اقتصاد

حرائق.. المغرب يخصص 20 مليارا ويراهن على الذكاء الاصطناعي

حرائق.. المغرب يخصص 20 مليارا ويراهن على الذكاء الاصطناعي

بغية تحسين جودة الوقاية من حرائق الغابات، عزز المغرب خلال هذه السنة، بنياته التقنية عبر تطوير نظام معلوماتي جديد يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لإنجاز خريطة لمخاطر حرائق الغابات من أجل الإنذار المبكر، وذلك وفق ما كشف عنه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي.

وأوضح صديقي، في جواب عن سؤال كتابي، وجهه إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، أن هذا النظام سيتم العمل به أولا بجهة طنجة تطوان الحسيمة، وسيتم توسيع استعماله ليشمل كل جهات المملكة مستقبلا، وذلك فضلا عن استخدام المغرب لتقنيات حديثة أخرى، كطائرات الدرون لرصد وتتبع الحرائق الغابوية.

وسجل المسؤول الحكومي أن الوكالة الوطنية للمياه والغابات رصدت برسم سنة 2023 غلافا ماليا يناهز 200 مليون درهم للوقاية من الحرائق خصص لتوفير التجهيزات والوسائل الوقائية الكفيلة للحد من اندلاع الحرائق، وذلك من خلال شق وصيانة حوالي 600 كلم من مصدات النار بهدف الحد من انتشار زحف الحرائق، وتهيئة وإصلاح 63 وحدة من نقط الماء؛ إضافة لاقتناء 25 سيارة للتدخل السريع، ليبلغ العدد الإجمالي للسيارات من هذا النوع 120 وحدة؛ وكذا بناء وإصلاح 60 برجا للمراقبة والرصد، مع تقوية الحراسة في المناطق الغابوية الحساسة عن طريق تشغيل 1.300 مراقب موسمي لرصد الحرائق.

وأشار إلى أن المجال الغابوي بالمملكة يعتبر فضاء طبيعيا مفتوحا يتعرض لعدة ضغوطات، تؤثر سلبا على أدواره الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، مما يؤدي إلى زيادة خطر اندلاع الحرائق، خاصة وأن غابات المملكة مثل نظيراتها في البحر الأبيض المتوسط، تتميز بقابلية اشتعال مرتفعة خلال فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض رطوبة الهواء وشدة الرياح الجافة والساخنة من نوع “الشرقي”.

ولفت محمد صديقي في جوابه الذي تتوفر “مدار21” إلى أن المغرب ولمواجهة آفة حرائق الغابات، يتوفر على على مركز وطني لتدبير المخاطر المناخية الغابوية، يسهر على تنسيق وضمان تحقيق تدخلات ميدانية ناجعة لمكافحة حرائق الغابات، مبرزا أن الوكالة الوطنية للمياه والغابات بمعية جميع الشركاء المعنيين خاصة وزارة الداخلية والسلطات المحلية والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات الملكية الجوية والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة، تتخذ كافة الإجراءات والتدابير وفق منهجية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار كل العوامل المسببة للحرائق ارتباطا بخصوصيات الكتل الغابوية وأخطار اندلاع وانتشار الحرائق بها.

وفي هذا الإطار، أفاد صديقي بأن الوكالة، بتعاون مع كافة الشركاء المعنيين، وضعت مخططا مديريا جديدا للتدبير المندمج الحرائق الغابات خلال الفترة الممتدة ما بين 2023-2033، والذي يتضمن محاور عدة أبرزها تحسين تقييم المخاطر ومخلفاتها وتعزيز البحث وتثمين الخبرة وتشجيع الابتكار ونقل التكنولوجيا، وتعزيز سياسة الوقاية والإجراءات الاستباقية المتخذة، إضافة إلى تحسين عملية الإنذار المبكر والتنسيق المحكم لمكافحة حرائق الغابات، وكذا استخلاص الدروس والعمل على تهيئة وتخليف المساحات الغابوية المتضررة، وتعزيز الحكامة وتطوير الإطار القانوني وكذا قدرات وكفاءات المتدخلين.

ووعيا منها بأهمية التحسيس والتواصل، أكد صديقي أن الوكالة قامت بتعزيز ودعم البرنامج السنوي للتوعية والتحسيس بمخاطر الحرائق الذي يبث عبر القنوات السمعية البصرية، وتخليد اليوم الوطني للوقاية من الحرائق الذي يصادف 21 ماي من كل سنة، عبر تنظيم العديد من الأنشطة الميدانية المتنوعة في جميع العمالات والأقاليم، بتعاون مع كافة المتدخلين من سلطات محلية ووقاية مدنية ودرك ملكي، كإقامة معارض توعوية للتعريف بمخاطر حرائق الغابات وعقد لقاءات مباشرة مع زوار الغابات وتنظيم زيارات مرشدة للغابات الحضرية وشبه الحضرية، فضلا عن توزيع مطويات ومنشورات تحسيسية.

وبحسب جواب وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، تهدف هذه الحملات التحسيسية إلى زيادة الوعي بمخاطر حرائق الغابات والمحافظة على التوازن البيئي بين مختلف مرتادي ومستعملي الغابات، بما في ذلك سكان الأحياء والقرى المجاورة والدواوير ومستغلي الأراضي المجاورة للغابات وجمعيات القنص والمخيمين وممارسي الرياضة، وذلك من أجل تعزيز المشاركة المجتمعية ودور وسائل الإعلام في الحفاظ على الغابات وتجنب حرائقها وتحسين السلوكيات المجتمعية في التعامل مع الطبيعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News