سياسة

استقبال السفير المغربي بالسينغال.. دكار تعتبر الرباط أقرب العواصم الإفريقية

استقبال السفير المغربي بالسينغال.. دكار تعتبر الرباط أقرب العواصم الإفريقية

حظي السفير المغربي حسن الناصري باستقبال خاص يحمل الكثير من الدلالات ويؤكد رغبة دكار في تعزيز علاقتها بالرباط واعتبارها الأخيرة أقرب العواصم الإفريقية لها، من طرف ياسين فال، وزيرة الاندماج الإفريقي والشؤون الخارجية، في اليوم الأول من توليها مهامها.

واستعرض السفير المغربي مع المسؤولة الحكومية السنغالية واقع العلاقات العريقة بين الرباط والسنغال، مع التركيز على مختلف ركائز هذه العلاقات المتعددة الأبعاد، السياسية والاقتصادية والروحية والثقافية والإنسانية، كما عبر الناصري بدوره عن “الارتياح التام للنتائج الجيدة التي تم تحقيقها حتى الآن وآفاقها الواعدة”.

ولم تغفل الوزيرة السنغالية الإشادة الموصولة بالملك محمد السادس، والتنويه بالنقلة النوعية التي أتاح للمملكة تحقيقها ، تحت قيادته المستنيرة، في مختلف المجالات، والتي تثير إعجاب الزائرين للمملكة، مؤكدة التزام بلادها ، تحت رئاسة الرئيس الجديد باسيرو ديوماي دياخار فاي، “بالعمل بلا كلل، ليس فقط للحفاظ على إنجازات هذه العلاقة الفريدة ولكن أيضًا لزيادة تعزيزها وتنويعها”.

واستقبلت الوزيرة وإلى جانب الناصري، مجموعة من السفراء ينتمون لثلاثة مجموعات، الأولى والتي تنسجم مع أولوية الحكومة الجديدة، إذ تضمنت دول الجوار المباشر للبلاد، وهي غينيا وغينيا بيساو وموريتانيا ومالي، والمجموعة الثانية والتي تشكلت من المغرب والثالثة من الشركاء خارج إفريقيا، وتتضمن فرنسا والاتحاد الأوروبي، وهو ما يتبث أن دكار تعتبر علاقاتها مع المغرب أولوية رئيسية على المستوى السياسي.

وسبق لسفير المغرب بالسنغال، حسن الناصري، أن أكد قبل أيام، أن العلاقات بين الرباط ودكار تتجاوز الزمن واللحظات السياسية، مسجلا أنها “تعود لقرون ولا تتزحزح أبدا مهما تغير الرؤساء وانتقل الحكم من شخص إلى آخر”.

وأفاد السفير المغربي في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن هناك تعبيرا صريحا عن رغبة المسؤولين في السنغال في التمسك بهذه العلاقات، “بل أكثر من ذلك في إعطائها أبعادا جديدة وهذا عبر عنه الإخوة بدكار قبل وأثناء تنصيب الرئيس وبالتالي فالإرادة السياسية واضحة جدا”.

وأشار المسؤول الدبلوماسي المغربي إلى أن هناك الكثير من الاتفاقيات والشراكات التي تجمع البلدين والتي تسير بشكل جيد وهو ما يجعل “الآفاق واعدة”، خاصة أن هناك التقاء بين رؤية الملك فيما يخص الإقلاع الاقتصادي لإفريقيا (ثقة القارة في نفسها) وبين الرؤية التي يعبر عنها الجيل الجديد الشاب في السنغال.

وبخصوص الدعوة الاستثنائية التي وجهت للملك محمد السادس، بصفته قائد الدولة الوحيد من خارج المنطقة الذي تمت دعوته لحفل أداء اليمين الدستورية وتنصيب الرئيس المنتخب الجديد، اعتبر السفير المغربي أنها “دعوة كريمة تلقاها الملك من الرئيس باسيرو ديوماي فاي، ولها دلالات كبيرة لكونها امتدادا أصيلا لهذه العلاقات الممتدة عبر التاريخ”.

وأضاف في نفس السياق في حديثه لجريدة “مدار21”: “نحن في مرحلة انتقال السلطة بين رئيسين، ونلاحظ أن العلاقة تتواصل وتتعزز وأن المكانة الخاصة للملك تتقوى وتحظى باحترام كبير، وهو ما يجعل ثقة السنغال تتجدد في الروابط الأخوية بين البلدين”.

والدلالة الثانية، بحسب المسؤول الدبلوماسي، هي أن “هذه العلاقة المتينة، للملك دور كبير في إعطائها دفعة جديدة وفي إعادة بنائها على أسس سياسية واقتصادية وثقافية وأسس من البناء المشترك والمشاريع المشتركة والشراكات رابح رابح، وهو ما أعطى لهذه العلاقة انطلاقة جديدة”، وفق تعبيره.

وفيما يتعلق بالدلالة الثالثة، فأكد حسن الناصري أن للسنغال مقام محترم ومهم في إفريقيا الغربية وبالتالي فثقة السنغال في الملك وتقديره هو تقدير هذه المنطقة بأكملها، “اعتراف هذه الدولة بما أسداه الملك لهذه المنطقة من دعم على كل المستويات وخصوصا من تقدير واحترام كبير، فهو في الحقيقة احترام باحترام وتقدير بتقدير ووفاء بوفاء”.

ولفت إلى أن الدلالة الرابعة، هي أن هذا التكريم للملك انطلاقة جديدة للعلاقات بين الدولتين، داعيا لمشاركة “الجميع” في المشروع الملكي المستند على رؤية ملكية واضحة فيما يتعلق بعلاقة الرباط مع إفريقيا بشكل عام وبإفريقيا الغربية والسنغال بشكل خاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News