير أن الجزائر ردّت حينها على الدعوة الملكية، بإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، في تصرف وصف بـ”الغريب وغير المفهوم”.

تصدير أزمة الجزائر

وتعليقاً على قرار السلطات الجزائرية الإغلاق الفوري للمجال الجوي مع المغرب، بعد اجتماع للمجلس الأعلى للأمن، ترأسه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون،  أكد المحلل السياسي والخبير في القضايا الدولية أحمد نور الدين، أن ” النظام العسكري الجزائري فقد البوصلة نهائيا، بعدما فقد الشرعية، ولم يعد يملك أي هامش آخر لمواجهة أزماته المتعددة وتداعي اقتصاده للانهيار، غير التصعيد مع المغرب بدون أي مبرر منطقي يقبله العقل.”

وأوضح نور الدين في حديثه لـ “مدار21″، أن “بيان الرئاسة الجزائرية، يبرر الخطوة التصعيدية ضد المغرب باستمرار المغرب في استفزازه للجزائر، دون تقديم أي دليل أو تفسير لنوع الاستفزاز الذي قام به المغرب”، مضيفا أن “هذا ينطبق على كل الاتهامات الباطلة التي ترمي بها الجزائر المغرب منذ قرارها الاحادي قطع العلاقات الدبلوماسية.

وقال نور الدين، “بقي لنا أن نستعين بعلم النفس في العلاقات الدولية، وهنا يمكن أن نؤول الاستفزاز المقصود برسالتي التعزية في وفاة الرئيس الراحل بوتفليقة، والتي وجهها العاهل المغربي إلى الرئيس تبون وعائلة الفقيد، فاستفحال “الوساوس” لدى القيادة الجزائرية والكراهية لكل ما هو مغربي تجعلها تنظر إلى كل ما يصدر عن المغرب من منظار العدو والمؤامرة والمكيدة والخداع”.

واعتبر الخبير في القضايا الدولية، أن ما وصفه بـ”السلوك الباتولوجي” للنظام العسكري الجزائري تكرر في كل المناسبات التي قام فيها المغرب بمبادرة للمصالحة مع الجزائر، حيث كان الرد هو التصعيد، مسجلا أن “الهدف الأساس من التصعيد ضد المغرب، هو محاولة تصدير الأزمة الجزائرية الداخلية المستعصية عن الحل نحو الخارج”.

خرق القانون الدولي

وحول ما إذا كانت الجزائر قد خرقت بقرار هذا   قواعد القانون الدولي، أوضح نور الدين أن “الذي ينظم المجال الجوي هي اتفاقية شيكاغو لسنة 1944، والبرتوكولات المكملة لها وهي كثيرة، لافتا إلى أن الاتفاقية تُقّر أن للدول السيادة الكاملة على مجالها الجوي، ولا يمكن لأي خط تجاري أن يعْبر أجواء دولة معينة إلا بترخيص منها، قبل أن يستدرك” غير أن هذه الاتفاقية تنص أيضا على أنه “لا يجوز التعسف في اللجوء لحق منع استعمال المجال الجوي  بالتمييز بين الجنسيات”.

وبناء على ذلك، قال الخبير في القانون الدولي، إنه “بإمكان المغرب تقديم شكاية إلى منظمة العالمية للملاحة الجوية، ولو من باب الاستنزاف القانوني والدبلوماسي للجزائر وفضح سلوكها الأرعن أمام المنظمات الدولية”، معتبرا في المقابل أن الأمر محسوم سلفا لأن هذه المنظمة تقوم على مبدأ التفاهم أو التراضي عند الخلاف بين الأعضاء وليس على مبدأ الإلزام”.

وتابع نور الدين، أنه يمكن لشركة الطيران المغربية، أن ترفع قضايا تعويض أمام المحاكم الدولية، دائما في إطار استنزاف النظام العسكري الجزائري وفضح مؤامراته، أمام دول العالم.بالإضافة طبعا إلى مراسلة مجلس الأمن لكون هذه الخطوة وسابقتها، تُهدد الأمن والاستقرار بشمال افريقيا والمنطقة المتوسطة وتعرقل التنقل والتدفقات التجارية بشكل سلس دون أي مبررات منطقية أو معقولة”.

تلويح بإعلان الحرب

وحول ما إذا كان النظام العسكري الجزائري يلوح من خلال هذه الخطوات التصعيدية بإمكانية شن الحرب على المغرب، قال المحلل السياسي ذاته، إن “قرار الحرب تتداخل فيه عوامل جيوسياسية دولية، وليس بالقرار الأحادي”، مؤكدا في المقابل أن “الحرب تحتاج إلى اقتصاد قوي يدعمها والجزائر على شفا إفلاس شامل”.

واسترسل المتحدث ذاته، “لكن مع ذلك تبقى امكانية قيام الجزائر بعدوان عسكري متهور أمرا وارد وغير مستبعد بالنظر إلى غياب الحكمة والمنطق لدى القيادة العسكرية والسياسية في الجزائر، الى درجة أن وزيرا جزائريا سابقا وصف في تصريح إعلامي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بـ”الجنون”.

وخلص نور الدين، أنه “بالنظر أيضا الى كل الخطوات التصعيدية في السنوات الأخيرة ومنها قطع العلاقات الدبلوماسية والتصريحات العدائية والنارية التي تطلقها كل القيادات السياسية والعسكرية الجزائرية بدون توقف تجاه المغرب، إلى جانب السباق المحموم نحو التسلح الذي تتبناه الجزائر، وأخذا بعين الاعتبار للمناورات العسكرية الضخمة وبالذخيرة الحية التي تجريها الجزائر على التماس مع الحدود المغربية، فيمكن القول أن المغرب لا يملك المغرب إلا أن يضع على الطاولة كل السناريوهات ويستعد لها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News