سياسة

منيب تطالب اليسار “المنهزم” بتجديد النخب وتكشف اختراق الحركة الصهيونية لوزارة الأوقاف المغربية

منيب تطالب اليسار “المنهزم” بتجديد النخب وتكشف اختراق الحركة الصهيونية لوزارة الأوقاف المغربية

قالت نبيلة منيب، عضوة المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، إن اليسار أصبح منهزما بعدما كان يشكل أكبر نخبة مسيسة ومثقفة في المنطقتين المغاربية والعربية ما بعد الاستقلال.

وأضافت منيب في مداخلة لها خلال “الجامعة السنوية التي عقدها حزب التقدم والاشتراكية تحت شعار: اليسار بين الوفاء والتجديد”، أن اليسار اليوم بحاجة إلى تجديد نخبه وترسيخ الثقافة السياسية عن طريق المراكز البحثية والوقوف على مكامن الخلل لتجوازها.

وتابعت منيب: “يجب أن ننهض عوض أن نتحسر على الفرص الضائعة والترددات، بعدما كان اليسار الأقوى، ويضم مليونين من المنخرطين من كل الفئات”.

وتحدثت منيب عن تنفيذ فرنسا مساعيها وكسب رهانها المتعلق بمشروع ما بعد الاستعمار، من خلال دفع المغرب إلى قبول تقسيم جنوبه عن شماله وموافقته على استقلال مبثور، رغم قوة النخب المغربية حينها مقارنة بالنخب الجزائرية وغيرها، التي كانت تعيش مصيرا مشابها.

وترى منيب أن الموروث الثقافي المتعلق بالطاعة العمياء يعرقل مسار التطور والتقدم في المملكة، مردفة: “هذا الخلل البنيوي يجعلنا نتردد، علما أننا نؤمن بموازين القوى وبإمكانية جبر الآخر على مباشرة الإصلاحات، موضحة أن فصل الدين عن الدولة من شأنه تحقيق التحرر والتقدم”.

وأبرزت أن السيادة الوطنية بدأت تتفكك بوجود المركب المالي العسكري الرقمي الذي تديره المؤسسات المالية، محذرة من تأثيره في فقدان السيادة الشعبية التي تعد ركيزة أساسية.

ودعت في السياق ذاته إلى إعادة بناء الديمقراطية، التي انتقلت من مفهوم السيادة الشعبية إلى مفهوم الديمقراطية الاجتماعية التي لم تتحقق ثم انتقلت إلى الديمقراطية القانونية.

وقالت منيب إنه ما يزال هناك أمل اليوم في ظل وجود توازنات جديدة، رغم إضاعة الدول النامية الكثير من الفرص، مردفة: “الآن لدينا فرصة أخرى لكي نتموقع وندافع عن سيادتنا الوطنية واستقلالية قرارنا الذي فقدناه وندافع عن سيادتنا الشعبية ونجدد المواطنة والوطنية، لاسيما وأن الدولة المغربية اليوم مهددة”.

وأردفت المتحدثة ذاتها: “يجب أن يكون هناك تعاقد اجتماعي جديد بين الدولة والمجتمع لإعادة بناء الثقة، وأن تقطع الدولة العلاقة مع بعض الاختيارات التي أوصلتنا إلى هذه الأزمة المركبة، إلى جانب مصالحة المناطق المهمشة من الوطن، والأقاليم الجنوبية”.

وفي تعليقها على أحداث غزة، قالت إن الحركة الصهيونية تعمل جاهدة على اختراق المملكة المغربية، عن طريق التوغل في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بتنظيم تظاهرات وندوات مسيسة، تخدم مصالحها وأهدافها.

وأضافت في السياق ذاته: “هذه الحركة الصهيونية أصبحت تهدد كياننا لذلك وجب التفكير بطريقة جديدة ومتجددة وسريعة وعميقة، أمام هذه الردة والانتكاسة الاقتصادية والاجتماعية واتساع الفوارق واتساع دائرة الفقر والبطالة المتفشية”.

وأشارت عضوة المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد إلى أن “فلسطين اليوم أصبحت مهددة بإبادة جماعية وبتصفية نهائية للقضية الفلسطينية”.

وتطرقت منيب في معرض مداخلتها إلى مؤسسة البرلمان، إذ عدّتها تسير في اتجاه معاكس، في الوقت الذي يجب أن تكون تكون محورية في دولة تحترم نفسها وتتجه إلى تفعيل دولة الحق والقانون، إذ مع الأسف يضيع فيه الكثير من الجهد والوقت ومستقبل البلاد.

وأضافت: “منذ بضعة أشهر وافق البرلمان على قانون حمل السلاح من أجل الدفاع الشخصي، في الوقت الذي ماتزال فيه أمريكا حائرة في هذا المجال، وصادق البرلمان على مؤسستين ماليتين مستقلتين واحدة مغربية أجنبية والأخرى أجنبية تماما لتسيير المالية المغربية، وصادق البرلمان أيضا على اتفاقية تجارية مع الكيان الصهيوني التي لا تعد في صالح البلاد”.

وجددت منيب دعوتها لإعادة بناء اليسار انطلاقا من القيم نفسها التي تقوم على التضامن والأخوة الإنسانية ورفض استغلال الإنسان للإنسان والعبث بالطبيعة، عن طريق مواكبة عصر الذكاء الرقمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News