عجز التساقطات يبلغ 70% وبركة يستعين بـ”المؤثرين” للحد من تبذير الماء
كشف وزير التجهيز والماء نزار بركة اليوم الاثنين أم البرلمان، أن السنة الهيدرولوجية منذ فاتح شتنبر 2023 وإلى غاية 19 يناير الجاري، عرفت عجزا في التساقطات المطرية، قُدر بحوالي 70 بالمئة حيث تراوح تراكم هذه التساقطات ما بين 0,2 ملم بالداخلة و423 ملم بطنجة.
و في معرض أجوبته على أسئلة النواب عشية اليوم الاثنين، حول “استراتيجية الوزارة لتدبير ندرة المياه”،أوضح بركة أن هذا الوضع انعكس سلبا على مستوى مخزون المياه في السدود، حيث لم تتجاوز نسبة ملء السدود يوم 19 يناير 2024، 23,2 بالمئة عوض 31,5 بالمئة في نفس التاريخ من السنة الماضية.
وسجل المسؤول الحكومي أن الواردات المائية بالسدود، لم تتعد 621 مليون م3، مما يشكل عجزا يقدر ب 84 بالمئة مقارنة بالمعدل السنوي للواردات لنفس الفترة، مؤكدا أنه لموجهة تراجع الموارد المائية تم إطلاق حملة تحسيسية سمعية بصرية واسعة، شملت بث وصلات تحسيسية على القنوات التلفزية والوطنية ووسائل التواصل الاجتماعي مع الاستعانة بالمؤثرين، للحد من تبدير الماء الصالح للشرب على وجه الخصوص.
والتزم وزير الجهيز والماء أمام ممثلي الأمة بتنزيل مخطط العمل الاستعجالي الذي قدم أمام أنظار الملك محمد السادس خلال جلسة العمل المنعقدة في 16 يناير 2024، في شقه المتعلق بالتواصل الشفاف والمنتظم تجاه المواطنين حول تطورات الوضعية المائية والتدابير الاستعجالية.
وأشار إلى إطلاق المنصة الرقمية “الما ديالنا”. وهي منصة ذات طابع إخباري وتحسيسي، تمكن المواطنين من تتبع الوضع المائي الوطني عن كثب واستقاء آخر مستجدات الماء على الصعيد المحلي والجهوي والوطني وكذا الدولي وتحفيزهم على الانخراط بشكل أكبر ودائم في مسلسل تغيير السلوك اتجاه الماء.
وتشكل هذه المنصة، وفق ما أوضح وزير التجهيز والماء، بوابة مرجعية للمعلومات عن الماء بالمملكة، حيث تم نشر 2400 منشور، وتغطية 38 مليون شخص، وتلقي 176 ألف زيارة، لافتا إلى إطلاق سلسلة المعارض الجهوية للماء عبر التراب الوطني، كفضاء لتوعية وتحسيس مختلف مستعملي الماء بإشكالية الماء والاقتصاد في اسعمالاته، بتزامن مع انعقاد المجالس الإدارية لوكالات الأحواض المائية.
وكشف الوزير عن التنسيق مع وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية لتخصيص عدد مهم من خطب الجمعة لتحسيس المواطنات والمواطنين بالوضعية المائية الراهنة وحثهم من المنظور الديني على ضرورة الاقتصاد في استهلاك الماء، إضافة إلى التنسيق مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة للقيام بحملات تحسيسية حول الاقتصاد في الماء لفائدة التلميذات والتلاميذ.
كما تحدث بركة عن إطلاق العملية التربوية التحسيسية “أقسام الماء” على مستوى الأحواض المائية “، تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للماء سنتي 2022 و2023 ، لتعزيز وعي الجيل القادم بأهمية الماء وترسيخ ثقافة الحفاظ عليه وعدم تبديره، مشيرا إلى تنظيم المؤتمر الدولي الثالث حول الماء والمناخ، بشراكة مع المجلس العالمي للماء والشبكة الدولية للأحواض المائية، الذي شكل مناسبة للتحسيس والتواصل على الصعيد المؤسساتي حول إشكالية الماء بالمغرب.
وسجل بركة أن وزارة التجهيز والماء، تقوم على مدار السنة بالتواصل والتحسيس بالوضعية المائية ضرورة الاقتصاد في استعمالاته عبر منصات البرلمان، مع التواصل بشكل مكثف حول الوضعية المائية الراهنة ببلادنا والإجراءات المتخذة إزاءه وعلى مستوى تقدم الأشغال بالمشاريع المائية الكبرى، عبر انجاز الربورطاجات التلفزية الميدانية، والمقالات الصحفية، وكذا عبر اللقاءات الصحفية وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي؛
وأكد المسؤول الحكومي أنه تم وضع مسؤولي الوزارة رهن إشارة وسائل الاعلام الوطنية، لتقديم الشروحات الدقيقة والمعطيات المحينة مع التوضيحات اللازمة عبر الربورتاجات والتصريحات والمداخلات في البرامج ذات نسب المشاهدة المرتفعة والنشرات الإخبارية، مع نشر معطيات مدققة ومحينة حول الوضع المائي ومستجدات القطاع عبر المقالات الصحفية لمنابر صحفية ذات مصداقية.
