بيئة

الجو يزداد سخونة.. خبراء يحذرون من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة

الجو يزداد سخونة.. خبراء يحذرون من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة

شكل تغير المناخ على الدوام إحدى الإكراهات الأساسية أمام تنمية العديد من القطاعات بالمغرب، وشهدت جل مناطق المغرب منذ السنوات الماضية ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة، مايضع مستقبل الزراعة والفلاحة بالمغرب على المحك.

وأكد خبراء المناخ على استمرار التهديدات المناخية المقلقة بسبب قلة التساقطات المطرية  هذه السنة، وارتفاع درجات الحرارة والظواهر الطبيعية الحادة المتكررة التي من شأنها حسبهم التأثير سلبا على الموارد المائية والتنوع البيولوجي وكذا على المشهد الفلاحي.

وتوقعت المديرية العامة للأرصاد الجوية تسجيل موجة حر وهبوب رياح قوية من اليوم الخميس إلى يوم الاثنين المقبل بعدد من مناطق المملكة.

وتعليقا على الموضوع، حذر المصطفى العيسات، مختص في قضايا المناخ، من تأثيرات درجات الحرارة التي سيعرفها المغرب خلال هذه الأسابيع  المقبلة على صحة الإنسان.

وأضاف في تصريح لجريدة “مدار 21″ الإلكترونية، أن الحرارة المرتفعة تسبب إجهادا قويا لجسم الإنسان، تستنزف معه مخزون المياه الداخلية المتواجدة داخل الجسم، ما يتطلب عدم الخروج في فترات الزوال التي تشهد ارتفاعا على مستوى درجات الحرارة.

ودعا الخبير البيئي إلى ضرورة اتخاد مجموعة من الاحتياطات واتباع الوسائل الوقائية منها ارتداء القبعات الشمسية الواقية، لتجنب الإصابة بضربات الشمس على مستوى الرأس وكذلك الأمراض الجلدية سواء بالنسبة للبالغين أو الأطفال، بالإضافة إلى تجنب الأنشطة الرياضية داخل اليوم.

وبخصوص تأثير ارتفاع درجات الحرارة على المزروعات والأراضي الفلاحية، أكد مصطفى بنرامل، خبير بيئي، أن حرارة الشتاء أثرت هذا العام على المنتوج الفلاحي، عكس السنوات الماضية، نتيجة التقلبات المناخية المتطرفة التي يشهدها المناخ بصفة عامة، مشددا بالأساس على ظاهرة ” الإنيو” التي بدأت في الرابع من يوليوز العام الماضي، والتي ستتستمر خلال الثلاث سنوات القادمة إلى حدود سنة 2027.

وأضاف رئيس جمعية المنارات الايكولوجية للتمية والمناخ، أن هذه الحرارة أفقدت القطاع الزراعي خاصة الزراعات البورية مساحات كبيرة بمناطق الشاوية على الخصوص، مشيرا إلى أن تقلص بعض المساحات على مستوى هضبة سايس والغرب وزمور.

وفيما يتعلق بالتساقطات التي شهدتها جل مناطق المملكة  الأيام القليلة الماضية، أوضح بنرامل في تصريحه للجريدة أن هذه التساقطات النافعة انعكست بالإيجاب على مستوى تزويد حقينة السدود وسقي الأراضي الفلاحية بمناطق الغرب، يحيث لم تعد بعض الأراضي ملزمة بعمليات السقي التي كانت عليها الأيام الماضية بواسطة المياه الجوفية أو مياه الأنهار.

وشدد الفاعل البيئي على ضرورة اتخاد المملكة المغربية للعديد من الإجراءات الاحترازية لمواجهة خطر الحر الشديد، وتأثيراته على الإنسان والحيوان وكذا المزروعات، من خلال العمل على توجيه السياسات الفلاحية واستعمال الذكاء الاصطناعي.

وركز الخبير البيئي في السياق ذاته، على مسألة تكثيف المراقبة لحالة الطقس بواسطة الأقمار الصناعية، خاصة في حالات ارتفاع درجات الحرارة، للتمكن من توجيه المزارع والفلاح بصفة عامة مسبقا للأخد الحيطة والحذر، بالإضافة إلى أن إعلامه مسبقا يحالات الطقس سيمكنه من الاستفادة من زراعة بعض المزروعات في حالة التساقطات المطرية المرتقبة.

ولفت إلى أنه آن الآوان لتفكير المغرب على المستوى البعيد في استعمال التجهيزات المتطورة الحديثة والمرافقة للتجهيزات الكبرى التي يشتغل عليها لمواجهة آثار ارتفاع درجات الحرارة، و العطش والجفاف من خلال  التكثيف في بناء السدود الكبرى وربط الأحواض المائية وتحلية المياه ومعالجة العادمة منها.

جدير بالذكر أن تقرير حديث للوكالة الدولية للطاقة أن “IEA” أفاد بأنه من المتوقع أن يصل متوسط الزيادة السنوية في درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، وإلى 1.8 درجة مئوية مع حلول سنة 2050.

وأضاف التقرير أن السيناريوهات المناخية تشير إلى أن ارتفاع درجة الحرارة مستمر في المغرب حتى نهاية هذا القرن”، مضيفا أن المغرب قد يعاني من موجات حرارة أكثر تواترا وشدة في حال لم يتم تخفيف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الذي تزداد تركيزا.

وحسب ماجاء في التقرير ذاته الذي عنونته الوكابـ”مرونة المناخ لأجل الانتقال الطاقي للمغرب”، فإن متوسط درجة الحرارة السنوية في المغرب ارتفع بمقدار 1.7 درجة مئوية بين عامي 1971 و2017، مشيرا إلى أن مدنا كوجدة والرشيدية وبني ملال، شهدت أكبر زيادة في درجات الحرارة، بأكثر من درجتين مئويتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News