سياسة

آلاف المغاربة يتظاهرون بالرباط رفضا للتطبيع وإبادة الشعب الفلسطيني

آلاف المغاربة يتظاهرون بالرباط رفضا للتطبيع وإبادة الشعب الفلسطيني

خرج آلاف المغاربة اليوم الأحد (11 فبراير 2024) في  مسيرة وطنية حاشدة بالعاصمة الرباط تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وللمطالبة بوقف العدوان والإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة، وهي المسيرة الخامسة من نوعها التي تنظم بعد أربع مسيرات نظمت في مدينتي الرباط والدار البيضاء.

واستمر المغاربة منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الماضي،  في تنظيم بفعاليات تضامنية مع غزة بشكل شبه يومي، كان من أبرزها المسيرة المليونية التي نظمت في 15 من أكتوبر الفائت بالعاصمة الرباط.وبوتيرة شبه يومية، تشهد العديد من المدن المغربية، بينها العاصمة الرباط، وقفات حاشدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وللمطالبة بوقف الغارات الإسرائيلية على غزة، ولرفع الحصار وإدخال المساعدات.

واحتشد آلاف المشاركين في مسيرة الرباط الجديدة، التي دعت إليها “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع” و”مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” في ساحة “باب الأحد” التاريخية اليوم، قبل أن يسيروا في اتجاه شارع محمد الخامس في قلب العاصمة الرباط.

ويأتي تنظيم مسيرة الرباط في إطار سلسلة من المسيرات التي شهدتها مدن مغربية متعددة، كما يأتي تنظمها في اليوم الـ128 من عدوان “الاحتلال الإسرائيلي” على قطاع غزة، الذي أدى إلى استشهاد قرابة 30 ألف فلسطيني، وتدمير كل سبل العيش في قطاع غزة المحاصر منذ 18 سنة.

وردد المتظاهرون هتافات داعمة للشعب الفلسطيني وأخرى مطالبة بوقف العدوان والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتعجيل في إجراءات محكمة العدل الدولية، فضلا عن المطالبة بإسقاط اتفاقية التطبيع مع دولة الاحتلال وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط فورا.

وردد المشاركون في المسيرة شعارات من قبيل “الشعب يريد إسقاط التطبيع.. الشعب يريد تحرر فلسطين”، و”كلنا فداء فداء لفلسطين الصامدة”، و”إدانة شعبية للمجازر الصهيونية.. إدانة شعبية للتطبيع والهرولة”، و”المغرب أرضي حرة والصهيوني يطلع برا”.

كما أحرق المشاركون في المسيرة العلم الإسرائيلي، ورفعوا، في المقابل، الأعلام الفلسطينية والمغربية، ولافتات كتب عليها “الشعب المغربي يطالب بحل مجموعة البرلمانية الإسرائيلية المغربية.. التطبيع جريمة خيانة”، و”الشعب المغربي مع المقاومة الفلسطينية ضد حرب الإبادة الجماعية والحصار الجائر.. من أجل إسقاط التطبيع”، و”الشعب المغربي بصوت واحد: أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة.. أوقفوا تطبيع الدولة المغربية مع الكيان الصهيوني”.

ومن الشعارات التي رفعها المتظاهرون أيضا “الشعب يريد تحرير فلسطين”، “تحية مغربية لفلسطين الأبية”، “كلنا فدا فدا لغزة الصامدة”، “هذا عيب هذا عار غزة في خطر”، “يا للعار يا للعار باعوا غزة بالدولار”، “يا قسام يا حبيب دمر دمر تل أبيب”، “شعب الأقصى سير سير حتى النصر والتحرير”، “فلسطين عربية إسرائيل إرهابية”، “إدانة شعبية لأميركا الإرهابية”، و”الشعب يريد إسقاط التطبيع”.

ولم تمنع المسافات البعيدة آلاف المواطنين من القدوم مختلف أنحاء المغرب للمشاركة في مسيرة الأحد. وشهدت المسيرة الوطنية مشاركة حقوقيين وسياسيين وبرلمانيين ومثقفين،  إلى جانب العديد من الجمعيات والهيئات المدنية والسياسية، إضافة إلى وجوه بارزة من القيادات اليسارية والإسلامية والحقوقية، فضلا عن مختلف الفئات العمرية من أطفال وشباب ومسنين والمهنية من أطباء ومحامين وأكاديميين.

وعرفت المسيرة مشاركة العديد من ، ومن جملة الشعارات التي هتف بها المشاركون في المسيرة “الشعب يريد إسقاط التطبيع” و”يا حكام الهزيمة اعطوا للشعب الكلمة”، و”شكون شكون باع القضية.. الأنظمة العربية”، و”فلسطين تقاوم والأنظمة تساوم”، و”المغرب وفلسطين شعب واحد مش شعبين”، و”مساندة شعبية لفلسطين الأبية”.

وأدلت شخصيات قيادية بتصريحات صحفية طالبت من خلال الدولة بضرورة إلغاء كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال “الإسرائيلي” والتراجع عن كافة الاتفاقيات معه، والإغلاق النهائي لمكتب الاتصال المغرب الإسرائيلي بالرباط.

وندد المحتجون بصمت المجتمع الدولي تجاه ما تقترفه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، مما أدى إلى خضوعها لمحاكمة مستمرة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية.

واعتبر المتظاهرون أن المسيرة الجديدة للشعب المغربي تهدف إلى بعث رسائل أبرزها إظهار الإجماع الوطني في دعم القضية الفلسطينية ومساندة أهل غزة، وذلك من خلال انخراط جل الهيئات المغربية المعروفة بتضامنها مع فلسطين.

وحتى الأحد، خلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة “28 ألفا و176 شهيدا، و67 ألفا و784 مصابا، معظمهم أطفال ونساء”، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا للسلطات الفلسطينية.

كما تسببت في دمار هائل وأزمة إنسانية كارثية غير مسبوقة، مع شح إمدادات الغذاء والماء والدواء، ونزوح نحو مليوني فلسطيني، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب الأمم المتحدة.

وفجر 7 أكتوبر الجاري، أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردا على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News