دولي

المستشار الملكي أندري أزولاي بين المتوجين بـ”وسام الشرف الرئاسي” لإسرائيل

المستشار الملكي أندري أزولاي بين المتوجين بـ”وسام الشرف الرئاسي” لإسرائيل

جاء اسم أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، ضمن الأسماء التي سيمنحها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوع، وسام الشرف الإسرائيلي، وذلك بسبب المساهمة الفريدة التي قدمها للشعب اليهودي.

وكشف الرئيس الإسرائيلي، اليوم الأحد، لائحة الأسماء الذين سيتم منحهم وسام الشرف الرئاسي لهذا العام، حيث شملت اسم أندريه أزولاي، المستشار اليهودي للعاهل محمد السادس البالغ من العمر 82 عامًا، والذي تولى منصبه منذ حكم الملك الراحل الحسن الثاني.

وجاء في بيان رسمي للرئاسة الإسرائيلية: “لقد قدم أزولاي مساهمة استثنائية للعالم اليهودي ويهود المغرب ودولة إسرائيل في تنمية العلاقات مع المغرب والحفاظ عليها على مر السنين، والحفاظ على التراث اليهودي في المغرب وتقديم الدعم والمشورة للقادة الإسرائيليين في سعيهم من أجل السلام في الشرق”.

وأضاف البيان أن “رؤيته في إقامة علاقات ودية وسلمية بين إسرائيل والمغرب تحققت في اتفاقيات إبراهيم ونفوذه واضح في كل مجال من مجالات هذه العلاقات”.

وأسس أزولاي منظمة “الهوية والحوار” من أجل استعادة التراث اليهودي في المغرب وتعزيز التواصل بين الثقافات بين اليهود والفلسطينيين.

وفي عام 2020، وبحضور ملك المغرب، تم افتتاح “بيت الذاكرة”، وهو مركز للثقافة اليهودية أسسه أزولاي، وهي مزيج من اللغتين العربية والعبرية للتعبير عن “التعايش” بين اليهود والمسلمين في مدينة الصويرة في جنوب المغرب.

وتم اختيار ما مجموعه 13 فائزًا لمنحهم أوسمة، لموهبتهم وعملهم في مجموعة متنوعة من المجالات، إذ سيحصل على الوسام ثمانية رجال وخمس نساء واثنان من قادة الشتات ومنظمة واحدة. وأكدت الرئاسة إن الفئة العمرية للمتلقين تتراوح بين 35 و 102 سنة وكلها تجسد تنوع الفسيفساء الإسرائيلية واليهودية المثيرة.

وأشارت وكالة أنباء المغرب العربي بالمناسبة إلى أن التاريخ الأكثر أهمية ورمزية لالتزاماته يظلب هو سنة 1973 عندما أنشأ، بمعية أصدقائه المثقفين اليهود المغاربة والسفارديم، في باريس، حركة هوية وحوار، وهي منظمة يهودية رائدة أكدت في ميثاقها التأسيسي، على الضرورة القصوى لإعطاء الفرصة لحل الدولتين، إسرائيل وفلسطين.

وكان أندري أزولاي وأصدقاؤه، وفق الوكالة، من بين الأوائل الذين تواصلوا مع منظمة التحرير الفلسطينية. وفي دينامية شجاعة، غير مسبوقة تعرضت لانتقادات على نطاق واسع في العالم اليهودي آنذاك، التقى أندري أزولاي، لأول مرة سنة 1974، في طليطلة بإسبانيا، أبو مازن، وكان حينها أحد أقرب مساعدي ياسر عرفات، الذي كان أزولاي قد التقاه في منتصف السبعينيات.

وقد مهدت هذه الاتصالات، التي كانت سرية ولا تقل انتظاما، لفترة طويلة الطريق للمباحثات الأولى بين معسكر السلام الإسرائيلي والقادة الفلسطينيين.

وكان ياسر عرفات قد عين، في ذلك الوقت، كمحاور دائم لأندري أزولاي من “هوية وحوار”، الراحل عصام السرطاوي، الزعيم الفلسطيني الذي اغتيل في لشبونة خلال اجتماع للأممية الاشتراكية.

وكانت المعركة الأخرى، التي تجسد التزام  أندريه أزولاي، تتعلق بإعطاء اليهود المغاربة، سواء في إسرائيل أو المغرب أو فرنسا أو كندا، أو في كل مكان في العالم إمكانية التصالح مع تاريخهم، واستعادة إرثهم وحضارتهم على المستويات الروحية والفلسفية والأخلاقية.

وكان أندري أزولاي دائما يذكر، في كتاباته وتصريحاته، بأن مكون “هوية وحوار”، يمثل بالنسبة إليه هدفا مركزيا يحظى بالأولوية لكسر سلاسل الاغتراب الثقافي في فترة ما بعد الاستعمار، والتي دفعت جزء كبيرا من الجالية اليهودية المغربية إلى طي صفحة تاريخها، الذي يعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة، مع ما يترتب عن ذلك من خطر قطع الحبل السري لهويتها وأصولها. انها الفترة التي غير فيها اليهود المغاربة أسماءهم وأماكن ميلادهم.

وهكذا، وبعد أن انتهى هذا العصر، أضحت الإشارة إلى مغربيتهم اليوم مدعاة فخر لكل اليهود المغاربة تقريبًا، الذين تصالحوا مع أنفسهم.

وكمناضل أو كمسؤول، ظل أندري أزولاي، طوال حياته، يعمل ويمضى قدمًا، قويا بإنصات وتوجيهات ودعم الملك الراحل الحسن الثاني، والملك محمد السادس، بصفتهما رئيسا لجنة القدس. وشكلت هذه المشاورة وهذا الاحترام وهذه “التوجيهات” حبل الوصل الذي تطورت وتعززت من خلاله التزامات أندريه أزولاي، الذي يجسد اليوم في العالم هوية مغربية غنية بتنوعها وحداثتها والأصالة النموذجية لمواطنتها المنفتحة على البشرية، التي تظل، في أماكن أخرى، عرضة للشك والانكفاء والرجعية المتقادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News