بيئة | صحة

التلوث الهوائي السبب الأبرز للأمراض وخبراء يثيرون كلفته الاقتصادية ومسؤولية الشركات المصنعة

التلوث الهوائي السبب الأبرز للأمراض وخبراء يثيرون كلفته الاقتصادية ومسؤولية الشركات المصنعة

شكل موضوع جودة الهواء والاحتباس الحراري سؤالا مؤرقا لعدد من الأطباء والخبراء الدوليون الذي حضروا أشغال جلسة المناقشة الرابعة بالمناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية، التي انعقدت ما بين 27 و29 شتنبر المنصرم، بقصر المؤتمرات بمراكش.

الخبراء المشاركون بالجلسة أكدوا أن جودة الهواء في العالم باتت متدنية بسبب التلوث، موضحين تسبب ذلك في عدد من الأمراض القلبية والتنفسية وما ينتج عنها من وفيات، لافتين إلى أن الكلفة لبست فقط صحية بل اقتصادية أيضا، وأن الأمر يتطلب مقاربة استعجالية والوقوف عن مسؤوليات الشركات المصنعة التي تعد من أهم أسباب التلوث، الذي تتفاقم نتائجه السلبية أكثر بسبب الحرارة.

الجزيئات الدقيقة في الهواء

البروفيسور المصري، هاني نعمة الله، تطرق في تناولع لموضوع التلوث الهوائي والتغير المناخي والأمراض التنفسية، إلى الطبقات الجوية، مؤكدا أن طبقة الطروبوسفير هي التي تهمنا أكثر لأنها تبعد عنا بحوالي 10 كلم وهي التي تساعدنا للبقاء على قيد الحياة، موضحا أن الهواء مكون من عدد من الغازات والمواد الكيميائية، وهو يتلوث من خلال عوادم السيارات والحرائق والكوارث الطبيعية مثل البراكين وغيرها، إضافة إلى الوقود الأحفوري واحتراقه.

وأكد البورفيسور المصري التلوث الهوائي ناتج عن انتشار عدد من المواد الكيميائية والجزيئات الدقيقة في الهواء وهي التي تزيد من حدة التلوث، وتعد من أهم أسباب الامراض القلبية، كما ان التعرض لها يزيد نسبة الوفيات وزيادة الازمات القلبية.

ونبه المتحدث إلى التلوث الهوائي يسبب أمراض أخرى منها تصلب الشرايين والجلطات وسرطان الرئتين وأمراض التنفس، مشددا أن تدخين السجائر ليس المسبب الأول للوفاة بل إن التلوث يعد أكثر منها، ذلك أن الجزيئات الدقيقة تبقي عالقة في أعماق الرئتين، مفيدا أن التعرض للتلوث يسبب أيضا الآلاف من حالات الإصابة بالسرطان، داعيا إلى ضرورة التعامل مع هذا الموضوع.

الإنسان سبب التلوث

الدكتور نيكايس نديمبي من إثيوبيا بدوره دعا إلى ضرورة الخروج بنتائج ملموسة من هذه المناظرة بشأن ما ينبغي عمله على المدى البعيد لمواجهة التلوث الهوائي، وأن يكون هناك استعداد لمواجهة الكوارث الطبيعية.

وسجل نديمبي أن الهواء مليء بالعديد من الميكروبات والفيروسات والبكتيريات التي تتداخل ببعضها البعض وتسبب مجموعة من الأمراض، مشيرا إلى أن الاحتباس الحراري العالمي وارتفاع درجات الحرارة يسبب في تكاثر البكتيريا في الهواء ويسهل انتشارها.

ويرى الدكتور الإثيوبي أن أغلب الفيروسات تأتي من الإنسان وليس الحيوان، وذلك عبر عبر ما ينتج عن وسائل التنقل والاستغلال المفرط للبيئة، داعيا إلى الاشتغال بطريقة جماعية عبر نظام موحد يعتني بالإنسان والبيئة والحيوان، لافتا إلى أن الأطباء مطالبون بالمشاركة لتطوير حلول عبر “صحة واحدة”.

الكلفة الاقتصادية للتلوث

ومن جانبه أفاد البروفيسور المغربي شكيب النجاري، أن الاحتباس الحراري له تأثير على جودة الهواء ، مبرزا أن أثره على الصحة واضح علميا من خلال تسببه في أمراض التنفس وأمراض الشرايين والأرقام تؤكد ذلك، موضحا أن جودة الهواء تؤثر على الاقتصاد لان الحكومات تصرف مبالغ مهمة بسبب التلوث.

وأشار إلى الآثار الوخيمة للتلوث بسبب السلوكات الفردانية وسلوك بعض الشركات غير الملتزمة تدعو لمعرفة ما يمكن القيام به، ذلك أن “ثمن عدم اتخاذ القرارات بسرعة له كلفة باهظة، كما أن القرارات لا يمكن أن تظهر نتائجها إلا بعد 20 أو 30 سنة”، مضيفا أنه “لا يمكننا الحد من المخاطر على الصحة عبر المستشفيات فقط بل من خلال نظرة استباقية لحماية البيئة”.

ودعا النجاري أن ضرورة تطوير البحوث التي سيكون لها أثر مباشر على هذه القضايا عبر نتائجها المثمرة، وتقوية ميكانيزمات للتقارب بين الوزارات، خاصة وزارتي الفلاحة والصناعة، وأن يكون هناك توافق بين الأشخاص وبحث حلول مشتركة لأن “مفتاح الحل يأتي من عندنا أولا”.

الحرارة تفاقم الأمراض

وبدوره شارك الدكتور السينغالي ابراهيما سي، استاذ باحث بجغرافيا الصحة، عن بعد ضمن أشغال الجلسة الرابعة، مؤكدا أن العالم يعاني من مشاكل التغير المناخي، وأن السينغال تقوم من جانبها بالتتبع الدوري لجودة الهواء، مضيفا أنه يتم تسجيل جودة متدنية، مع كونها تكون جيدة عندما تكون تساقطات مطرية.

وأوضح أن السنوات التي سجلت بها أعلى معدلات التلوث كانت ما بين سنتي 2014 و2015، مشيرا إلى أن الوفيات الناتجة عن التلوث بلغت نسبة نسبة كبيرة، بسبب الأعراض المرضية المرتبطة بالجهاز التنفسي نتيجة التلوث الهوائي والغدائي.

وأكد ابراهيما أن السينغال ليست بمعزل عن الاحتباس الحراري، اذ تم قياس الموجات الحرارية وتحليلها والوقوف عند الأعراض المرضية يتضح أن هناك ترابطا بين التلوث وارتفاع درجات الحراراة، مسجلا تأثير ذلك على نسبة أمراض القلب والتنفس بسبب الحرارة.

وتساءل ابراهيما بالمقابل حول ما إن كان النظام الصحي الحالي يخول لنا أن نكون مستعدين لمواجهة تداعيات التلوث الهوائي، وما إن كان لديه القدرة للتعامل مع نتائج الاحتباس الحراري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News