سياسة

الجزائر تُقيّم علاقتها بفرنسا بعد زيارة سيجورنييه للرباط ومطالب لوقف لعبة التوازنات

الجزائر تُقيّم علاقتها بفرنسا بعد زيارة سيجورنييه للرباط ومطالب لوقف لعبة التوازنات

عقب زيارة وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنييه للرباط، والتي التقى فيها نظيره ناصر بوريطة، وتم الإعلان فيها عن بداية فصل جديد في العلاقات المغربية الفرنسية “وفق مبادئ الاحترام والتنسيق”، سارعت الجزائر لعقد الدورة الحادية عشرة للمشاورات السياسية الجزائرية-الفرنسية والتي تم تأجيلها أكثر من مرة.

وبحسب ما أعلنت الخارجية الجزائرية، ترأس هذه المشاورات، التي مكنت “من إجراء تقييم شامل لوضع العلاقات بين البلدين على المستوى السياسي وكذا التعاون الثنائي في كافة المجالات، بما فيها المجال الاقتصادي ومسألة تنقل الأشخاص”، كل من لوناس مقرمان، الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، وآن ماري دي كوت، الأمينة العامة لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية للجمهورية الفرنسية.

وناقش الطرفان، وفق ما جاء في المصدر نفسه “القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك” ولا سيما “الوضع في منطقة الساحل ومالي والشرق الأوسط، وبشكل رئيسي الوضع في فلسطين والأزمة الإنسانية في غزة وكذا مسألة الصحراء”.

وبالتزامن مع هذا الاجتماع، أشارت وسائل إعلام جزائرية قريبة من حكام العسكر، أن الرئاسة الجزائرية أعطت الضوء الأخضر لبرمجة زيارات رفيعة المستوى لمسؤولين فرنسيين للبلاد، وذلك بعد 24 ساعة تقريبا من إعلان بوريطة وسجورنييه، في ندوتهما المشتركة بالرباط، أنه تم الاتفاق على تعزيز التعاون من خلال زيارات وزراء للمغرب في الأسابيع المقبلة.

ودجنبر الفارط، قالت الجزائر وعلى لسان وزير خارجيتها أحمد عطاف إنها لا ترغب في تحديد موعد لزيارة الرئيس الفرنسي “بكل صدق، ظروف هذه الزيارة غير مناسبة”، لكن وبعد زيارة سيجورنييه للرباط والحديث عن زيارة مرتقبة للمملكة، راجعت الجزائر موقفها وبدأت ترسل إشارات لقصر الإليزيه أنها في انتظار إيمانويل ماكرون.

رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، اعتبر أن فرنسا رغم تعبير وزير خارجيتها ستيفان سيجورنييه خلال ندوته بداية الأسبوع الجاري، لرغبة بلاده في فتح صفحة جديدة مع المملكة بعد أزمة دامت لأزيد من سنتين، أنها لازالت تحاول اللعب على التناقضات بين المغرب والجزائر من خلال تسميتها بالتوازنات.

وقال لزرق في تصريح لجريدة “مدار21″ الإلكترونية إن الظرفية التي تمر منها المنطقة، تتطلب الوضوح في سياستها الخارجية باعتبار أن حفظ الأمن والسلم في شمال إفريقيا ودول الساحل والصحراء يقتضي الحفاظ على الوحدة الترابية للبلدان باعتبار أن الانفصال شكل من أشكال الإرهاب، و”بالتالي هذا يوضح أن العقلية الفرنسية لازالت تراوح مكانها ولازالت تجد صعوبة في الوضوح اتجاه إفريقيا عموما”.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن صانع القرار في فرنسا أو في قصر الإليزيه أمام منعطف يقتضي منه رؤية واضحة اتجاه شمال إفريقيا بشكل خاص وسياسته الخارجية عموما، خاصة عقب دخول شركاء دوليين آخرين للمنافسة، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وتركيا والصين.

ويرى لزرق أن تحديد موعد لزيارة ماكرون للرباط “بيد صناع القرار في فرنسا، المغرب أكد أنه يحتاج للوضوح من فرنسا، فالرباط والجزائر، كلاهما الآن يحتاجان لخروج فرنسا من المنطقة الرمادية، بعيدا عن العقلية الاستعمارية التي طالما بررت عدم وضوحها من خلال لعبة التوازنات بين الدولتين واستغلال التناقضات بينهما”.

وأضاف في نفس السياق: “الآن فرنسا أمام منعطف تاريخي، ففرنسا مؤهلة أن تعزز روابطها بإفريقيا وشمال إفريقيا وبالتالي يلزمها سياسة خارجية واضحة في هذا الاتجاه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News