اقتصاد

نور الدين: تكتّل “بريكس” مُهدد بالانفجار والمغرب تجنّب المجازفة بحلفائه الكلاسيكيين

نور الدين: تكتّل “بريكس” مُهدد بالانفجار والمغرب تجنّب المجازفة بحلفائه الكلاسيكيين

أكد الخبير في العلاقات الدولية أحمد نور الدين أن الغرض من توسيع مجموعة “بريكس” يتعلق بمحاولة روسيا والصين بناء محاور لمواجهة الغرب عموما والولايات المتحدة تحديدا، وأن هذه المواجهة فيها “حرب اقتصادية شرسة” بين بكين وواشنطن، وفيها “حرب هجينة “بين موسكو وواشنطن.

واتفقت دول “بريكس” وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا في قمتها السنوية التي انعقدت ب”جوهانسبورغ” على منح الأرجنتين وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، العضوية الكاملة اعتبارا من يناير 2024.بينما رفض المغرب الالتحاق بهذا التكل الاقتصادي مؤكدا أن “المشاركة في هذا الاجتماع على أي مستوى كان، لم يكن واردا أبدا بالنسبة للمملكة المغربية”.

وأوضح نور الدين ضمن تصريح لـ”مدار21″، أنه في كلتا الحربين توجد معركة استبدال الدولار وتقليص هيمنته، ويعتبر ذلك من أخطر التهديدات التي تواجه الاقتصاد الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية، وهو أيضا أحد الأهداف المعلنة لقادة “بريكس”.

ويرى المحلل السياسي ذاته أن هذا التوجه نحو المحاور يمكن التأكد منه انطلاقا من البنية الاقتصادية وطبيعة الانظمة السياسية للدول الست التي تم الإعلان عن قبول عضويتها، مسجلا إلى أن  انضمام السعودية والإمارات وايران، سيجعل من “بريكس” محورا يتحكم في أهم مصادر الطاقة عبر العالم.

وزاد قائلا: “إذا أضفنا إلى هذا الثلاثي دولة مصر وإثيوبيا فسنصبح أمام محور دولي يتحكم في أهم مفاصل وممرات التجارة العالمية من البحر المتوسط إلى بحر الصين مرورا عبر قناة السويس ومضايق هُرمز وباب المندب وغيرهما”.

وأضاف نور الدين أن  ضمّ الأرجنتين يعني أن “بريكس” سينافس واشنطن في حديقتها الخلفية،لاسيما أن الولايات المتحدة تعتبر أمريكا اللاتنية مجالها الحيوي، وبدخول الأرجنتين الى هذا الفضاء ستكون أكبر دولتين مساحة واقتصادا وسكانا قد شقت عصا الطاعة الأمريكية”.

ومن هذه الزاوية يرى الخبير في العلاقات الدولية أنه ” ليس من مصلحة المغرب الدخول في محاور مناهضة لشركائه التقليديين في الغرب، خاصة وأن هذا التجمع لازال قيد البناء ولم تكتمل صورته بعد”، مشيرا إلى أن الهند والبرازيل تدفعان لتجمع اقتصادي بالأساس بينما الصين وروسيا تريدانه محورا استراتيجيا واقتصاديا في آن واحد”.

وأكد نور الدين أنه “سيكون مجازفة الانتماء لمحور دون أن نعلم يقينا طبيعته وأهدافه النهائية، فقد نجد أنفسنا في مواجهة لا نملك فيها ناقة ولا جمل”، قبل أن يستدرك: “صحيح أن من مصلحة المغرب تنويع الشركاء، وهذا ما يقوم به فعليا من خلال الشراكات الاستراتيجية التي تجمعه بروسيا والصين والهند بالإضافة الى التعاون الوثيق مع البرازيل ولكن هذا شيء، والتخلي عن حلفاء المغرب الكلاسيكيين شيء آخر، والاقدام على ذلك سيكون بمثابة مجازفة غير مضمونة العواقب”.

وبحسب الخبير في العلاقات الدولية فإن التركيبة الحالية لمجموعة “بريكس” غير منسجمة وقابلة للانفجار في أي وقت، فالصين والهند مثلا غريمان تقليديان، وبينهما حروب ومشاكل حدودية وتناقض بنيوي في طبيعة النظام السياسي، وكذلك الشأن بالنسبة لإيران والسعودية رغم الاتفاق الذي رعته الصين ربما تحضيرا لضمهما إلى بريكس.

وتابع قائلا: “ويمكن أن نقول نفس الشيء بالنسبة لمصر وإثيوبيا، نظرا للخلاف الاستراتيجي حول حصص الماء في النيل، وهو خلاف يوجد على شفا نشوب حرب على مصادر الماء”

وذهب نور الدين إلى أنه” يحسن بالدول، كما هو الشأن بالنسبة للأفراد، أن تأخذ بالحكمة التي تقول “عاش من عرف قدره فجلس دونه” فمقارنة بسيطة بين الناتج الداخلي الخام للمملكة ونظيره في الدول الأعضاء سيبرز أننا سنكون لقمة سائغة في أفواه اقتصادات عملاقة أقلها شأنا، إذا استثنينا أثيوبيا، يتجاوز دخله الوطني ثلاثة مرات دخلنا الوطني في المغرب، وأكبرها يتجاوزنا بحوالي 140 مرة”.

في المقابل، شدد نور الدين على أن المغرب مطالب  بأن يسرع من تنفيذ برامج التصنيع والاقلاع الاقتصادي والرقمنة والاقتصاد الأخضر والطاقات المتجددة، وتفعيل جدي للنموذج التنموي بل ومراجعة أهدافه لمضاعفة الناتج الداخلي الخام على الأقل مرتين أو ثلاث مرات خلال العشرية القادمة.

ويرى الخبير في العلاقلات الدولية بضرورة تركيز المملكة  على توسيع الشركات المغربية في مجموعة غرب إفريقيا “سيدياو” ومجموع القارة، قبل التفكر في الدخول في محاور قد نكون فيها مجرد حطب لنار يشعلها الآخرون لمآربهم الخاصة.

تعليقات الزوار ( 1 )

  1. على العكس من ذلك ف”بريكس” منذ تأسيسه من قبل الدول التي تشكل أحرفها الأولى مجتمعة اسم التكثل وهو يشهد انخراط عدة أقطار وهناك العديد منها من لازالت تتدارس مهمة انخراطها مما يدل على أنه يعرف نجاحات مستمرة،وقد ينافس الدول العظمى غير المشكلة له كالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الدائمين..شخصيا أتوقع أن يحقق طفرة نوعية لأن عدة دول ملت من التبعية في اقتصاداتها للدولار وتريد أن تقوي عمليتها المحلية..أما عن انخراط ملشيات وهمية ك”البوليزاريو” فلن يدوم ذلك طويلا مادام ليس لها ما تصدره ولا ما تستورده في ظل العالم النفعي-البراغماتي.. وحينما ينكشف لدول التأسيس أنها فقط مدفوع بها من طرف جمهوريات غرضها زرع وإشعال نار الفتن بين الأمصار..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News