صحة

هل تشكل الجثث تحت الأنقاض في زلازل الحوز خطرا صحيا على الناجين؟

هل تشكل الجثث تحت الأنقاض في زلازل الحوز خطرا صحيا على الناجين؟

تزامنا والجهود المكثفة للبحث عن ناجين محتملين تحت أنقاض وركام المنازل والمساكن المتضررة بزلزال الحوز الذي ضرب البلاد الجمعة 8 شتنبر الجاري، تثار عدد من الأسئلة المتعددة التي تدور رحاها حول المخاطر الصحية على الساكنة.

وأول الأسئلة يتعلق بالمخاطر الصحية المحتملة للجثت التي لم يتم انتشالها بالمناطق المتضررة، خاصة على الساكنة التي مازالت تعيش هناك.

الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، سجل في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أنه وعكس المعتقدات السائدة فإن الجثث المتبقية تحت الأنقاض في انتظار انتشالها لا تشكل خطرا على صحة المجتمعات المحلية.

وأوضح حمضي أن الجثث تتضخم ويرتفع حجمها وتتحلل وتطلق روائح حولها تزكم الأنوف لكنها لا تتسبب في نقل أي أمراض، لافتا إلى أن الجثث العالقة تسبب أدى نفسيا للأقرباء الذين ينتظرون دفن موتاهم، وللناجين الذين يؤلمهم معرفة أن أرواحا بشرية ما زالت تحت الأنقاض.

وذكر أن استخراج الجثث بعد الكوارث الطبيعية عملية إنسانية ضرورية حفظا لكرامة الموتى ولمشاعر أقربائهم وذويهم وكذلك صونا للحقوق والآثار القانونية المترتبة عن الوفاة.

وشدد الباحث في السياسات والنظم الصحية على ضرورة وجوب أخد الاحتياطات عند لمس الجثث أثناء استخراجها لتجنب أي إصابة.

وأضاف “كما يجب أن لا تكون الجثث محادية لمجاري المياه المستعمله للشرب حتى لا تنقل المكروبات من الجهاز الهضمي للجثث عبر مياه الشرب”.

وأبرز أن انتشار الأوبئة مرتبط بنشاط الناجين الأحياء وليس الأموات، خاصة أن ذلك ينتج عن غياب أو ضعف شروط النظافة وندرة المياه الشروب ووجود ميكروبات وبائية سابقة عن الكارثة الطبيعية أو لاحقة.

وقال إن انتشار وباء الكوليرا مثلا سنة 2010، والذي تفشى بعد الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي، كان سببه نقل بعض جنود القبعات الزرق القادمين من النيبال لمكروب”الكوليرا” معهم دون أن تكون عليهم أي أعراض . ولذلك يجب الاهتمام أكثر بالناجين الأحياء وتجمعاتهم المحلية وبظروفهم الصحية والنظافة وتوفير المياه الشروب وتدبير المياه العادمة والنفايات حتى لا تنتشر الأمراض.

وأشار إلى أنه وخلال زلزال الحوز تم استخراج الجثث ودفنها بسرعة تبعا للتعاليم الإسلامية والتقاليد المغربية، معتبرا أن الظروف الصحية للناجين تحت السيطرة من حيث التأطير الصحي والماء الشروب وغيرها من عناصر التدخل لمساعدة الضحايا.

وفي نفس السياق، كانت منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، نفتا الاعتقاد السائد في بعض ‏الأوساط، بأن جثث ضحايا الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة تشكل تهديدا صحيا للمجتمعات، مشيرتان إلى أن هذا أمر نادر الحدوث.‏

وأوضحتا في بيان رسمي مشترك، أن جثث الضحايا الذين ماتوا بسبب الصدمة أو الغرق أو الحريق أو الزلزال “لا تأوي في العادة كائنات تسبب المرض، وذلك في ظل اتخاذ الاحتياطات المشتركة”.

وأضافتا أن هناك استثناءات لذلك، هي الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية، مثل “إيبولا”، أو فيروس “ماربورغ”، أو “الكوليرا”، أو في حالة وقوع كارثة في منطقة تتوطن فيها الأمراض المعدية.

كما أشارتا كلا من منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر إلى خطر الإصابة بالإسهال، بسبب مياه الشرب الملوثة ببراز الجثث.

لكن أكدت الوكالتان أن التطهير الروتيني لمياه الشرب يكفي للوقاية من الأمراض المنقولة بالمياه، على الرغم من أنه لا ينبغي ترك الجثث على اتصال بمصادر مياه الشرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News