صحافة وإعلام

بلقاسم: اتباع الموجة ونشر الأخبار المضللة يجعل الثقة في المؤسسات والمنصات الإخبارية ضعيفا جدا

بلقاسم: اتباع الموجة ونشر الأخبار المضللة يجعل الثقة في المؤسسات والمنصات الإخبارية ضعيفا جدا

سجل مدير نشر جريدة “مدار21” الإلكترونية، محمد بلقاسم، أن الأخبار المضللة لم تقف عند التكنولوجيا الحديثة باعتبارها أحد أكبر العوامل على انتشارها بين الجمهور، بل هي ظاهرة قديمة قدم تداول المعلومة نفسها، معتبرا أن منصات التواصل الاجتماعي، والأزمات الكبرى التي يمر بها العالم، وفي غياب الوعي بالتواصل المؤسساتي الحقيقي من لدن الفاعلين، ساهم في أن تلقى هذه الأخبار رواجا كبيرا لدى المتلقي.

واعتبر في مداخلة له، اليوم الجمعة في ندوة اختير لها عنوان “إعادة التفكير في وسائل الإعلام المغاربية: من التحدي التكنولوجي إلى الاستقلال الاقتصادي والتحريري”، أن ما يجعل انتشار الأخبار الزائفة بشكل كبير، هو غياب مواجهتها بالطرق العلمية، حيث يتم التعاطي معها بنوع من الفرجة، وهي في الحقيقة تشكل خطرا على الأمن الرقمي، مؤكدا على أن انتشارها الكبير يجعل الصحافي دائما في قفص الاتهام لأنه مرتبط بالنسبة للجمهور بالمعلومة.

“كما أن بعض المؤسسات الإعلامية تقع في فخ المعلومات الكاذبة والمضللة، وللأسف من خلال المتابعة يتم رصد بعضها الذي يعتمد الأخبار المضللة عن قصد بهدف الرفع من نسب المتابعات. وهذا الأمر يزيد للأسف من عزلة الصحافة الرقمية، خصوصا في ظل تنامي نظرة سلبية من طرف الجمهور اتجاهها، لذلك تسعى بعضها إلى اتباع الموجة وهو ما يجعل الثقة في المؤسسات والمنصات الإخبارية ضعيفا جدا” يضيف مؤسس “مدار21”.

وقال المتحدث ذاته، في الندوة المغاربية التي نظمتها المنتدى المغربي الصحافيين الشباب، وشارك فيها إعلاميون مغاربيون وأجانب، إن من يقف وراء الخبر الزائف له أهداف إما سياسية أو اقتصادية أو تجارية، عن طريق مد المتلقي بمعلومات مزورة، في حين أن الذين يشاركون هذه المعطيات قد تكون بحسن نية أو لتقاطع الأهداف بين من أصدر المعلومة المضللة والمتلقي.

واستشهد بلقاسم بنتائـج الاستشارة التـي أطلقهـا المجلـس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي فـي الموضـوع علـى منصتـه الرقميـة “اُشـارك”، والتي أكد نحـو 93 ٍ فـي المائـة مـن المشـاركين أنهم تلقوا معلومـات وأخبـارا ً مشـكوك فـي صحـتها أو تبـدو َ غيـر موثوقـة، بينمـا صرَح 51 فـي المائـة سبق لهم أن بثوا أخبارا مشكوك في صحتها.

وسجل وعي المؤسسات الرسمية بخطورة المعلومات المضللة، والزائفة وهو ما أبان عنه انخراط مؤسسات رسمية، أبرزها المجلس الاقتصادي والبيئي، الهيئة العليا للسمعي البصري الهاكا، والوزارة المكلفة بالتواصل والمجلس الوطني للصحافة ومعها الوكالة الرسمية للأنباء والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، خصوصا بعد الزلزال الأخير الذي ضرب المغرب والذي كان فرصة لانتشار الأخبار الزائفة والمضللة.

وأشار الصحفي المغربي أن فترة انتشار فيروس كورنا كانت مناسبة لإعادة الاعتبار لمحاربة الأخبار الكاذبة والمضللة والتي انخرطت فيها العديد من المؤسسات الإعلامية المغربية رغم محدودية الموارد البشرية وضعف التكوين، وخصوصا التقني منه لدى العاملين فيها.

وشدد مدير نشر صحيفة “مدار21” الإلكترونية، على ضرورة التكوين المستمر لتجاوز الإشكالات المطروحة اليوم على المؤسسات الصحفية، داعيا المعاهد المتخصصة في الإعلام لدمج تقصي الأخبار المضللة ومواجهتها ضمن تكويناتها. إضافة لاستعمال جميع الحوامل الناقلة للمعلومات في هذا الجانب من خلال معطيات مبسطة بنفس الحوامل التي تنتشر فيها.

كما حث على ضرورة دعم وجود منصات للتحقق من صحة المعلومات سواء كانت لمؤسسات رسمية أو غيرها، إضافة لضرورة استيعاب المؤسسات الرسمية وغير الرسمية أهمية التواصل، وما يتطلب ذلك من حضور عبر المعلومة الرسمية، مؤكدا أن الأمر يجب أن لا يقتصر على التواصل الكلاسيكي الذي أبان عن محدودية، الموارد المادية والبشرية لمواجهة الأخبار الزائفة والمضللة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News