اقتصاد

مصر تترقب الظروف المناخية بالمملكة لمنافسة المغرب على تصدير التوت لأسواق عالمية

مصر تترقب الظروف المناخية بالمملكة لمنافسة المغرب على تصدير التوت لأسواق عالمية

يترقب مزارعو التوت الأزرق بمصر الأوضاع المناخية بالمغرب، لحسم قرارهم في زيادة مساحات الزراعة، بغية ضمان تعويض المنتوج المغربي في بعض الأسواق.

وبحسب ما جاء في منصة “فريش بلازا”، فإن مزارعو التوت الأزرق يعتبرون استمرار المشاكل المناخية في المغرب، كما كان الحال في العام الماضي، فرصة كبيرة لمصر لولوج أسواق عالمية كانت حكرا على المملكة.

ويؤكد كريم فايد، مدير العمليات في شركة فايد للتنمية الزراعية FATA المصرية، أن هناك فرصة في السوق يمكن لبلاده الاستفادة منها، “نحن نزيد مساحاتنا تدريجيًا.. عادةً ما تزيد المساحات في مصر، ولكن المزارعين يسيطرون على نمو الإنتاج خوفًا من انخفاض الأسعار”.

وأضاف في السياق ذاته “التوت الأزرق هو منتج مميز في مصر، ويتم بيع معظم محصولنا في السوق المحلية. لذلك فالزيادة الكبيرة في الإنتاج تمثل مخاطر مالية كبيرة”.

ويواصل كريم: “في العام الماضي عندما تأثر إنتاج المغرب بشكل كبير بسبب الظروف الجوية، وجد المزارعون المصريون أنفسهم أمام فرصة مربحة للغاية لتصدير منتجهم إلى الأسواق الأجنبية بأسعار مرتفعة”.

واعتبر مدير العمليات في شركة فايد للتنمية الزراعية FATA المصرية، أن تكرار “السيناريو المناخي” في المغرب، سينعكس لا محالة في زيادة إنتاج مصر في الموسم االقادم.. سنرى كيف ستتطور الأمور”.

وقال إنه “إذا استمرت نفس المشكلات المناخية في المغرب، ستكون لدينا أسواق خارجية لتزويدها. في الحالة المعاكسة، سيتم غمر السوق المحلي المصري”.

وعلى المدى البعيد، يهدف مزارعو التوت الأزرق المصريون إلى تطوير صناعة منافسة للتوت الأزرق. ويشير كريم إلى أن “هناك تجارب جارية لتحديد الأصناف التي ستقدم إمدادًا منتظمًا وعالي الجودة.. بعضها واعد بالفعل ونحن نتأكد من اعتماد أصناف مقاومة للحرارة الزائدة”.

ونمت صادرات المغرب من الفواكه والتوت بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس الفارطة، وحظيت فرنسا والمملكة المتحدة بالجزء الأكبر منها. ففي الفترة من 2018 إلى 2022، كانت الفواكه المغربية وخاصة التوت متوفرة في أسواق 122 دولة، وفقًا لتقرير حديث لـ”EastFruit”.

وأكد المصدر ذاته كانت إسبانيا وفرنسا وهولندا وروسيا والمملكة المتحدة في مقدمة قائمة المستوردين الرئيسيين للفواكه والتوت من المغرب. وفي عام 2022، صنفت المملكة في المراكز الرابع عالميا في قائمة أكبر مصدري التوت الأزرق، فيما حلت مدريد في المرتبة الثالثة.

ويشير “إيست فروت”، إلى أنه في الوقت الذي ارتفعت فيه صادرات الفواكه والتوت إلى فرنسا والمملكة المتحدة، انخفضت إلى إسبانيا وهولندا وروسيا.

ومنذ عام 2018، نمت إيرادات صادرات المغرب من الفواكه والتوت بنسبة تقارب النصف، حيث بلغت عام 2022 ما يعادل 1.7 مليار دولار، وبلغ الحجم التراكمي الإجمالي للصادرات ما بين 2018 و2022 حوالي 7.1 ملايير دولار.

