صحة

التهاب الكبد الفيروسي مرض يهدد حياة المغاربة وسط مطالب بتوفير علاج مجاني

التهاب الكبد الفيروسي مرض يهدد حياة المغاربة وسط مطالب بتوفير علاج مجاني

يوافق يوم 28 يوليوز اليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي، والذي يعد مناسبة لتسليط الضوء على هذا الداء وأسبابه ومضاعفاته، والوقوف على المجهودات المبذولة للحد من انتشاره والقضاء عليه، خاصة وأن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، قد أعلنت في وقف سابق، عن سعيها لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي من خلال الحد من تسجيل الإصابات الجديدة والوفيات بنسبة 50% في أفق سنة 2026.

وفي هذا الإطار، يعتبر الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن “التهاب الكبد الفيروسي من نوع “س” من الالتهابات الكبدية المنتشرة بشكل كبير في العالم، ويشكل مشكل صحة عمومية في المغرب كما العالم”.

وأوضح حمضي ضمن تصريح ل”مدار21″ أن “التهابات الكبد الفيروسية أنواع؛ أهمها النوع “ب” و”س”، مضيفا أننا نتوفر على لقاح ضد التهاب الكبد الفيروسي من نوع “ب” على الرغم من عدم توفر علاج فعّال له”.

وتابع المتحدث ذاته: “لكن النوع “س” وهو “مرض مزمن للكبد يتطلب تحاليل طبية مستمرة وعلاجا ومراقبة لتفادي مضاعفاته الذي يمكن أن تصل إلى تشمع الكبد وسرطان الكبد كما يمكن أن تؤدي للوفاة، لا نتوفر على لقاح له”.

وزاد حمضي شارحا طرق انتقال عدوى هذا المرض: “ينتقل هذا الفيروس عن طريق الدم من خلال مجموعة من الحالات من بينها؛ استعمال نفس الحقن، على الرغم من أن هذه الطريقة في العدوى لم تعد منتشرة بفضل الحقن ذات الاستعمال الواحد”.

كما ينتقل هذا المرض أيضا يتابع الطبيب ذاته، عن طريق إزالة الأضراس بطريقة غير طبية من طرف أشخاص غير مهنيين، كما يمكن أن ينتقل هذا المرض كذلك بين الأفراد الذين يتعاطون للمخدرات عن طريق الحقن أو كذلك من خلال استعمال فرش أسنان أشخاص آخرين يعانون من هذا المرض.

وأفاد حمضي أن “التشخيص يتطلب إجراء تحاليل طبية مستمرة، فحامل هذا المرض قد لا تظهر عليه أي أعراض”، مشدِّداً على ضرورة “الاحتياط واتباع إجراءات السلامة لتفادي عدوى هذا المرض الذي لا يتوفر على لقاح لحد الآن لكن لديه علاج ناجع”.

واسترسل حمضي قائلا: “سابقا كان يعالج التهاب الكبد الفيروسي من نوع “س” بأدوية باهظة الثمن وكان العلاج يستغرق عدة أشهر أو عدة سنوات ولم تكن نسبة المصابين الذين يتلقون العلاج تتجاوز 60%، لكننا اليوم نتوفر على علاج ناجع لهذا المرض بمدة زمنية أقل وتكلفة أقل”، مضيفا “95% من الحالات المصابة تشفى بصفة نهائية”.

وأضاف ذات المتحدث أن الحالات التي تتوفر على التغطية الصحية كانت تعوض عن ثلثي تكلفة العلاج، في حين أن المستفيدين من نظام راميد لم يكونوا يستفيدون من تعويض عن تكلفة علاج هذا المرض”.

واعتبر حمضي أننا نحتاج اليوم، بعد تفعيل ورش التغطية الصحية الإجبارية، إلى شيئين أساسين؛ أولا ضمان علاج مجاني لجميع المواطنين المغاربة المصابين بهذا المرض، خصوصا وأن مدة علاج “التهاب الكبد الفيروسي من نوع “س”، عن طريق العلاج الجديد الذي يعتمده المغرب منذ سنة 2014، لا تتجاوز مدته ثلاثة أشهر”.

وأكد حمضي على ضرورة القضاء على هذا المرض قبل سنة 2030، من خلال توفير أن تشخيص للجميع وتوفير العلاج لجميع المرضى.

وفيما يخص الشيء الثاني، قال حمضي إن “المختبرات الطبية يجب أن تخفض ثمن علاج هذا، خاصة وأن هذا العلاج يتوفر في دول كمصر بثمن أقل”، معتبرا أن “المختبرات ستستفيد هي أيضا من تخفيض هذا الثمن من خلال إقبال جميع المرضى على العلاج وهو ما يحقق الفائدة على جميع المستويات”.

ويشار إلى أن معطيات سابقة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بناء على معطيات لمنظمة الصحة العالمية، قد كشفت أن نسبة الإصابة بين الساكنة العامة في المغرب بمرض التهاب الكبد الفيروسي من نوع “س” تقدر بـ1.2 بالمئة، فيما تصل نسبة الإصابة بالنوع “ب” إلى حوالي 2.5 بالمئة.

وقد كانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية قد أطلقت العام الماضي حملة وطنية للكشف عن التهاب الكبد الفيروسي “س”، في إطار الخطة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التهابات الكبد الفيروسية 2022-2026، للحد من تسجيل الإصابات الجديدة والوفيات بنسبة 50 في المائة بحلول سنة 2026.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News