مجتمع

فيديو تحرش مدير بتلميذة يعيد مطالب إدراج التربية الجنسية بالمناهج

فيديو تحرش مدير بتلميذة يعيد مطالب إدراج التربية الجنسية بالمناهج

دخلت منظمة “ماتقيش ولدي” على واقعة تم توثيقها بمقطع فيديو تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الفارطة، تجسد الاستغلال الجنسي، و توثق لعملية تحرش جنسي لمدير مؤسسة تعليمية بالسلك التأهيلي التابعة للمديرية الإقليمية بمولاي يعقوب بإحدى التلميذات بمكتبه.

و أطلعت المنظمة الحقوقية على محتوى الفيديو ” الفاضح”، الذي قامت بتوثيقه التلميذة، مشيرة إلى أنه يشكل انحرافا تاما للأهداف السامية التي تتشبت بها الأطر التعليمية، و تشويها للقيم الإنسانية النبيلة التي تلَقن داخل المؤسسات التعليمية.

واستنكرت  نجاة أنور، رئيسة المنظمة، ما قام به المدير من أفعال خطيرة و مشينة تجاه التلميذة بعد استغلالها جنسيا و ابتزازها، وحمَّلت الوزارة الوصية مسؤولية ما وقع و ما يقع ، متسائلة: ‘‘ هل هذا الجرم انعكاس لانفلات خطير على مستوى المنظومة التعليمية بالمغرب؟’’

ودعت الرئيسة للتدخل المستعجل من أجل إنصاف التلميذة مع رد الاعتبار، الذي لن يتحقق حسب المصدر ذاته إلا بمعاقبة المدير على أفعاله؛ معلنة في السياق ذاته عن تضامنها مع التلميذة و عائلتها، و الدفاع عن حقها و استرجاع كرامتها و حمايتها،  ليكون الجاني حسب المنظمة ‘‘عبرة لكل من سولت نفسه المس بكرامة الأطفال’’.

و تعليقا على الموضوع، أكد المنسق الوطني لمنظمة “ماتقيسش ولدي”، محمد الطيب بوشيبة، أن المنظمة المذكورة، لا تتدخل في بياناتها إلا إذا ارتأت صدرور أفعال وجرائم خطيرة تمس بكرامة الأطفال.

وأوضح في تصريح لجريدة “مدار 21” الإلكترونية، أن كثرة هذه الوقائع المرتكبة في حق الطفولة ‘‘لا تسوقنا إلا على الحديث على التربية الجنسية داخل المؤسسات التعليمية، وتوعية الأطفال بخطورة بعض السلوكيات والأفعال التي تجعلهم في منأى عن أي استغلال’’.

وأوضح منسق منظمة “ماتقيش ولدي” أن هذه التوعية بإمكانها تحذير الأطفال من الاستغلالات الجنسية التي تكون صادرة في الكثير من الأحيان عن مسؤولين من داخل الإدارة التربوية أو حراس الأمن الخاص أو تلاميذ وغيرهم.

و وصف بوشيبة هذه الأفعال التي تصدر عن نفوس مريضة موجودة في كل الأماكن وليس فقط المؤسسات التربوية بـ”المنحطة”، مشيرا إلى ضرورة استمرار التوعية والتحسيس في صفوف التلاميذ لحمايتهم و الوصول بهم إلى بر الآمان دون أن يمسهم أي سوء في  حياتهم الشخصية و دراستهم.

ويالتساؤل حول خطورة بعض السلوكيات في عمر الطفل، عرج الطيب بوشييبة، إلى ذكر المراحل الأساسية في نشأة الطفل التي تستوجب الحماية الضرورية، موضحا أن أي سلوك جنسي ارتكب خلال مرحلته الطفولية يظل جرحا لصيقا يرافقه طوال حياته.

وتابع بهذا الخصوص أن حياة الطفل تكون بعد التعرض لأي اعتداء خلال مراحل الطفولة أو المراهقة عرضة للأزمات والمشاكل النفسية، وبإمكان الطفل المُعتدى عليه خلال تلك المرحلة حسب المصدر ذاته، أن يصبح مُعتدِي مستقبلا، وتكون له نزعة عدوانية تجاه الآخرين.

وخلص بوشيبة حديثه بضرورة التركيز على التربية الجنسية، قائلا؛ ” كنا ننادي كثيرا بضرورة إشراك التربية الجنسية ضمن المناهج الدراسية، وكثيرا ما يتم رفض ذلك’’،  وختم قوله بأن ‘‘المرضى موجودين في كل مكان، الشيئ الذي يفرض علينا أن نُسلِّح أبناءنا بالتربية والتوعية والحماية الذاتية لأننا لا يمكن أن نرافقهم في كل الوقت و في كل تفاصيل الحياة”.

وإلى ما سبق، فإن وزارة التربية والتعليم الأولي والرياضة دخلت على خط “فضيحة” التحرش، وأكدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس، أنها توصلت بمقطع فيديو، و تم تكليف لجنة مديرية مكونة من رؤساء مصالح ومفتشتين تربويتين للبحث والتقصي في موضوع التحرش الذي قد تكون تعرضت له التلميذة فور علم المديرية الإقليمية بهذا الحادث.

وبحسب بلاغ توضيحي، توصلت جريدة “مدار21” بنسخة منه، فإن هذه اللجنة المذكورة توجهت إلى المؤسسة “مسرح الحادث” صباح الجمعة 26 أبريل 2024، حيث أنجزت تقريرا لموضوع الحادث.

وكإجراء احتياطي واحترازي، عملت المديرية الإقليمية بناء على تقرير اللجنة إلى توقيف مدير المؤسسة مؤقتا عن العمل في انتظار إحاته على المجلس التأديبي ضمانا للسير العادي للمؤسسة، وإعفائه من مهام الإدارة التربوية بشكل فوري.

جدير بالذكر، أن مقطع الفيديو انتشر بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، والذي تبلغ مدته دقيقة و47 ثانية، “الضحية” تدخل مكتب المدير للاستنجاد به عله يساعدها لكي لا يتم تسجيلها في سجل الغياب، بعدما تغيبت عن حصة دراسية.

كما بين المقطع الذي صُور خلسة، المشتبه به وهو يلمس مناطق حساسة من جسد التلميذة، مرافقا ذلك باعترافات”بحبه لها”. فيما حاولت الصبية، الذي لم تكشف هويتها، التملص منه بهدوء ومن دون مقاومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News