اقتصاد

المغرب يعول على استثمار مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري لحلّ قضايا الأمن والهجرة

المغرب يعول على استثمار مشروع  أنبوب الغاز المغربي النيجيري لحلّ قضايا الأمن والهجرة

أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن المغرب يعتبر البلد الإفريقي الوحيد المرتبط مع أوروبا بالكهرباء والغاز واللوجستيك، مبرزة الموقع الفريد للمغرب الذي يعتبر شريكا كبيرا للاتحاد الأوروبي، مسجلة المغرب يعكس هذا الترابط في الأسواق العالمية للطاقة الكربونية، من خلال تعزيز التعاون جنوب-جنوب.

وأكد الملك محمد السادس، أن المغرب “ظل، من منطلق الوفاء بالتزامه الثابت بدعم الاندماج الإقليمي الإفريقي، يعمل بمعية شركائه الأفارقة، من أجل إطلاق مشاريع كفيلة بتحقيق التحولات المنشودة، بما يمكن من إحداث نقلة كبيرة في ظروف عيش ملايين الأشخاص في إفريقيا”.

وذكّر الملك في رسالة وجهها إلى المشاركين في الدورة الرابعة لمنتدى الاستثمار الإفريقي، التي تنعقد أشغالها بمراكش من 8 إلى 10 نونبر الجاري، تحت شعار “تحرير سلاسل القيمة في إفريقيا”، بأن المغرب “ما فتئ يدعو إلى تعزيز سبل التنسيق والتعاون بين البلدان الإفريقية في مختلف الميادين، سعيا إلى تحقيق اندماجها الاقتصادي”.

وأوضح قائلا “فذلكم هو الإطار الذي يندرج فيه مشروع أنبوب الغاز الذي سيربط بين المغرب ونيجيريا، والذي يعد نموذجا يجسد إرادتنا لإرساء الأرضية اللازمة لبلورة تعاون إقليمي حقيقي، حيث سيؤمن لمجموع البلدان التي سيمر منها الأنبوب مصدرا يمكن الاعتماد عليه للتزود بالطاقة، ويزيد من قدرتها على تحمل الصدمات الخارجية المتعلقة بأسعار المنتجات الطاقية”.

وأكد الملك أن المغرب “جعل من تطوير بنياته التحتية في جميع قطاعات الاقتصاد المغربي أولوية من أولويات استراتيجيته التنموية خلال العقدين الأخيرين، مما أهله ليصبح نموذجا في هذا المجال بفضل الدينامية التي يشهدها الاستثمار في البنيات التحتية”.

وسجلت الوزيرة، أن المغرب عازم على الحفاظ على استراتيجية طاقية مستقرة، منخرطة في إطار دينامية عالمية للتحول الطاقي، تتجه نحو استخدام الطاقة من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأكدت بنعلي، على هامش مشاركتها في منتدى ميدايز، أن “المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، أطلق استراتيجيته الوطنية للطاقة سنة 2009، الرامية إلى تعزيز أمن إمدادات الطاقة وتوافرها، مع تعميم الولوج إلى أسعار تنافسية”.

في هذا السياق، اعتبرت بنعلي أن الوزارة أطلقت مبادرة تهدف إلى تشجيع المستهلكين النهائيين على تقليص استهلاكهم للكهرباء، مقابل منحة تقدمها الدولة كحافز على خفض الاستهلاك.

وبخصوص مشاركتها في منتدى ميدايز ضمن ندوة حول “الطاقة والجيوسياسة : أي نظام عالمي جديد للطاقة؟”، أشارت الوزيرة إلى أن هذا اللقاء كان فرصة لتعزيز المناقشات حول الاستراتيجيات الطاقية لمختلف الدول المشاركة، وكذلك اكتشاف سبل جديدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأبرزت في هذا السياق “لقد تحدثت على سبيل المثال على خط أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، والذي إلى جانب كونه استراتيجية بين القارات والبلدان، فهو قبل كل شيء يجسد رؤية ملكية تحمل رسالة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لـ 13 بلدا إفريقيا”.

