“فوبيا” المغرب تزيد عزلة الجزائر بأزمة صامتة مع أبو ظبي

هل تسير العلاقات الإماراتية-الجزائرية نحو التشنج؟ سؤال يطرح وبإلحاح خصوصا بعد الحملة الشرسة التي يقودها الإعلام الجزائري ضد الإمارات، منذ مدة، وردة الفعل التي عمدت إليها الإمارات العربية المتحدة عبر إعداد لائحة سوداء تضم عددا كبيرا من الشخصيات الجزائرية، الممنوعة من دخول أراضيها من أجل المشاركة في كل الفعاليات التي تحتضنها.
اتهامات التجسس والإضرار بالمصالح الوطنية التي وجهها الإعلام الجزائري للإمارات تسببت في رفع حدة التوتر الدبلوماسي الصامت بين الجزائر وأبوظبي، من دون مواقف رسمية أو إعلان صريح، وهو ما أكده منع أبوظبي لشخصيات جزائرية من المشاركة في الأنشطة الدولية التي نظمت مؤخرا في دبي، مما دفع الشخصيات المستهدفة إلى الاتصال مباشرة بوزارة الخارجية الجزائرية لمطالبتها بالتحرك والاحتجاج لدى حكومة الإمارات.
ارتباطا بذلك، أكد رشيد لزرق، خبير القانون الدستوري ورئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسيات العمومية، أن “النظام العسكري الجزائري، يعرف أزمة مشروعية وعجز في تلبية تطلعات الشعب الجزائري الديمقراطية والتنموية، ويحاول الالتفاف عن هذه المطالب من خلال العيش على نظرية العدو الخارجي للتغطية عن فشل داخلي وخارجي”.
وشدد لزرق في تصريح لجريدة “مدار21″، على أن “خلاف الجزائر وأبوظبي ليس وليد اللحظة، بل ظهر بعدما نشرت الصحف الجزائرية في أواخر يونيو الماضي، خبرا مفاده، قيام السلطات الجزائرية بمطالبة السفير الإماراتي بمغادرة التراب الجزائري ممهلة إياه 48 ساعة، بسبب ما قالت عنه “توقيف 4 جواسيس إماراتيين كانوا يتخابرون لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، لنقل معلومات سرية عن الدولة”.
وأبرز المحلل السياسي أن “توتر العلاقات مع الامارات يأتي في سياق محاولة تبرير السياسات الخارجية الفاشلة، على اتهام السلطات الإماراتية بقيادة حملات التحرش والإضرار بالمصالح الوطنية والتجسس”.
وأبرز المتخصص أن “هذا يرجع لاختيار الإمارات التعاون الاستراتيجي مع المغرب وموقفها الواضح من قضية الوحدة الترابية المغربية، وتمثلت في افتتاح قنصلية لها في العيون”.
إلا أن مواقف الإمارات اتجاه المغرب، يضيف لزرق “تنظر إليها الجزائر بكونها عملا يدخل ضمن دائرة المواقف السيادية، والسعار الجزائري يعبر عن عداء مريض للمغرب”.
وبشأن سيناريوهات العلاقة في الفترات المقبلة، أكد لزرق أن “عدم استقرار العلاقة بسبب التعقيدات الحالية، التي تحول دون العودة لطبيعتها، قد تحول دون قطعها نهائيا”.
وكانت وسائل إعلام رسمية جزائرية قد اعتبرت في وقت سابق أن هناك حملة تحاول الوقيعة بين الجزائر ودول الساحل، تقودها الإمارات بمنحها 15 مليون يورو للمغرب بهدف ضرب استقرار بلدان الساحل.