مثير للجدل

اطريشا.. تجاهل استغلال متدربي التكوين!

اطريشا.. تجاهل استغلال متدربي التكوين!

تستمر لبنى اطريشا، المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، في صم آذانها عن الفضيحة الثقيلة التي فجرها أحد البرلمانيين بمجلس النواب، حول استغلال مؤسسة سياحية عالمية بالشمال عشرات الطلبة المتدربين بالتكوين المهني واستخدامهم لساعات طويلة من العمل من دون مقابل.

وبعد مرور أزيد من شهر على هذه الفضيحة لم يتحرك في اطريشا أي حس للمسؤولية لاسترجاع حقوق هؤلاء المتدربين، الذين يوجدون تحت مسؤوليتها، والأكثر من ذلك لم تهتز داخلها مشاعر الإنسانية أو الأمومة لتشفق لحال هؤلاء المتدربين الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على قبول الاستغلال من طرف شركة، وتعتبرهم في مقام أبنائها لتحميهم من الاستغلال.

وفي بلد يحترم نفسه كانت المسؤولة عن مكتب التكوين لتقيم الدنيا ولا تقعدها على مثل هذا الاستغلال البشع لمتدربيها، وأن تطرق كل الأبواب لمحاسبة المتورطين في هذه الفضيحة، سواء داخل الشركة أو المتواطئين معهم داخل المكتب المذكور، خاصة وأن هذه المؤسسة السياحية تعتمد بشكل شبه كلي على عشرات متدربي التكوين المهني، بينما لا يتعدى عدد الأجراء الرسميين أصابع اليد ويقتصر على المسؤولين والمديرين، غير أن اطريشا كان له رأي آخر.

الأفضع من ذلك أن هؤلاء المتدربين استغلتهم المؤسسة السياحية لمدة 12 ساعة من العمل في اليوم من دون أي تعويض، مما يسائل دور اطريشا ومكتبها في مراقبة عمل الطلبة المتدربين بالمؤسسات المستقبلة، والتحقيق في ما إن كان الأمر متعلقا بالفعل بتواطؤ مقصود بين عناصر من المكتب والشركة، أم أنه مجرد صدفة.

وبالرغم من أن عدد من المسؤولين أغمضوا أعينهم عن هذه الفضيحة، في مقدمتهم وزير الشغل يونس السكوري، كان المفروض على اطريشا أن تضطلع بدورها وتتحرك لتحمي متدربيها، لكن “سُمعت لو ناديتَ حيا”، إذ يبدو أن السيدة المديرة لها انشغالات أكبر من أن تلتفت إلى صون كرامة متدربيها، ما يضع سمعة التكوين المهني على المحك.

ودون استحضار باقي عثرات مكتب اطريشا، الذي بات ينتج مزيدا من اليائيسين ويقذف بهم إلى شوارع البطالة، فإن مجرد فضيحة تشغيل المتدربين لساعات طويلة، دون تعويض، كانت كافية لتعصف بمديرة مكتب التكوين المهني، أو على الأقل أن تضع المفاتيح لتحفظ ما تبقى لها من كرامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News