سوسيولوجي: فكرة اندثار بعض العادات والتقاليد في عيد الفطر غير صحيحة

في الوقت الذي يرى فيه البعض أن عادات وتقاليد الاحتفاء بعيد الفطر، بدأت تندثر ويتراجع مغاربة عن الاهتمام والالتزام بها، يؤكد البعض الآخر أن هذه الفكرة غير صحيحة، إذ ما تزال الأسر محافظة على ما توارثته من الأجيال السابقة.

البعض، يرى أن الاحتفاء بهذه العادات اختلف عن السابق، لكن خبراء في علم الاجتماع يصرون على عدم تخلي الأسر المغربية عن التقاليد التي تجذرت في المجتمع.

خالد مونة، سوسيولوجي، أكد أن فكرة اندثار بعض العادات والتقاليد غير صحيحة، لأن المجتمع لازال يحافظ على البيئة الاجتماعية والثقافية التي تساهم في استقرار واستمرارية العلاقات الاجتماعية.

ويشير مونة في تصريح لجريدة “مدار21” إلى أن الجانب الاحتفالي يختلف عن العبادات، إذ بطبيعة الحال الاحتفال يتغير بتغير المجتمع وبطبيعة التحولات الاجتماعية والاقتصادية الحاصلة.

وأضاف أن التزام المجتمع بالعادات والتقاليد المرتبط بالعيد كشراء اللباس للأطفال والزيارات العائلية مستمرة، ربما هناك تغير من حيث الشكل لأن الأسرة لها مرجعيتها الخاصة، لكن هذا التغير لا يعني التخلي عن العادات والتقاليد بل تكييفها حسب طبيعة المجتمع المعاصر.

وتلتف الأسر حول مائدة الفطور التي تضم مختلف أشكال الحلوى المغربية، إلى جانب مأكولات أخرى حسب عادات كل جهة، وذلك في صباح عيد الفطر، للحفاظ على عادة دأب عليها المغاربة منذ زمن طويل في مناسبة الأعياد.

ويعد عيد الفطر، مناسبة لإحياء صلة الرحم بين المعارف والأقارب، إذ يتابدل مغاربة الزيارات في ما بينهم، باعتبارها عادة اجتماعية ودينية، تعكس قيم المجتمع المغربي.

ويتزين الأطفال في صباح هذه المناسبة بلباس جديد، فيما تُقبل الفتيات على نقش الحناء وتصفيف الشعر، احتفاء بحلول عيد الفطر.

وضمن العادات التي دأب عليها المغاربة في عيد الفطر، تقليد “حق الملح” التي تُعد اعترافا وتقديرا للنساء اللواتي أشرفن على إعداد الطعام طيلة شهر رمضان.

وتنشط خلال هذه المناسبة العديد من المتاجر الخاصة ببيع الملابس التقليدية وأخرى تناسب الأطفال، وأخرى تبيع الحلوى، إلى جانب محلات تصفيف الشعر.

ولا يُقبل المغاربة فقط على التاجر، إنما تكون وجهتهم خلال الأيام الأخيرة من رمضان، محو خياط الحي الذي يُشرف على حياكة “الجلباب” بشكل تقليدي.