مجتمع

أزمة الماء بسطات تفاقم معاناة الساكنة وخبير يدعو لتدخل عاجل

أزمة الماء بسطات تفاقم معاناة الساكنة وخبير يدعو لتدخل عاجل

تشتكي ساكنة إقليم السطات هذه الأيام من الانقطاع المتكرر للمياه الصالحة للشرب لليوم الرابع على التوالي، حيث دفع النقص الحاد على مستوى هذه المادة الحيوية السلطات لإغاثة المواطنين عبر توزيع المياه بواسطة شاحنات صهريجية.

ونشر نشطاء عبر مواقع التوصل الاجتماعي، الخميس، فيديوهات وصور معاناتهم لجلب المياه، بعدما تم قطعها عن بعض المناطق السكنية منها إقامة “سلطانة” ومجمعات الخير ومفتاح الخير بشكل مستمر.

وفي هذا السياق، وجه محمد هيشامي، نائب برلماني عن الفريق الحركي، سؤالا كتابيا إلى وزير التجهيز والماء، نزار بركة، يستفسره فيه عن الإجراءات العاجلة التي ستتخذها الوزارة لتزويد المدينة بالماء بشكل منتظم بعد انقطاعه.

وجاء في السؤال الكتابي أن “مدينة سطات تعاني من مشاكل التزود بالماء، فبالإضافة إلى الإشكاليات المرتبطة بالرخص، فإن برنامج التزود بالماء الذي وضعه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب لا يلائم الساكنة، الأمر الذي أثر سلبا على هذه الأخيرة، وكذا على العديد من المؤسسات نظير المستشفى الإقليمي الحسن الثاني والحي الصناعي ومراكز الدياليز لتصفية الدم التي توقفت بسبب انقطاع الماء”.

وأضاف أن “إقليم سطات، على الرغم من أنه يعتبر الإقليم الوحيد الذي يتوفر على فرشة مائية مهمة، مما يجعله من أكبر الخزانات المائية بالمغرب، بالإضافة إلى وجود سد المسيرة بالإقليم الذي يزود العديد من المدن والجماعات من خارج هذا الإقليم، إلا أنه اليوم يعيش أزمة مائية”.

بهذا الصدد، قال المصطفى العيسات، الخبير في المناخ والبيئة، أن قطع المياه بجهة الدار البيضاء السطات والمدن الأخرى يعتبر إشكالا قاسيا، راجعا بالأساس إلى النقص المخيف الذي بات يشهده مخزون المياه بالسدود، التي تزود العديد من المناطق.

وأضاف العيسات في تصريح لجريدة “مدار21” أن صبيب المياه بسد المسيرة أصبح يشكل أقل من 15 في المئة من وارداته، مشيرا إلى أن العديد من المناطق اليوم متخوفة من أن يخيم عليها شبح شح المياه الصالحة للشرب.

ودعا المتحدث ذاته السلطات إلى ضرورة التحرك من أجل تزويد المدن التي تعاني النقص أو الانقطاع الجزئي من خلال تسريع ربط الأنابيب عن طريق الربط بالمياه الصالحة للشرب من المناطق المعروفة بالوفرة المائية باتجاه المناطق المتضررة.

وأكد الخبير البيئي ضرورة الإسراع في وتيرة التدابير الاستعجالية التي تأخرت، منها محطات تحلية مياه البحر بالدار البيضاء التي يمكنها تزويد جزء من إقليم سطات والمناطق الأخرى، إضافة إلى منطقة الجرف الأصفر التي ستزود بدورها إقليم سطات لسد الخصاص المهول التي تعرفه المنطقة.

وتجدر الإشارة إلى أن أزمة المياه استنفرت مجلس مدينة الدار البيضاء، الذي عقد الدورة العادية برسم شهر فبراير الجاري، يوم الأربعاء 6/02/2024 بمقر الولاية، وأكدت خلالها عمدة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، أن سد المسيرة الذي يزود جهة الدار البيضاء-السطات بالمياه وصل اليوم لمستويات قياسية منخفضة باتت مقلقة.

وأوضحت بخصوص الينابيع التي تسقي جوف جهة لدار البيضاء-السطات كاملة،  كسد المسيرة، وأحواض أم الربيع، أنها باتت مهددة اليوم بسبب النقص الحاصل على مستوى مخزونها.

ودعت الرميلي ساكنة جهة الدار البيضاء-السطات إلى ضرورة تغيير سلوك البيضاويين اليومي، خاصة عند الاستهلاك المفرط للمياه عند الغسل والاستحمام، معتبرة أن هذا السلوك اليومي يستنزف 15 لترا في كل ساعة يوميا، واصفة  في الأخير هذا الوضع بـ”المقلق”.

ويذكر أن المكتب الوطني للماء والكهرباء -قطاع الماء الصالح للشرب،  حذر الساكنة في بلاغ له بداية الأسبوع الجاري، أنه سيتم ابتداء من يوم الثلاثاء 06 فبراير2024 خفض مستوى الصبيب بنسبة تصل إلى 66 بالمئة؜، ‏نظرا للنقص المهم الذي يشهده إقليم سطات على مستوى الموارد المائية وكذا النقص الذي سجله منسوب “سد الدورات” المزود الرئيسي لمدينتي برشيد و سطات يعرف نقصا في منسوب المياه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News