تصريحات هلال تستفز عسكر الجزائر وقادة المرادية يستعدون للرد

كشف مسؤول جزائري أن تصريحات السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة،عمر هلال، الأخيرة والتي أثار فيها مصير القبايل ونهاية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، أثارت جدلا واسعا بالجزائر.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ”مدار21″، أن اجتماعا رفيع المستوى عُقد أمس بالجزائر ودام ساعات، جمع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ومسؤولين كبار، لعل أبرزهم رئيس أركان الجيش الوطني السعيد شنقريحة، ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، و”ذلك بهدف تدارس طريقة للرد على تصريحات عمر هلال”.

وأوضح المسؤول الجزائري أن بلاده تستعد للرد “ببلاغ رسمي أو من تحت الطاولة”، مؤكدا أن المسؤولين الجزائريين اعتبروا ما جاء على لسان هلال “ردا رسميا للمغرب على قطع العلاقات وليس بلاغ وزارة الخارجية المغربية”.

مصير القبايل مرة أخرى

وكان السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، وردا على نظيره الجزائري، سفيان ميموني، قد أثار مرة أخرى حق سكان القبايل بالجزائر في تقرير المصير، متسائلا “لماذا تنكر الجزائر على شعب القبائل ما تطالب به مغاربة الصحراء، وتمضي إلى حد فرض نزاع على المملكة منذ مدة 45 عاما، من قبل مجموعة انفصالية مسلحة؟”

وتابع هلال خلال ندوة لجنة الـ24 “الجزائر التي لا تفتأ تطالب، في كل مناسبة، وبشكل هوسي، بما تزعم أنه تطبيق حق تقرير المصير في الصحراء المغربية، تنسى أن هناك سكانا على ترابها يطالبون بتمكينهم من الاستفادة من الحق في تقرير المصير”.

وأكد الدبلوماسي المغربي أن “شعب القبايل الذي كان موجودا قبل فترة طويلة من قيام الدولة الجزائرية له أيضا الحق في تقرير المصير. فلماذا تنكر الجزائر عليه ما تطالب به مغاربة الصحراء، وتمضي إلى حد فرض نزاع على المملكة منذ مدة 45 عاما، من قبل مجموعة انفصالية مسلحة؟ ولماذا لا يحق لممثلي شعب القبايل أن يكونوا حاضرين في اجتماع لجنة الـ24 هذا؟ فهم أيضا لهم الحق في التعبير عن أنفسهم بحرية بشأن مستقبلهم”.

وذكر هلال المسؤول الجزائري بأن “الحق في تقرير المصير مبدأ عالمي ومبدأ أممي، ويجب أن يتم توظيفه دون انتقائية ويجب أن يستفيد منه جميع السكان، وخاصة أولئك الذين كانوا تحت احتلال منذ عقود”.

ملف الصحراء طوي بشكل نهائي

وأكد عمر هلال في وقت سابق أنه “بالنسبة للمغرب، النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية تم حسمه بشكل نهائي”، وذاك في تعقيب على “القراءة الناقصة والانتقائية لتاريخ الصحراء المغربية” التي قدمها الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، سفيان ميموني، خلال ندوة لجنة الـ24 بالكاريبي.

وأضاف هلال خلال مداخلته “أحبت الجزائر أو كرهت، فقد تمت تصفية الاستعمار في الصحراء المغربية كليا. فالصحراء المغربية عادت بشكل نهائي إلى المغرب. وتم استرجاع الصحراء المغربية بفضل القانون الدولي، وبفضل المفاوضات، وبفضل اتفاقية مدريد التي أخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة علما بها في قرارها الصادر في دجنبر 1975”.

وقال “لنكن واضحين، قضية الصحراء قد طويت. تعيش ساكنة الصحراء بسلام في هذه الأقاليم المغربية وتتمتع بكامل حقوقها، كما صرحت بذلك السيدة غلا بهية، نائبة رئيس جهة الداخلة-وادي الذهب، التي شاركت في الندوة بدعوة من رئيس لجنة الـ24 بصفتها ممثلة منتخبة ديمقراطيا عن منطقة الصحراء المغربية”.