فن

راضي.. “رابور” شاب يلوذ بـ”المايك” من نظرة المجتمع والإعاقة

راضي.. “رابور” شاب يلوذ بـ”المايك” من نظرة المجتمع والإعاقة

يحاول راضي، وهو شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة إثبات ذاته في مجال “الراب”، الذي وجده متنفسا يعبر فيه عن انشغالاته ومشاعره ويمنحه مساحة حرة للتعبير عن مواقف عاشها بكلمات صاغها بنفسه.

وفاة شقيقه الذي كان يعاني بدوره إعاقة جسدية دفعته للخلوة في “استوديو” للتسجيل، ليفرغ ما كان يعانيه في صمت جراء فقدان رفيق دربه الذي خطفه الموت على حين غرة.

راضي يقول في حديث لجريدة “مدار21” إنه “لم يختر الراب تحديدا إنما الظروف التي عاشها دفعته للكتابة ثم الغناء”، إذ يكتب ما يعانيه ويعيشه وما يطمح إليه ويحلم به، وربما يتقاسم هذه الأحلام والظروف الصعبة مع أبناء فئته من ذوي الاحتياجات الخاصة.

الوضع الصعب الذي يعيشه راضي ويعيشه غيره الكثير من الشباب في وضعيته جعلته ينتفض أمام “المايك”، لأنه لا يمكن أن تصبح بحسبه مغني “راب” دون أن تكون قد عانيت في حياتك أو عشت ظروفا قاسية تجعلك تفجر معاناتك في كلمات عبارة عن “أشعار” موزونة.

ويعتبر راضي أنه يمثل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال الراب، ويحاول نقل معاناتهم، لكونها فئة توجد بحسبه في الهامش لا ينظر إلى احتياجاتها ولا تحصل على حقوقها كما يُفترض.

ويطمح مغني الراب الشاب الذي ترعرع في وسط أسرة بسيطة إلى أن يصل صوته إلى شريحة عريضة من الجمهور ويظل محافظا على مبادئه وحاملا للرسائل التي ولج من أجلها إلى مجال “الراب”.

ويرفض راضي ولوج منصة “التيك توك” التي أصبحت وجهة مفضلة للراغبين في الحصول على الشهرة والمال في وقت قياسي، دون بذل أي جهد أو امتلاك موهبة خارقة، حيث إن الرقص والتحديات المهينة أو استعطاف الجمهور وسائل كافية، عادّا أنها لا تحقق سوى “شهرة سلبية مؤقتة”، ومؤكدا رغبته في التشبث بمبادئه.

وعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهها “سينيور راضي” إلا أنه عازم على الاستمرار في الغناء، لأنه وجده متنفسا وأداة للتعبير عما يراوده، التي تتلخص في عائقي التسجيل والإنتاج.

وبالنسبة للصعوبات التي قد يواجهها في يومياته، يقول إن “أبشع ما قد يعانيه شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، هو نظرة المجتمع إليه، وصعوبات أخرى تتجلى في الرفض والحكرة في أثناء البحث عن فرص عمل رغم أنه بإمكاننا الاشتغال في عدة مجالات تناسب وضعيتنا”.

“معظم أحلامي الشخصية قُتلت ودُفنت”، بهذه الكلمات عبر راضي عما يشعر به، مشيرا إلى أنه “أن تكون فنانا أو شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة ولا تتمتع بحقوقك البسيطة، لا توفر لك فرص العمل ولا تخصص لك مساعدة مادية، كما باقي الدول الأجنبية، مثل إسبانيا التي لا تبعد كثيرا عنا، وتستيقظ في كل صباح للبحث عن العمل دون جدوى ليس أمرا هينا”.

وعن صعوده إلى المنصة رفقة مغني الراب “مسلم”، أفصح المتحدث ذاته بأنه كان واحدا من أحلامه اللقاء بمسلم الذي يعتبره قدوته في مجال الراب، ويحترم مساره الفني الذي كان حافلا بالأغاني التي تطرقت إلى مواضيع اجتماعية نقلت صوت الفئات الهشة في المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News