بيئة

الجفاف وحرارة الشتاء.. مطالب لتجويد السياسات لتجنب كارثة فلاحية

الجفاف وحرارة الشتاء.. مطالب لتجويد السياسات لتجنب كارثة فلاحية

على الرغم من التساقطات المتفرقة التي شهدتها بعض مدن المملكة الأيام القليلة الماضية وانعكاساتها على المستوى الفلاحي، إلا أن ذلك لم يمنع خبراء المناخ التأكيد أن “حرارة شتاء هذه السنة كانت الأسوأ من حيث الزيادة من مضاعفات موجات الجفاف التي أرخت بظلالها على البلاد للسنة السادسة على التوالي”.

مصطفى بنرامل، خبير بيئي ورئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، يرى أن المغرب اليوم يشهد تقلبات مناخية “متطرفة” تهدد حسبه بشكل مباشر القطاعين الفلاحي و الزراعي.

وأوضح في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية أن التساقطات التي عرفتها بعض المناطق بالمملكة في الأيام الجارية، ستكون مهمة على مستوى تزويد حقينة السدود وإنعاش الزراعات بمناطق الغرب واللوكوس مقارنة بالمناطق الأخرى التي لم تصلها، مستدركا “إلا أن تأثيرها على القطاع الفلاحي يظل ضئيلا و محدودا”.

وأضاف الخبير البيئي أن الزراعات البورية فقدت مساحات كبيرة جدا، منها تلك المتواجدة على مستوى مناطق الشاوية، وأشار إلى تواجد مساحات فلاحية أخرى شاسعة، بإمكانها أن تعطي منتوجا يظل متواضعا مقارنة مع السنوات الماضية.

وتابع الفاعل في مجال البيئة والمناخ أن الأراضي الفلاحية التي تعتمد في السقي على المياه الجوفية ومياه الأنهار المتواجدة بالقرب منها بإمكانها إنبات كميات قليلة من الأعشاب تصلح في القريب العاجل للماشية.

ولفت إلى أن ظاهرة “النينيو” أو ما يعرف بالاحترار،  التي ابتدأت من الرابع من يوليوز الماضي لسنة 2023، وستستمر على مدى ثلاث سنوات إلى حدود سنة 2027، كانت السبب في ارتفاع درجات الحرارة التي هددت موسما فلاحيا برمته.

وطالب الخبير البيئي جل الفعاليات البيئية، بالإضافة إلى الوزارة الوصية على القطاع، بضرورة تجويد السياسات الفلاحية، واستعمال الذكاء الاصطناعي وتكثيف المراقبة الجوية لحالة الطقس عبر الأقمار الاصطناعية، للتمكن من توجيه المزارع مسبقا للقيام ببعض الزراعات التي يمكنها أن تستفيد من التساقطات المطرية.

وخلص إلى أن ‘”المغرب يجب أن يفكر على المستوى البعيد من خلال تشجيع البحث العلمي في مجال البيئة والمناخ وتجهيز أجهزة وبنيات أساسية جد متطورة ومرافقة للمشاريع الكبرى والبنيات الأساسية المتمثلة في بناء السدود الكبرى وربط الأحواض المائية بالطرق السيارة المائية، ومشاريع تحلية المياه ومعالجة العادمة منها، من أجل تلبية الطلب على الماء سواء في القطاعين الفلاحي و الزراعي”.

من جانب آخر، دعا المهندس الزراعي محمد بنعطا، المسؤولين إلى ضرورة وضع سياسات عمومية وتجارب في مجال الانتقال الطاقي باعتباره الحل الأنسب لانخفاض درجات الحرارة، منبها إلى أن الوصول إلى متوسط درجات حرارة هو بالذات تجاوز للتغيرات الحالية المتمثلة في الجفاف وشح المياه.

واستغرب المتحدث ذاته في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، من عدم اتخاد الجهات المسؤولة، بعد لقاءات قمة المناخ “كوب 28″، لأية إجراءات أو حلول لمنع الطاقة الأحفورية والاحتباس الحراري، مشيرا إلى استمرار الإعلان عن الاستثمارات بالمشاريع الجديدة دون إيجاد حل فعال للمشاكل القديمة.

وتجدر الإشارة إلى أن وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أكد في وقت سابق، أن المغرب يعيش “وضعا مناخيا استثنائيا عنيفا” منذ أكثر من 6 سنوات مقارنة مع مراحل الجفاف التي عرفها، لا سيما خلال التسعينيات.

وحسب المعطيات التي قدمها الوزير أمام البرلمان، في يناير الماضي، فإن وتيرة سنوات الجفاف ارتفعت من 6 بالمئة خلال الفترة ما بين 1945 و1980 إلى 30 بالمئة خلال الفترة ما بعد 1980، أي من سنة إلى سنتين جافة كل 5 سنوات، مسجلا أنه منذ 2018 تفاقم الوضع وتم تسجيل 6 سنوات جافة متتالية، مع انخفاض غير مسبوق في مستوى الواردات من المياه ومخزون السدود والفرشات المائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News