صحة

“تسونامي” كورونا يتراجع بدول المغرب العربي بعد صيف قاسٍ

“تسونامي” كورونا يتراجع بدول المغرب العربي بعد صيف قاسٍ

تشهد دول المغرب العربي تراجعا واضحا في انتشار وباء “كوفيد-19″ بعد أن عانت المستشفيات خلال الصيف الفائت من اكتظاظ وتجاوزت قدرتها على استيعاب المرضى في بعضها.

ففي المغرب، الذي أحصى ما يقارب 13876 وفاة بـ”كوفيد-19” حتى أمس السبت، فهو البلد الأكثر تقدما في عمليات التطعيم مع أخذ قرابة 51 بالمئة من سكانه اللقاح كاملا.

وشهدت المملكة ارتفاعا في عدد المصابين إثر تخفيف القيود في يونيو مع فتح المعابر الحدودية وتقليص ساعات حظر التجول وظهور المتحورة دلتا.

وتم تسجيل رقم قياسي مطلع غشت الماضي بنحو 70 ألف إصابة جديدة طوال أسبوع، قبل أن يتراجع العدد أربع مرات بحلول 16 شتنبر الجاري.

وسجلت الوفيات الاتجاه نفسه مع 405 وفيات في الأيام السبعة الماضية وهو، ما يقرب من نصف عدد الوفيات البالغ 775 الذي تم تسجيله خلال فترة الذروة (من 16 إلى 22 غشت).

وشددت السلطات مطلع غشت الماضي حظر التجول وقلصت من التجمعات والتنقل من وإلى الدار البيضاء ومراكش وأكادير.

وأفاد المسؤول بوزارة الصحة، عبد الكريم مزيان بلفقيه، في تصريح سابق، أن هناك انخفاضا لحالات العدوى للأسبوع الخامس على التوالي بالرغم من مواصلة تسجيل ارتفاع في الحالات الحرجة والوفيات.

وانطلقت نهاية غشت المنصرم حملة التطعيم الطوعي لمن تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاما تزامنا مع اقتراب الدخول المدرسي الذي أُخّر إلى الأول من تأكتوبر المقبل. وحددت السلطات هدف تطعيم 80 بالمئة من سكان البلاد لتحقيق المناعة الجماعية.

وسجل المغرب أعلى نسبة للعدوى بالفيروس بين 7 و13 تيوليوز الماضي بأكثر من 55 ألف مصاب، واليوم تراجعت هذه النسبة بسبع مرات، كما انخفضت أعداد الوفيات بشكل لافت لتصل إلى مستوى 342 وفاة طيلة الأسبوع الفائت، وهي أقل بخمس مرات مما تم تسجيله في الفترة بين 24 و30 يوليوز وبلغ 1451 وفاة.

وفي تونس، أقرت السلطات الصحية في مواجهة هذا “التسونامي” حظر تجوّل بداية من السادسة مساء وتم تخفيفه لاحقا، كما منعت التنقل بين المدن وكثفت من حملات التطعيم بفضل مساعدات خارجية من دول عربية وأوروبية وغيرها.

يقول مدير معهد باستور، الهاشمي الوزير، في تفسيره لسبب هذا التراجع الكبير “كان هناك تكثيف لحملة التطعيم”، كما أن “انتشار الفيروس” عزّز “المناعة الطبيعية” بين المواطنين.

ويؤكد الوزير، وهو عضو اللجنة العلمية، أن الهدف هو الوصول إلى تطعيم ما بين 50 و60 بالمئة من السكان بجرعتين خلال شهر أكتوبر القادم.

وطعمت تونس حتى الآن 26.1 بالمئة من سكانها البالغ عددهم 12 مليون نسمة تطعيما كاملا.

أما الجزائر، فقد توفي حسب الإحصاءات الرسمية 5650 شخصا بكوفيد، وأعلنت في العاصمة الجزائر مطلع شتنبر “حملة واسعة” تهدف لتطعيم 70 بالمئة من السكان بنهاية العام الحالي.

وتم تحديد بؤر العدوى الرئيسية في مناطق من العاصمة الجزائر والبليدة وتيزي وزو ووهران.

وسجلت البلاد رقما قياسيا أسبوعيا في الفترة الممتدة بين 24 و30 يوليوز بلغ 10626 إصابة جديدة، أما الوفيات فقد بلغت أعلى المستويات بين 31 يوليوز و6 غشت مع تسجيل 268 وفاة. وتراجعت حالات العدوى بست مرات والوفيات بمرتين حتى 16 شتنبر الجاري.

ويتواصل حظر التجمعات والتجول الليلي بينما فتحت السلطات الشواطئ ومناطق الترفيه وتم في المقابل استئناف رحلات الطيران الدولية جزئيا خلال يونيو الماضي بعد توقيفها في مارس 2020.

بدورها، بدأت ليبيا، التي يقطنها نحو سبعة ملايين نسمة وأحصت 4500 وفاة، تشهد تراجعا طفيفا لانتشار الجائحة إثر تسجيل أعلى مستوى لحالات العدوى خلال الفترة الممتدة بين 25 و31 يوليوز بلغ 24 ألف إصابة جديدة بالفيروس و204 وفيات.

وانخفضت هذه الأرقام خلال الأسبوع الفائت بثلاث مرات لعدد المرضى وبمرتين لحالات الوفاة.

وشهد نسق عمليات التطعيم ارتفاعا مع فتح مركز في العاصمة طرابلس في 11 غشت، ثم وبعد عشرة أيام مركز ثان في الشرق، ومن ثم مراكز تطعيم في الأحياء.

وحتى الآن، تلقى 18.4 بالمئة جرعة واحدة من التطعيم و2.1 بالمئة تطعيما كاملا بسبب تأخر وصول شحنات التلقيح الصيني سينوفاك والروسي سبوتنيك-في.

وأكد مركز مراقبة الأمراض “انخفاضا في العدوى في الغرب” إثر قرار غلق الحدود البرية مع تونس التي أعيد فتحها الجمعة، كما عبّر المركز عن خشية من عودة ارتفاع أعداد المرضى في جنوب وشرق ليبيا بسبب ارتفاع أعداد المرضى لدى الجارة مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News