روسيا تلتزم بالحياد في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية
أكدت الدول المشاركة في الدورة السادسة للمنتدى العربي الروسي، وعلى رأسها المغرب وروسيا، على ضرورة الاحترام الكامل لسيادة الدول واستقلالها وسلامة أراضيها ومواردها الطبيعية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، إضافة إلى ضرورة احترام مبدأ حسن الجوار والسعي إلى تسوية النزاعات والأزمات القائمة في العالم على أسس سلمية وتفاوضية بعيدا على لغة السلاح والتصعيد العسكري.
وفي ندوة صحفية جمعته مع نظيره وزير الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده تدعم الوصول إلى تسوية مستدامة على أساس قرارات مجلس الأمن الأممي لتسوية النزاع في الصحراء المغربية، مسجلا أن موسكو “ندعم الوصول إلى تسوية مستدامة على أساس قرارات مجلس الأمن الأممي ذات الصلة.. ونحن ننوي مواصلة تمسكنا بهذا الخط المبدئي الهادف إلى التطوير وبلورة القرارات المناسبة”.
كما أعرب لافروف عن دعم روسيا لجهود الوساطة للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، ستيفن ديمستورا، وهو ما يؤكد أنها ملتزمة بالحياد حيال النزاع المفتعل.
محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، اعتبر أن الموقف الروسي المعبر عنه في ختام المنتدى العربي والروسي، بالرغم من التقارب المسجل بين روسيا والمعسكر الداعم للانفصال، خاصة الجزائر، إلا أن “موسكو وفي حقيقة الأمر تعترف ضمنيا بالسيادة المغربية من خلال مجموعة من الشراكات الاقتصادية والتجارية التي تعقدها مع الرباط، والتي من بينها اتفاقية الصيد البحري التي تم تجديدها للمرة الثامنة، منذ 1991”.
ويرى عبد الفتاح في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية أن الموقف الروسي يأتي في سياق تغير مواقف عديدة للقوى الدولية الوازنة، والتي تنسجم مع الموقف المغربي من خلال إعلانها، إما الاعتراف بالسيادة المغربية أو تأييد المبادرة المغربية للحكم الذاتي، أو على الأقل تأييد قرارات مجلس الأمن التي تتقاطع بدورها مع المبادرة المغربية وتصفها بالجدية وذي مصداقية وذات الأولوية.
وقال المتحدث إن المملكة تعكف على تنويع شركائها الاستراتيجيين، من خلال الانفتاح على مختلف القوى الإقليمية والدولية الوازنة من خلال إبدائه للمرونة إزاء التعاطي مع بعض الدول التي كانت تنضوي، وإلى وقت قريب، في معسكر دعم الانفصال والتي من بينها روسيا، مشيرا إلى أن الرباط نجحت في اختراق المعسكر الداعم للانفصال كما نجحت في اختراق مواقف بعض القوى الدولية الوازنة التي كانت تتحفظ إزاء قرارات مجلس الأمن الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي.
