بيئة

تلوث الهواء يُهدّد صحة البيضاويين وفاعل بيئي يحذر من خطورة الوضع

تلوث الهواء يُهدّد صحة البيضاويين وفاعل بيئي يحذر من خطورة الوضع

في ظل التلوث الذي باتت تعرفه جهة الدار البيضاء-سطات بسبب الشركات الصناعية، منها تلك المتمركزة على طول الشريط الساحلي بين  الدار البيضاء والمحمدية، أصبحت أمراض الربو والحساسية ضمن طليعة مشاكل البيضاويين.

وليست المرة الأولى التي تصنف فيها التقارير الدولية العاصمة الاقتصادية ضمن المدن الملوثة، إذ تبوأت مؤخرا المدينة الميتروبولية المراتب الأولى على مستوى تلوث الهواء، وحسب موقع “نومبيو” المختص في رصد مؤشر جودة الحياة وتتبع المؤشر الدولي للثلوث العالمي، فإن الدار البيضاء، حسب تقريره لمنتصف سنة 2023، تحتل المركز الرابع عالميا، من بين أصل 248 مدينة شملها التصنيف.

الوضع المقلق الذي باتت تعيش على وقعه المدينة، طوق أعناق المسؤولين بالجهة، مما أسفر عنه مصادقة مجلس جهة الدار البيضاء سطات في دورته العادية من شهر مارس الجاري، على مشروع اتفاقية شراكة بينه وبين وزارة الداخلية، والمديرية العامة للجماعات الترابية ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة- قطاع التنمية المستدامة، بالإضافة إلى ولاية جهة الدار البيضاء – سطات، من أجل تعزيز شبكة رصد جودة الهواء بالجهة في إطار برنامج التنمية الجهوية 2022-2027 للحد من تداعيات الآثار السلبية للتلوت.

وخصصت جهة الدار البيضاء سطات ميزانية مليار و500 مليون سنتيم، سيساهم فيها المجلس بمبلغ قيمته 9 ملايين درهم، بينما ستساهم وزارة الانتقال الطاقي بمبلغ 6 ملايين درهم.

وفي نفس السياق، أكد الفاعل في مجال البيئة والتنمية المستدامة، أحمد رزوق، أن ثلوت الهواء يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة للإنسان والسكان وعلى البيئة المحيطة.

وأوضح في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن الاستخدام المفرط للمواد الكيماوية والمواد الخام والنفطية بالدار البيضاء الكبرى، مدينة الصناعات التحويلية، يعد السبب الرئيسي في التلوث.

وأضاف الفاعل البيئي أن الدخان الأسود المنبعث من المصانع له تأثيرات سلبية كبرى خاصة على صحة المواطن البيضاوي القاطن بالقرب منها، مضيفا أن أول الأمراض التي تتربص بصحة الساكنة، أمراض القلب والجهاز التنفسي الحاد (الربو) والسرطان الرئوي المزمن، مشيرا في الوقت ذاته إلى التأثير السلبي لتلوث الهواء على الجهاز العصبي، مردفا ‘‘غالبية المواطنين اليوم باتوا يعيشون على الأعصاب و القلق’’.

وسجل رزوق، بعض الحلول المرحلية، التي تعود إلى استخدام مواد أقل ضررا ولا تتطلب استعمال المياه الصالحة للشرب، إلى جانب استخدام مصفاة في المعامل المركزية وإنشائها خارج المدن للتقليل من الدخان والنفايات الصلبة، وللتخفيف، طالب باستخدام مواد صديقة للبيئة من بينها، الطاقة الشمسية، والطاقة الهيدروجينية.

وحمل رزوق المسؤولية للجهات المانحة لتراخيص المعامل، داعيا إياها إلى ضرورة وضع استراتيجية واضحة مع الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين للمحافظة على الأمن البيئي والتنمية المستدامة، وتفعيل أدوار الشرطة البيئة، بالإضافة إلى توفير التغطية الصحية للمتضررين من السكان وعقد شراكة مع جمعيات مدنية والمؤسسات الصحية لفائدتهم.

والتمس الفاعل البيئي من المسؤولين والمندوبية السامية للمياه والغابات، عدم منح التراخيص لقطع أشجار الغابات ومحاربة ظاهرة الطفيليات والإسمنت المسلح الذي زحف على الأخضر واليابس.

وخلص إلى أن الغابات لها دور حيوي أساسي متمثل بدرجة أولى في تنظيم حلقات الماء وتلطيف الجو وإغناء الهواء بالأوكسجين والتقليل من الاحتباس الحراري، إلى جانب العمل على صد الرياح وحماية التربة من الانجراف والحفاظ على التوازن البيئي، والتقليل من المخاطر الصحية الناجمة عن التلوث الهوائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News