عقد في السلطة..المصباح يدخل الانتخابات بشعار “لايت” ويترك الفساد وراءه
دخل حزب العدالة والتنمية غمار الانتخابات التشريعية والمحلية بالمغرب بشعار من ثلاث كلمات هي “المصداقية” و”الديمقراطية” و”التنمية” بفارق كبير في الحمولة والزخم مع الشعارات الانتخابية التي رفعها قبل 10 سنوات عند ترؤسه الحكومة لأوّل مرة في تاريخه.
ففي عام 2011 سوّق الحزب لناخبيه شعارا مواتيا لطبيعة المرحلة التي كان فيه طلب الشارع قويا على تغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية وتطهير الدولة من رموز اقترنت بالفساد في سياق احتجاجات “الربيع العربي”، ليحاول المصباح احتواء هذه التطلعات بشعار “صوتك فرصتك لمحاربة الفساد”.
ويتناغم هذا الشعار الداعي لاستعمال صناديق الاقتراع من أجل التغيير مع خط الحزب السياسي القاضي بالإصلاح من داخل المؤسسات، وقد واجه به تيارات أخرى كانت تراهن على مزيد من ضغط الشارع على السلطة وبخاصة جماعة العدل والإحسان وحساسيات يسارية.
وفي الاستحقاقات الانتخابية لـ 2016، سيتخلّى الحزب عن الحقول الدلالية القويّة بشعاره الأول (الفساد – الحرب)، متبنيا شعارا معّدلا “صوتنا فرصتنا لمواصلة الإصلاح”.
وستشهد تلك الانتخابات بعد إعلان النتائج أزمة في تشكيل التحالف الحكومي عرفت إعلاميا ب”البلوكاج” ستنتهي بالإطاحة بالرجل القوي في الحزب حينها عبد الإله بنكيران وتعيين سعد الدين العثماني مكانه لمواصلة مهمة تشكيل الحكومة، لكن ستظل التناقضات سمة الحكومة الجديدة كما ستشهد تعديلا حكوميا بعد ذلك.
وفي المحطة السياسية الحالية، اختار الحزب الإسلامي ثلاث كلمات تبقى فضفاضة من حيث عمقها في حملة انتخابية سياسية، إذا لا تتضمن دعوة أو توجيها أو قراءة ما عكس ما تقتضيه الشعارات الانتخابية من قوة، ليبقى تأويلها لصيقا بمدلولاتها العامة والمشتركة بين مختلف التجارب.
ومقابل رهان الحزب الإسلامي على الحضور والاستمرار في السلطة طيلة السنوات الماضية رغم أحداث قوية مر بها في معترك السياسة، راهن النظام المغربي على ما يعرف باستراتيجية تدجين الأحزاب التي يرى بعض المراقبين أنها بلغت مداها في مشهد توقيع رئيس الحكومة الإسلامي سعد الدين العثماني على اتفاقية التطبيع بين المغرب وإسرائيل.
