سياسة

سفير باريس بالرباط: موقفنا من الصحراء يخدم المغرب وعلينا تقديم التوضيحات اللازمة لتجاوز سوء الفهم

سفير باريس بالرباط: موقفنا من الصحراء يخدم المغرب وعلينا تقديم التوضيحات اللازمة لتجاوز سوء الفهم

تزامنا والجمود في العلاقات بين الرباط وباريس، وبعد محاولات حثيثة من مسؤولين فرنسيين، لـ”نفي” وجود أزمة بين البلدين، خرج سفير فرنسا بالمغرب، والذي وافق مجلس الوزراء الفرنسي على تعيينه في الثالث والعشرين من نونبر الفارط، ليؤكد دعم بلاده للمغرب في ملف الصحراء، ويدعو لتجاوز سوء الفهم بين “الشريكين” عبر تقديم التوضيحات اللازمة.

وقال السفير الفرنسي بالرباط، كريستوف لوكورتييه، إن باريس واعية بأهمية ملف الصحراء، بالنسبة إلى المغرب والمغاربة، موضحا أنه من هذا المنطلق، اختارت فرنسا مبكرا تبني موقف واضح، يقضي بالتشبث بقرارات مجلس الأمن، والمطالبة بإيجاد حل سياسي واقعي ودائم ومتوافق عليه بين الأطراف.

وسجل السفير أن فرنسا، مثل المغرب، تدعم عمل بعثة “مينورسو”، من أجل منع عودة التوتر إلى المنطقة، وضمان الاستقرار بالصحراء، داعية الأطراف إلى تيسير عمل البعثة الأممية، واحترام اتفاق وقف إطلاق النار، ومجددا دعم بلاده المطلق لجهود الوساطة التي يقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء، والذي يعمل من أجل استئناف المفاوضات بين الأطراف في أفق التوصل إلى حل واقعي وعادل.

وأشار المسؤول الدبلوماسي إلى أن فرنسا لم تنتظر قرار بعض الدول، من أجل دعم مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007، مشيرا إلى أن موقف فرنسا، ومنذ البداية، كان واضحا وفي صالح المغرب، وأنها تدافع عن هذا الموقف منذ 15 سنة، وقبل 2020، وتترافع من أجله داخل كل المحافل مع شركائها.

وفي تعليق له على تطور مواقف الشركاء الأوروبيين في قضية الصحراء وفي تلميح لمدريد وبرلين، اعتبر السفير الفرنسي، في حوار مع “ليكونومسيت”، أنها تتجه عموما إلى إعادة نسخ الموقف الفرنسي، مؤكدا أن باريس كانت تدعم دائما المغرب ومقترحه الخاص بالحكم الذاتي، وكان لها دور كبير في نشر التوافق الدولي بخصوص هذه القضية، مضيفا أن المغرب يمكن له الاعتماد على دعم فرنسا، خاصة في هذه المرحلة التي يزداد فيها التوتر في المنطقة.

وأكد السفير الفرنسي، الذي قدم أوراق اعتماده في 30 دجنبر الفارط، أنه يحمل نظرة إيجابية حول العلاقات بين البلدين، من خلال قوة الشبكة وتعدد الفاعلين ومستوى ملفات التعاون، لافتا إلى أنه نظم جولة في مختلف الجهات المغربية، والتقى الفاعلين في مجال التعاون بين البلدين، في جميع القطاعات، وتأكد من مستوى العلاقات الإنسانية والتبادل في جميع المجالات (تعليم، ثقافة، اقتصاد، فلاحة، علوم، دفاع).

وأوضح لوكورتيي، أن السياق الدولي المتسم بتزايد حدة ووتيرة الأزمات، يضع البلدين معا في مواجهة تحديات جديدة، تشكل، بحسبه، فرصا للتعاون المربح للبلدين، ولدول العالم، داعيا إلى اقتناص هذه الفرص، خاصة أمام تطابق الرؤية والمقاربة بين البلدين، في التعاطي مع ملفات مكافحة التغير المناخي، والأمن الغذائي، وقضايا الطاقة، والتنمية المستدامة والدامجة، ومحاربة الإرهاب والتطرف، وتنمية القارة الإفريقية.

وعن الأزمة ما بين البلدين، وصف السفير الأمر ب”سوء فهم”، مؤكدا على ضرورة العمل من أجل تقديم التوضيحات اللازمة، مشيرا إلى أن هناك تأويلات في مواقع التواصل الاجتماعي أو الخدمة في بعض الصحف، والتي تتهم فرنسا بلعب دور لم تقم به، ولن تلعبه في بعض الملفات، داعيا إلى ضرورة بناء حوار بين البلدين الجهود حول المشاريع المشتركة، والتي توجد في جميع الميادين، في أفق رفع تحديات المستقبل، وإعطاء أفق جديد للعلاقات الثنائية ونهج الحوار والحكمة والتاريخ المشترك، من أجل إعادة بناء الثقة.

وبخصوص ملف التأشيرات، أكد السفر الفرنسي، أن المرحلة السيئة التي عاشها المغاربة تم تجاوزها، مشيرا إلى أن زيارة كاترين كولونا، وزيرة الخارجية في دجنبر الماضي للرباط، سمحت بطي صفحة الماضي، مؤكدا أنه ومنذ تعيينه سفيرا بالرباط، وبتنسيق مع القناصلة العامين، عمل على رفع القيود الموضوعة في وجه المغاربة. كما تراجع معدل رفض طلبات التأشيرة إلى أقل من المعدل المسجل في 2019.

وأوضح كريستوف لوكورتييه، أن العمل بالقنصليات يعرف اليوم إقبالا كبيرا بسبب الصيف وتسجيل الطلبة الحاصلين على الباكلوريا الراغبين في متابعة الدراسة بفرنسا، مسجلا فتح العديد من المنصات الخاصة بمواعيد وضع الطلبات لدى المكتب الخاص المكلف بهذه الخدمة، ومؤكدا أن بلاده تعتبر تنقل الطلبة أولوية، لأنها تمثل الوجهة الأولى للطلاب المغاربة، والذين يشكلون الجنسية الأولى للطلاب الأجانب بالبلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News