ووفقا للمنصة المذكورة، انخفضت إيرادات المغرب من الصادرات إلى إسبانيا بنسبة 23% مقارنة بعام 2021، ورغم ذلك مازالت تعتبر أكبر مستورد للفواكه والتوت المغربي، وتمثل حوالي 27% من إجمالي صادرات المغرب على مدى السنوات الخمس الماضية. وفي 2022 كانت المملكة رابع أكبر مورد للفواكه والتوت لمدريد وبلغت حصتها 15% من إجمالي واردات إسبانيا.

وقبل بضع سنوات، كانت حصة إسبانيا في صادرات المغرب من التوت الأزرق تفوق 90%، ولكنها انخفضت على مر السنين، وإضافة إلى التوت الأزرق، تستورد مدريد من المملكة، التوت الأحمر والأفوكادو والبطيخ والفراولة وما إلى ذلك، ولا يتم تسويقها محليا، بل يتم إعادة تصدير جزء منها من قبل تجار إسبانيين، لتوسيع حصة صادراتهم.

وبلغت حصة المغرب من إجمالي واردات فرنسا من الفواكه والتوت 6% في 2022، ودفعت مقابلها 1.2 مليار دولار في خمس سنوات (17% من إجمالي الإيرادات)، وأضحت المملكة خامس أكبر مورد لباريس، وتظهر معطيات “إيست فروت” أن الفرنسيين باتو أكثر طلبا على البطيخ والبطيخ الأصفر والمندرين والأفوكادو والتوت الأحمر والتوت الأزرق من المغرب.

وفيا يخص هولندا، ورغم الاخفاض التدريجي لصادرات الفواكه والتوت من المغرب نحوها، إلا أنها ساهمت بـ17 في المئة من إجمالي إيرادات المملكة، والتي بلغت 1.2 مليار دولار. ويمثل التوت الأحمر حوالي 40% من إجمالي صادرات المغرب إلى هذا السوق، وتعتبر هولندا، جنبًا إلى جنب مع إسبانيا، المستورد الرئيسي للتوت الأحمر المغربي، ومع ذلك، انخفضت الصادرات إلى هولندا منذ عام 2020.

وأدى نمو صادرات للتوت الأحمر إلى هولندا إلى جعل المغرب ثالث أكبر مصدر للتوت الأحمر عالميًا. وفي السوق الهولندي، تحتل المملكة المرتبة العاشرة كأكبر مورّد للتوت الأحمر.

وفيما يتعلق بالصادرات إلى روسيا، شهدت صادرات الفواكه والتوت من المغرب انخفاضا ملحوظا، حيث تراجعت حصة المغرب في السوق الروسية إلى أكثر من النصف خلال الخمس سنوات الماضية، واقتصرت الصادرات في عام 2022 على نصف ما كانت عليه في عام 2018. ولا تزال فاكهة المندرين الأكثر طلبا في السوق الروسي من صادرات المغرب وتشكل 84% من الإيرادات الإجمالية.

في المقابل، تشهد صادرات الفواكه والتوت المغربية إلى المملكة المتحدة أعلى معدلات النمو في الفترة من 2018 إلى 2022. فبعد “البريكست”، أصبحت التجارة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي أكثر تعقيدًا، مما دفع الموردين البديلين إلى تحسين مواقفهم في السوق البريطانية، ومن ضمنهم الرباط، حيث تضاعفت حصة المملكة وزادت صادراتها إلى المملكة المتحدة بخمسة أضعاف، وأصبح المغرب خامس أكبر مورد للفواكه والتوت للبلاد.

ويظهر المستوردون من المملكة المتحدة اهتمامًا خاصًا بالتوت المغربي، حيث يشكل التوت الأزرق والتوت الأحمر والفراولة حوالي نصف الصادرات الإجمالية إلى السوق البريطانية. فيما يشكل البطيخ والمندرين نحو ثلث الصادرات. ويحتل بذلك المغرب المرتبة الخامسة عالميًا كأكبر مصدّر لفاكهة المندرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News