أسماء سالمي.. أربعينية تتحدى السن وسطوة الرجال وتقتحم رياضة كمال الأجسام بأكادير

من غير المعتاد أن تجد بالمغرب امرأة تمارس لعبة كمال الأجسام التي بقيت لمدة طويلة حكرا على الرجال، كبعض الرياضات وبعض الأعمال التي لا يمارسها إلا الذكور، ولا تتجرأ النساء على ممارستها في اعتقاد منهن أن جسد المرأة لا يستطيع تحمل صعوبتها أحيانا، وفي أحيان أخرى خوفا من نظرة المجتمع المغربي المحافظ. لكن أسماء؛ ذات الأصول السوسية، بعزيمتها ومثابرتها فرضت وجدوها في عالم كمال الأجسام، لتلتحق بممارسة هذه اللعبة في عمر 45 سنة، وتفرض على الجميع احترامها، بعملها وعصاميتها وموهبتها.
وقالت أسماء سالمي، في تصريح لـ”مدار 21″ الإلكترونية، إن هوايتها هي الرقص والرياضة عامة، وهي مدربة لمجموعة من الشبان في الميدان، وتهدف إلى إحياء ثقافة الرياضة بمدينتها أكادير، وتشجيع الشباب عليها، حيث تفضل ممارسة الشباب للرياضة وانشغالهم بها، على أن ينشغلوا بأمور أخرى لا فائدة منها.
وأضافت المتحدثة ذاتها أن رياضة كمال الأجسام هي أيضا هواية بدأتها في عمر 45 سنة لتقوية عضلاتها، قبل أن تكون بمثابة مسار جديد تخوضه بمشاركات عالمية كبيرة، بالموازاة مع ذلك تقوم بتدريب أبناء مدينتها في الرقص بالمجان، مشيرة إلى طريقة بناء الأجسام المختلفة للنساء من خلال لعبة كمال الأجسام وتمارين خاصة.
وثابرت سالمي، البالغة من العمر 45 سنة في هذا المجال، بالرغم من التحديات التي واجهتها في ولوج رياضة كمال الأجسام، منها نظرة المجتمع إليها في مدينة أكادير، حيث هناك فئة لا تتقبل فكرة امرأة متزوجة وأم لطفل ومديرة تربوية تمارس رياضة كمال الأجسام، حتى فرضت احترامها على الجميع، حيث أظهرت حسن نيتها، وأن هدفها هو العمل.
ورغم صعوبة البداية، نوهت البطلة، بالتشجيع الكبير من طرف عائلتها وساكنة أكادير، الذين ساهموا في استمرارها في التقدم نحو الأمام وتحقيق طموحها، حيث الجميع يصفق لإنجازاتها في البطولات.
ومن بين التظاهرات التي شاركت فيها سالمي على مستوى فرق الرقص “مهرجان السينما 2023” ومسابقات أخرى على الصعيد الوطني وفي الخارج عن طريق التبادل مع مدارس للرقص في أوكرانيا وأمريكا وكندا ودول كثيرة.
وأشارت أسماء سالمي في ختام تصريحها إلى أهمية الشخص بما هو مولوع به، كالقراءة والرقص، المسرح، الخياطة، الطرز وإبداعات أخرى، محذرت من هدر الوقت في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث النجاح يأتي، في نظرها، بالمثابرة والاجتهاد والصبر دائما.