بيئة

خبير صحي مغربي يرصد تفشي الأمراض التنفسية في فترات الجفاف

خبير صحي مغربي يرصد تفشي الأمراض التنفسية في فترات الجفاف

استبعد الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، أن تكون هناك علاقة بين أزمة الجفاف التي يشهدها المغرب وبين الأمراض التنفسية المنتشرة، مؤكدا أن أكثر الأمراض المنتشرة بالبلاد في الوقت الحالي هي الأنفلونزا الموسمية بدرجة أولى والفيروس المخليوي الصدري Vrs وكوفيد 19.

ووصف باحث في السياسات والنظم الصحية، انتشار هذه الأمراض، بالطبيعي، مؤكدا أن ذلك يحدث كل سنة في المغرب وتزامنا مع فصل الشتاء، “تنتشر مثل الأمراض التنفسية بشكل كبير في هذا الفصل، وهي أمراض تعفنية، وليس سببها قلة التساقطات”.

وأوضح حمضي في تصريح لجريدة “مدار21″ الإلكترونية، أن قلة التساقطات المطرية، وصعوبة الوصول للماء الصالح للشرب أو الصالح لسقي المنتوجات الفلاحية، يمكن أن تؤدي لظهور مشاكل مرتبطة بالأساس بالجهاز الهضمي للإنسان وليس الجهاز التنفسي”.

لكن الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، بالمقابل أكد أن هناك علاقة بين أزمة الجفاف والأمراض الصدرية، مشيرا في نفس السياق أن الجفاف والتغيرات المناخية لهما تأثير على صحة الإنسان بشكل عام وعلى عدة مستويات، أبرزها المرتبطة بالصدر والتغذية، “وكذلك يمكن أن يتسببا في انتشار الأمراض المائية والأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات والأمراض النفسية والعقلية”.

وقال الخبير الصحي المغربي، إن الجفاف الذي تشهده بعض المناطق في العالم وستعرفه مناطق أخرى مستقبلا، يمكن أن يؤثر على انتشار الأمراض الصدرية بالبلاد، وذلك بسبب كثرة الغبار في الهواء والذي يكون مستواه مرتفعا وبالتالي يؤدي لأمراض صدرية بسبب ارتفاع تركز الجزئيات الدقيقة.

و أوضح أن استعمال الأسمدة في الفلاحة، وبسبب أزمة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وتبخرها في الهواء بكثرة يتسبب في ظهور الأمراض الصدرية، وكذلك تلك المرتبطة بالحساسية، لأن “هذان العاملان (الجفاف والحرارة المرتفعة) يتسببان في إطالة موسم أمراض الحساسية والذي لا يتعدى فصلين في السنة (فصل الربيع والصيف)، لكن بسببهما يمكن أن يصل لثلاثة فصول أو حتى أربعة فصول، بمعنى العام كاملا”.

ولفت في حديثه للجريدة أن الجفاف والحرارة المرتفعة يتسببان أيضا في رفع تركيز مهيجات الحساسية في الهواء، وبالتالي يكون تأثيرها أقوى، مبرزا أن هذان العاملان يساهمان أيضا في ظهور بعض النباتات غير الاعتيادية، والتي يمكنها أن تنضاف لأسباب وومهيجات الحساسية.

وفي نفس السياق، استشهد حمضي بعدد بدراسات كشفت كيف أن سكان القرى الذين يعتمدون في مدخولهم على الزراعة يتعرضون لضغوط نفسية خطيرة بسبب اعتمادهم على الأمطار، وبسبب أزمة الجفاف، يعيشون تهديدا في قوت يومهم ما قد يعرضهم لأمراض نفسية وعقلية.

يشار أن المعطيات الصادرة عن وزارة التجهيز والماء، تؤكد أن الاحتياطات المائية للبلاد لا تتجاوز 3.7 مليارات متر مكعب، أي أقل بكثير من 5.14 مليارات متر مكعب في نفس الفترة من عام 2023. فيما تقترب بعض أهم السدود في البلاد من مستوى الجفاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News