حوادث وكوارث

نفوق حيوانات بمناطق الزلزال يثير تخوفات.. والمتوكل: تفشي أوبئة وارد لكنه ضعيف

نفوق حيوانات بمناطق الزلزال يثير تخوفات.. والمتوكل: تفشي أوبئة وارد لكنه ضعيف

إلى جانب ما أثاره زلزال الحوز من خسائر مادية وبشرية كبيرة بعدة أقاليم، فقد كانت الحيوانات والماشية أيضا من ضمن ضحايا، ما سبب نفوق العديد منها بالقرب من المناطق السكنية، ما أثار تخوفات من انتشار أوبئة بمناطق الزلزال، بسبب تركيز السلطات وأطقم الإسعاف على إغاثة الناس.

في هذا السياق، أفاد سعيد المتوكل، الأستاذ المختص في الإنعاش الطبي، أنه “في الحالات التي تسجل خلالها الزلازل، وعندما يموت الناس تحت الأنقاض، ويسجل نفوق الحيوانات هي الأخرى، فإن المعروف هو أن هذه الأجسام تتحلل، سواء بالنسبة للإنسان أو الحيوان، ما يخلق جراثيما ويجعل احتمال ظهور الأوبئة واردا وإن كان ضعيفا”.

وأوضح البروفيسور، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن “هذا المشكل يطرح بالنسبة للساكنة التي تم إنقاذها من الزلزال، ذلك أن جميع المرافق أُهلكت، مع تسجيل انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع المياه إضافة إلى تضرر مجاري المياه العادمة، الأمر الذي يطرح تحديا مهما يهم الوقاية من خلال النظافة”.

وأورد المتوكل أنه “في هذه الحالات يصبح من اللازم توفير الماء الصالح للشرب”، منوها في هذا الصدد أن حملة التضامن شهدت توفير القوافل لكميات مهمة من الماء، مسجلا “ضرورة توفر الماء النقي من أجل الغسل وتنظيف الأيدي لأن الجراثيم تنتقل عبر اليدين، ثم مشكل المجاري الذي سيبقى قائما”.

وعبر المتوكل عن تمنياته أن يولي المشرفون على عمليات الإنقاذ، سواء القوات المسلحة أو الوقاية المدنية، الأهمية إلى هذا الجانب، لاسيما أن لديهم تكوينا في هذا الميدان، لأن الجيش يتوفر على عدد من المصالح ولديه القدرة على تدبير المجال حتى يكون صحيا، مضيفا أن احتمال انتشار وباء بمنطقة الزلزال وارد لكنه قليل، مؤكدا أن هناك عمل كبير من طرف السلطات.

وحول الطرق السليمة للتعامل مع الحيوانات النافقة، أكد المتوكل أن الطريقة التي يتم التعامل بها، سواء بالنسبة للإنسان أو الحيوان، هي الدفن، مشيرا إلى أن هناك بلدان تعتمد الحرق، غير أن ذلك مختلف عن الثقافة المغربية التي تتعامل بالدفن، مضيفا أن مسألة جثث الحيوانات لا تطرح مشكلا كبيرا، رغم أن الاحتمال يبقى واردا لأن تعفن أجسام الأنعام يحولها إلى مرتع للميكروبات ما يتطلب دفنها أو حرقها بالنسبة للحيوانات.

وأشار إلى أن المنطقة المنكوبة تتواجد بها العديد من الأجهزة تشتغل على هذا الموضوع، بما فيها السلطات المدنية وأطقم الصحة البيطرية التي تشتغل على هذه الجوانب، مؤكدا أن المغرب يتوفر على “كفاءات عالية وإمكانيات مهمة وإرادة شعب”.

وأشار إلى أن احتمال تسبب الحيوانات النافقة في أوبئة “يبقى واردا لكنه احتمال ضعيف وهناك احتمال أكبر منه متعلق بالأمراض المتنقلة بالأيادي المتسخة، في حالة لم يكن متوفرا الماء النظيف وشبكات التطهير السائل”، مشيرا إلى أن “هذه أولوية حتى بالنسبة للخيم المؤقتة، إذ ينبغي توفير مراحيض”، مؤكدا أن هذه الأمور باتت متوفرة اليوم مما قد يساهم في عدم طرح مشاكل على هذا المستوى.

ولفت المتوكل إلى أن عمل السلطات بالمناطق المنكوبة ينظم وفق أولويات، إذ الرهان في البداية يكون هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الإنسان والحيوان، مضيفا أن المرحلة الموالية هي إسكان العائلات التي فقدت منازلها بالخيم والبنايات المؤقتة، ثم في ما بعد سيكون إعادة الإعمار التي تتم على المستوى الآني والمتوسط والبعيد.

وأوضح المتوكل أن إعادة إعمار منطقة الزلزال لن تكون بالمهمة السهلة، مشددا على أن المغرب سينجح في هذا الاختبار، وربما تكون فرصة مهمة لتنمية هذه المنطقة، منا فعل المغاربة من قبل مع منطقة أكادير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News