فن

فيلم “أبي لم يمت” يفتح “أحزان” حنان الفاضلي وتؤكد تركيزها على المسرح

فيلم “أبي لم يمت” يفتح “أحزان” حنان الفاضلي وتؤكد تركيزها على المسرح

فتح الفيلم السينمائي “أبي لم يمت” جراح حنان الفاضلي، الذي كان آخر أعمال والدها الراحل عزيز الفاضلي من إخراج شقيقها، وعُرض مساء الإثنين، ضمن فعاليات الدورة الـ20 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

وعبرت الفاضلي في تصريح لجريدة “مدار21” عن مشاعرها التي تأرجحت بين الحزن لمشاهدة والدها في الفيلم دون أن يكون إلى جانبها، والفرحة لمتابعة فيلم أخيها عادل الفاضلي الذي كانت تنتظر عرضه بفارغ الصبر.

وأشادت الممثلة حنان الفاضلي بفيلم شقيقها “أبي لم يمت” قائلة: “عادل صنع فيلما في مستوى عال جدا، سيكون فخورا به كما نفتخر به، وهذه شهادة فنية بعيدا عن صلة القرابة التي تجمعنا”.

وقالت حنان إنه من الممكن أن تشتغل على فيلم يحكي عن مسار والدها الراحل عزيز الفاضلي في حال ما إذا وجد سيناريو بحبكة جيدة، الذي يمكن أن نتكلم من خلاله عن والدي الراحل.

ولفتت الفاضلي إلى أن سلسة “بنات سي الطاهر” كانت آخر أعمال لها برفقة والدها، مردفة: “شاءت الأقدار ألا يحضره عند البث في التلفزيون”.

وأكدت الفاضلي أنها تركز في الوقت الحالي على المسرح بشكل أكبر، مشيرة إلى أنها قد تعود إلى التلفزيون خلال السنة المقبلة باعتباره منصة مهمة للفنان.

وعن استمرارها في الويب، أوضحت الفاضلي أن مكانتها الفنية أكبر من “الإنستغرام” وتجد أن وجودها أهم فوق خشبة المسرح وأمام عدسات كاميرا التلفزيون، مردفة أن كرة الويب ارتبطت بفترة أزمتها بعد وفاة والدها.

وقالت الفاضلي إن الأعمال التي تنشر في الإنستغرام تناسب الجيل الصاعد وتفتح له أبواب الشهرة من أجل الوصول إلى التلفزيون بشكل رسمي، على أن يقدموا أعمالا جيدة.

وكان فيلم “أبي لم يمت” آخر أعمال الفنان الراحل عزيز الفاضلي، والذي جرى عرضه أمس الإثنين، أمام جمهور المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ضمن فقرة بانوراما، بحضور نجليه عادل وحنان الفاضلي.

وتنطلق أحداث الفيلم في سيرك شعبي يصدح فيه صوت الموسيقى، ويجسد صور البهجة التي تعكس بساطة زواره من المواطنين الذين ينتمون إلى فئة اجتماعية كادحة، تخلق سعادتها بأساليب بسيطة.

ويحكي الفيلم قصة طفل يدعى مالك يعيش مع والده (مهدي) في قلب السيرك، حيث ترصد الكاميرا مشاعر الحب والتعلق بينهما، إلى جانب قصص أخرى تلامس فترة مهمة في تاريخ المغرب، والتي تتعلق بسنوات الرصاص، في قالب اجتماعي إنساني خالص بعيدا عن المعالجة السياسية للأحداث.

ويتخلل الفيلم مشاهد الحب لكسر نمط سرد حكاية اجتماعية سياسية، تُمثل فترة سوداء في حياة مغاربة عاشوا تفاصيلها الصعبة، مخلفة أزمة اجتماعية وسياسية بقيت آثارها متجذرة لسنوات.

وأراد عادل الفاضلي تسليط الضوء على التناقضات الكثيرة التي يعيشها المجتمع المغربي في صور مختلفة، حيث أبرز مشاهد الود والتضحية والحب في علاقة الأب (مهدي) وابنه (مالك)، وثنائيات تقع في غرام بعضها البعض، في مقابل أب يعمل في السيرك ويقسو على ابنه ويستغل عاهته لتحقيق الفرجة.

وحاول عادل الفاضلي الابتعاد عن معالجة فترة سنوات الرصاص في قالب سياسي تم التطرق إليها في عدة أفلام مغربية سابقة، مفضلا التركيز على معاناة أفراد المجتمع البسطاء في تلك الفترة، ورصد قسوتها وآثارها النفسية والاجتماعية في قالب فني مليء بالمشاعر.

الفاضلي كانت له رؤية إخراجية مختلفة، إذ صوب الكاميرا تجاه الأفراد الذين ينتمون إلى المجتمع ولم يتم تسليط الضوء على حجم معاناتهم، لاسيما وأن معظم الأعمال الروائية والسينمائية ركزت على سرد وقائع مرتبطة بشخصيات عمومية في قالب سياسي خالص.

وتناولت عدة أفلام فترة سنوات الرصاص من خلال التركيز على الشخصيات السياسة إلى جانب المناضلين والصحافيين، لكن الفاضلي سرد حكايات الأشخاص الذين ذهبوا ضحية التواجد في المكان الخطأ والتوقيت الغلط، ولم تكن لهم أي علاقة بالسياسة، وفق تصريح المخرج عادل الفاضلي للجريدة.

وزاوج المخرج عادل الفاضلي بين الواقعية المعاشة لعقود زمنية والأساطير التي طغت في تلك الفترات على الحياة العامة، وانتشرت في الأوساط، منها ظهور الملك محمد الخامس في القمر، وغيرها من “الخرافات”.

وخصص الفاضلي مساحة لنقل صورة مصغرة عن قمع الحرية وحجب الآراء المعارضة التي طفت في المجتمع في تلك الفترة، من خلال مشاهد الصراع السياسي الاجتماعي، بمشاهد الحجر على (مهدي) الذي ذهب ضحية خطإ، في إشارة إلى أن الآلاف من المغاربة ذهبوا ضحايا في سنوات الرصاص دون أن يكون لهم توجهات سياسية.

إلى جانب المعاناة الإنسانية التي ضمنها الفيلم، وظف المخرج عادل الفاضلي أيضا مشاهد حميمية تجمع ثنائيات الفيلم.

يذكر أن فيلم “أبي لم يمت” للمخرج عادل الفاضلي، انتزع ست جوائز في الدورة الـ23 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة التي أقيمت قبل شهر، إذ حاز فيها على الجائزة الكبرى للأفلام الروائية الطويلة، إلى جانب جوائز الإخراج، التصوير، الصوت، الإنتاج، إضافة إلى جائزة الموسيقى الأصلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News