مثير للجدل

اغلالو.. الديمقراطية في مهب الريح

اغلالو.. الديمقراطية في مهب الريح

تصر عمدة مدينة الرباط، أسماء اغلالو، على رفع “راية العصيان” في وجه من يطالبها بالرحيل حتى وإن كان الواقف أمامها، رئيس حزبها، عزيز أخنوش.

ولا يبدو أن اغلالو تنوي وضع “عنجهيتها” و”قصوحية الراس” جانبا حتى في التعامل مع محاولات رأب صدع المشكل الذي بدأ يأخذ أبعادا كبيرة مع اقتراب موعد المصادقة على مشروع ميزانية مجلس مدينة الرباط، المتوقع أن يصطدم تمريره بـ”بلوكاج” سيطول بتشبث العمدة بكرسي الرئاسة.

اغلالو، وهي تعمم للصحافة رفضها تقديم استقالتها، مباشرة بعد اجتماع عاصف مع قيادة الحزب الأربعاء الماضي انتهى بكلمات أخنوش الغاضب “الرباط خاصها تبدل”، رسالة واضحة منها إلى مستشاري الحزب بمجلس المدينة والأغلبية التي نصبتها، تؤكد فيها أنها لن تتزحزح من كرسيها ما دام القانون في صفها.

المستشارون الغاضبون من اغلالو، منهم رؤساء مقاطعات بالرباط، يزعمون أنهم يمتلكون أغلبية ساحقة داخل الفريق، بواقع 19 مستشارا من أصل 23، ما جعلهم يتشبثون بأن المطلب الأساسي خلال هذه الفترة هو أن تقدم استقالتها، بسبب ما أبانت عنه من “انفرادية في اتخاذ القرارات” وتعاملها بـ”عنجهية وتكبر” مع المستشارين الذين دعموها لتصل إلى حيث هي الآن.

فحتى وإن كانت اغلالو تحتمي بالديمقراطية التي أوصلتها لرئاسة المجلس الجماعي للرباط، فالديمقراطية أيضا تجعل حالة الإجماع على رحيلها، أغلبية ومعارضة، أسمى تعبيرات “حكم الشعب نفسه بنفسه”، وتركها كرسي الرئاسة نتيجة حتمية تفتح المجال أمام دماء جديدة.

ومما لا شك فيه أن هذا المشهد الخادش للديمقراطية والمكرس لمنطق المصالح الضيقة لن يدفع ضريبته أحد غير ساكنة الرباط، التي تنتظر من مجلس المدينة إطلاق العديد من الأوراش التنموية في إطار المشروع الملكي “الرباط عاصمة الأنوار، زيادة على مشروع تصميم التهيئة للعاصمة الذي طال انتظاره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News