رياضة

الجانب الأسود لـ”الألتراس” يظهر مجددا بشوارع البيضاء قبل الديربي

الجانب الأسود لـ”الألتراس” يظهر مجددا بشوارع البيضاء قبل الديربي

استعرت من جديد “حرب الألتراس” بين روابط مشجعي فريقي الوداد والرجاء الرياضيين، بعد أن هدأت نسبيا في الأشهر الماضية.

وشهد حي البرنوصي، في أول أيام السنة الجديدة (الإثنين)، مواجهات عنيفة وتبادلا للضرب بين عناصر محسوبة على مجموعة روابط الفريقين، انتهت بتفريق من قبل الشرطة بعدما الاضطرار لإطلاق النار، وأدت إلى جروح في صفوف الأمن والمشجعين، وتسببت في خسائر مادية في ممتلكات عامة وخاصة.

واستعملت خلال هذه المواجهات، وفق ما أظهرته مقاطع مصورة، أسلحة بيضاء وهراوات وقنينات زجاجية وشهب اصطناعية، ما تسبب في حالة من الهلع والرعب لدى السكان.

وبالرجوع إلى ما حدث، فإن أحد فروع فصيل “وينرز”، المشجع لنادي الوداد الرياضي، قرر عقد اجتماع بحي البرنوصي، المعروف بالحضور الكثيف لفصيل “غرين بويز” المساند لفريق الرجاء، وانطلق بعد ذلك في “كورتيج” (مسيرة) في أزقة البرنوصي، ما حول الاجتماع إلى معركة دامية بين الفصيلين.

في قراءة للموضوع يقول الباحث في علم الاجتماع، محمد لشهب، إن “العنف الذي يرافق الأنشطة المتعلقة بكرة القدم ما هو إلا مرآة المجتمع ويعكس تفاعلات مكوناته مع بعضها البعض وطريقة التعامل والتواصل الاجتماعي بيننا”.

وأبرز لشهب في تصريح خص به جريدة “مدار21” أن “الألتراس ليسوا مجرد شباب جانحين أو عنيفين يسعون إلى إحداث الفوضى، إنهم حاملون لأزمة اجتماعية وثقافية عامة وينقلون رسائل من القطاعات المهمشة في المجتمع”.

وأوضح الباحث الأكاديمي أن “لظاهرة حرب الشوارع ثلاثة أسباب رئيسية، تربوية وأمنية ورياضية”، مبرزا أن “غياب تأطير الفرق الرياضية لجماهيرها من بين الأسباب، بالإضافة إلى انخراط القاصرين في مثل هذه التنظيمات (الألتراس)”.

وأورد أن العنف يكون أيضا انعكاسا لتصرفات آخرين مثل رؤساء الفرق والمدربين واللاعبين بتصرفاتهم وتصريحاتهم.

وشدد لشهب على أن قبل مباريات “ديربي”، ترتفع وتيرة الاتهامات المتبادلة بين جماهير الفريقين، خصوصا على منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يساهم في صب الزيت على النار، ويغذي الظاهرة.

من جانب آخرى قال لشهب أنه “رغم تفعيل قانون 09-09 الذي يهم العنف في الملاعب والتظاهرات الرياضية، إلا أن الظاهرة لم تتوقف، بل تطورت”.

ودعا الباحث في علم الاجتماع إلى “اعتماد آليات جديدة لتطويقها كتأسيس خلية وطنية أمنية متخصصة في شغب الملاعب من أجل محاربة الظاهرة، مع ضرورة تفعيل منظومة التربية والإعلام للحد من خطورتها”.

وخلص محمد لشهب، الباحث في علم الاجتماع، إلى أن “هناك جماهير مجرمة بدون شك ولكن هناك أيضا جماهير فاضلة وجماهير بطلة وجماهير أخرى عديدة أيضا”.

وقررت الشرطة القضائية بمنطقة أمن سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، مساء أمس الإثنين، فتح بحث قضائي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد ظروف وملابسات إقدام مجموعة من المحسوبين على فصائل إلتراس المشجعين على عدم الامتثال وتعريض سلامة المواطنين وموظفي الشرطة لتهديد خطير بواسطة أسلحة بيضاء وشهب نارية.

وذكر مصدر أمني أن دورية للشرطة كانت قد تدخلت لمنع اصطدام عنيف بين مجموعتين متنافستين من فصائل إلترات المشجعين بمنطقة البرنوصي بمدينة الدار البيضاء، غير أن مجموعة منهم رفضت الامتثال وحاول أحد أفرادها الاعتداء على موظفي الشرطة باستعمال الشهب النارية، قبل أن يتم ضبطه ويحاول مرافقوه تعنيف عناصر الشرطة في محاولة لمقاومة عملية التوقيف، وهو الأمر الذي اضطر معه ضابط أمن لاستعمال سلاحه الوظيفي وإطلاق عدة عيارات نارية مكنت من إعادة فرض النظام بعين المكان.

وأكد المصدر ذاته أن هذا الاستعمال الاضطراري للسلاح الوظيفي قد مكن من تحييد الخطر الناتج عن المشتبه فيهم وتوقيف تسعة من بينهم، مبرزا أنه أسفر أيضا عن إصابة اثنين من المشتبه فيهم ومقدم شرطة من عناصر الدورية بشظايا عيارات نارية على مستوى أطرافهما العليا.

وأشار إلى أنه قد تم نقل المشتبه فيهما وموظف الشرطة المصابين للمستشفى من أجل تلقي العلاجات الضرورية، فيما تم إخضاع باقي الموقوفين للبحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك قصد تحديد كافة الظروف والملابسات المحيطة بهذه القضية وتوقيف كافة المتورطين فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News