بهذا الخصوص، أوضحت أنه فيما يتعلق بالاندماج القاري، فإن إحداث الأسواق التي تستثمر وتعزز الموارد الإفريقية يؤدي إلى النمو الاقتصادي والاجتماعي ، ويجعل من الممكن أيضا حل قضايا الأمن و الهجرة.

كما كان تبادل الخبرات واستكشاف مجالات تعاون جديدة محور مباحثات بين وزيرة التحول الطاقي والتنمية المستدامة ونظيرها المالاوي، على هامش هذا المنتدى.

وأوضحت بنعلي أنه بالإضافة إلى إرساء تعاون ثنائي بين المغرب وملاوي، مكنت هذه المحادثات من دراسة العديد من القضايا المرتبطة بالتحول الطاقي، لا سيما البنيات التحتية الكهربائية والطرق الجديدة لكهربة القرى، بما في ذلك التطرق إلى برنامج كهربة العالم القروي بالمغرب.

في غضون ذلك، قالت مفوضة البنية التحتية والطاقة بالاتحاد الإفريقي، أماني أبو زيد محمد نجيب، إن المغرب أضحى رائدا إفريقيا في مجال الطاقات المتجددة بفضل الأوراش المستدامة الكبرى التي تم إطلاقها خلال السنوات الأخيرة.

وأبرزت أبو زيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركتها في منتدى “ميدايز الدولي”، أن هناك برامج كبرى للنجاعة الطاقية في طور الإنجاز بالمغرب، مسجلة أن المملكة بدأت في تطوير برامج الطاقة النظيفة سنتي 2009 و2010، وذلك “قبل فترة طويلة من الأزمات الطاقية التي يشهدها العالم حاليا”.

وأشارت المسؤولة إلى أن الطاقات المتجددة تمثل حاليا حوالي 50 في المائة من المزيج الطاقي المغربي.

وفي إفريقيا، تضيف المتحدثة ذاتها، تنتج حوالي 8 بلدان بالفعل الهيدروجين الأخضر، في حين تعمل 4 بلدان على تطوير الوقود المستدام للطائرات، لافتة إلى أن بعض البلدان الإفريقية أضحت تعتمد على الطاقات المتجددة بنسبة تصل إلى 80 في المائة.

ونبهت مفوضة الاتحاد الإفريقي أنه على الرغم من هذه الإنجازات، فإن النمو الديمغرافي المسجل في القارة يتطلب تكثيف الجهود لتعزيز الأمن الطاقي.

وفي هذا الإطار، دعت أماني أبو زيد إلى مضاعفة أساليب تمويل المشاريع الخضراء التي تستجيب لحالات الطوارئ المناخية، والشراكات في مختلف المجالات الاستراتيجية للتنمية المستدامة، لا سيما النقل الذي يجب أن يتلاءم مع المعايير البيئية.

وأوضحت أن “أكثر من 50 في المائة من سكان إفريقيا لا يستفيدون من الطاقة. إذ هناك عجز طاق هام، ولكن في الوقت نفسه ما يحدث في إفريقيا واعد؛ فهي المنطقة الأكثر استعمالا للطاقات المتجددة في العالم، كما يتضح من حصة الطاقة المتجددة في المزيج الطاقي الإفريقي، والتي تمثل 40,5 في المائة”، مبرزة، في هذا الصدد، أن منتدى “ميدايز” يمثل منصة مهمة للنقاش حول مستقبل الطاقات.

وخلصت أماني أبو زيد إلى القول إن هناك “جهودا استثنائية” على المستوى القاري، ليس فقط لتسريع الولوج إلى الطاقة، وإنما أيضا لتبني تقنيات جديدة يتم تطويرها حاليا بسرعة كبيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News