جهويات

المراكشيون يلوذون بالقيلولة وكأس شاي من رمضاء شمس الصيف الحارقة بالمدينة الحمراء

المراكشيون يلوذون بالقيلولة وكأس شاي من رمضاء شمس الصيف الحارقة بالمدينة الحمراء

في ظل ارتفاع درجات الحرارة في هذه الفترة من السنة بمختلف ربوع المملكة، كما هو الحل بالمدينة الحمراء، يتبنى “المراكشيون”، على غرار ساكنة المناطق الأخرى، عادات لمقاومة الحر والقيظ وشمس الهجير التي تطبع طقس هذه الحاضرة، وترخي بظلالها على فضاءات وأماكن أثيرة عادة ما تضج بالحياة، مثل ساحة جامع الفنا الشهيرة، والأزقة والدروب المؤدية إليها، من قبيل “درب ضباشي”، و”رياض الزيتون”، و”السمارين”، و”دفة وربع”، والتي ما إن يدلف الفار من الرمضاء إليها، حتى يتنفس الصعداء بنسيم عليل ينعش الروح والجسد، ولاسيما في المساء.

فحين تتوسط الشمس كبد السماء، يدب سكون غير مألوف في أوصال مدينة معروفة بصخبها وحركيتها طيلة اليوم، ويجافي من ثمة، ما دأبت واعتادت عليه، بحسب ما عاينه فريق من وكالة المغرب العربي للأنباء.

سحنة المراكشي تقاوم لهيب الشمس، من المؤكد، لكنها ما تلبث تستسلم للهيبها الحارق الذي تجاوز 40 درجة مئوية، الأربعاء الماضي، حيث يقبل على شرب الماء حد الارتواء، بينما يتلذذ آخر بتناول المرطبات أو سلطة فواكه موسمية منعشة، في حين ينزوي آخر غير بعيد ويختلي بنفسه وهو يمن بها بنسيم عليل، وأخرى تحصنت بمراهم تقي بشرتها أشعة شمس حارقة، والكل يبحث عن ملاذ يقيه حرّها.

حتى بعضهم جعل من ارتفاع درجات الحرارة موضوعا للتفكه تلقفه المراكشي كطرفة، وغصت به مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام، ولم يكن قط سببا للتأفف والتندر من قبله بحسبه، كما يتم في مدن ومناطق أخرى، والتي ما إن ترتفع فيها الحرارة بدرجة أو درجتين، حتى لا يكاد يقوى ساكنوها على الأمر، على النقيض من المراكشي المتعايش مع الحر.

وقال ياسين، وهو شاب ثلاثيني، بخصوص تعامله مع موجة الحر هذه، إن “الأمر عاد جدا، لأننا ألفناه، على النقيض من أولئك الذين يتأففون من الحر”.

وتابع “نلزم مساكننا ولا نخرج إلا للضرورة، وخلال العمل يتوجب تفادي أشعة الشمس، أو البحث عن ظل ظليل”، مضيفا أنه في المساء تتلطف الأجواء، مما يجعل الوقت مواتيا للتجوال في الحدائق و”العرصات”، مع استهلاك كميات وفيرة من الماء على امتداد اليوم.

كما سجل ياسين الحاجة إلى اعتمار القبعة الشمسية، وأخذ حمام بارد، مع استعمال مراوح، سواء عصرية أو تقليدية.

وقال عبد الرحمان بائع الملابس التقليدية بسوق البهجة، من جهته، إن “موجات الحر هذه أصبحت سنة السنوات الأخيرة، كما أننا تعودنا عليها”، مشيرا إلى أنه يدفع لهيبها بـ”قيلولة بعد أداء صلاة الظهر، حينما تقل الحركة ويعم السكون في أرجاء السوق، خصوصا عندما تمنعنا الحرارة النوم ليلا”.

وكشف أن إعداد كأس شاي وفق ما تقتضيه اللمة يساعد على الصمود أمام امتحان القيظ العسير، مشيرا إلى أن الأنشطة التجارية يشوبها ضرب من “كساد” بسبب هذا الطقس الحار.

ففي هذا الفصل من السنة، ينتظر المراكشيون المساء حين تتلطف الأجواء للتبضع أو التجول، والتنزه على طول محج محمد السادس وغيره من الفضاءات، التي تعود لحركتها المعتادة عند المغيب.

أما مراكشيون آخرون، أو أولئك الذين قادتهم تصاريف العمل إلى التواجد والعيش بالمدينة الحمراء، فقد آثروا الاستعاضة عنها بجبال أوريكة، وتحناوت، والعيون المحاذية لهما، لينتعشوا بجو لطيف، ينأون به عن حرارة مراكش المفرطة.

وبحسب المتخصصين يتعين أمام الارتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة، على الخصوص، إرساء مكيفات الهواء، مع عقلنة وترشيد استعمالها، وكذا الحرص على شرب الماء بكميات كافية، لتلافي جفاف الجسم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News