سياسة

أخنوش: التاريخ لن يرحمنا ومستعدون لتحمّل كُلفة اختياراتنا لإصلاح التعليم

أخنوش: التاريخ لن يرحمنا ومستعدون لتحمّل كُلفة اختياراتنا لإصلاح التعليم

دعا رئيس الحكومة عزيز أخنوش ممثلي الأمة إلى الانتصار للصالح العام والترفع عن الاختلافات الضيقة، وخاصة في القضايا الوطنية التي تستلزم توافقا والتفافا وطنيا، وقال : “حقننا  التوافق في القضية الوطنية الأولى، التي هي قضية الصحراء المغربية، ونحن مطالبون كذلك بتحقيق هذا التوافق في القضية الوطنية الثانية وهي قضية التعليم”

وأشار أخنوش في معرض تعقيبه على انتقادات وملاحظات النواب ضمن الجلسة الشهرية لمساءلته، إلى أنه مرّ من مختلف مستويات التدبير الترابي من الجماعة إلى مجلس الإقليمي للجهة ثم البرلمان، ويعرف حجم المسؤولية التي يحس بها نواب الأمة بها تجاه الناخبين، ولأن منهم من وعد الناس في دائرته بالترافع لتحقيق مشاريع أنوية جامعية واليوم يسأله المواطنون أين النواة الجامعية؟”

وتابع رئيس الحكومة قائلا: إن “دورنا جميعا هو إخراج هذا الموضوع من مجال التنافس السياسي والاستثمار الانتخابي، والتفكير فيه بمنطق: أي جامعة نريد؟ وأي مستقبل لخرجي الجامعات؟ وبأية جودة وكفاءة”؟ مشيرا في مقابل ذلك إلى  هناك إخفاقات ونجاحات في ما يتعلق بالتعليم العالي، من طرف الوزراء المتعاقبين على تدبير القطاع، وأن هذه الحكومة تباشر إصلاحا جديدا للجامعة المغربية، لاسيما آخر إصلاح كان قبل 20 سنة.

وزاد شارحا: ” تستطيع ربح نقط سياسية بحضورك إلى البرلمان ووقفت أمام رئيس الحكومة وقلت بصوت عالٍ أين النواة الجامعة للمدينة الفلانية؟ والإقليم الفلاني؟ ولكن كن على يقين أن التاريخ لن يرحمنا إذا شتتنا جهود التعليم العالي في أنوية جامعية تفتقد لكل شي”.

وسجل أخنوش أن الجامعة المغربي  تعاني من تدني نسبة التأطير البيداغوجي بالمقارنة مع المعدل الوطني، لأن أغلبية الأساتذة ليسوا مستقرين بالمدن التي توجد بها هذه الأنوية، وهو ما ينعكس سلبا على توزيع الحصص الزمنية للتدريس، وفي بعض الأحيان يتم حرمان الطلبة من دراسة بعض المواد أو يتم تقزيم الزمن المخصص لتدريسها.

ولفت أخنوش إلى أن هناك أنوية جامعية تنعدم فيها عروض سلك الدكتوراه، وحتى إذا توفرت تكون ضعيفة وغير جاذبة بالنسبة للطلبة، بحكم قلة الإمكانيات المتاحة للمختبرات لتأطير العلاقة مع القطاع الخاص، مسجلا  ضعف الإنتاج العلمي، سواء من حيث قلة عدد الأطروحات المنجزة أو الإصدارات العلمية وانحصارها في بعض الاختصاصات، إضافة إلى أن الحياة الطلابية في هذه الأنوية تفتقر لأبسط مقومات الحياة الجامعية كالتوجيه والمواكبة والأنشطة الثقافية والرياضية والخدمات الإجتماعية.

وعاد أخنوش ليؤكد أن حكومته جاءت في ظروف صعبة وقاسية، ومنذ أول يوم تعرف جيدا أن مهمتها لن تكون سهلة في جميع القطاعات، وقال : “نعرف أن أمامنا ملفات ورثناها بنجاحاتها وإخفاقاتها، ولدينا قناعة بضرورة البناء على التراكم والاحتفاظ بكل ما هو إيجابي قامت بيه الحكومات السابقة” مضيفا ” ولكن لدينا كذلك اليقين أنه من اللازم أن نعالج بعض الاختلالات والخيارات غير الموفقة التي تم اللجوء إليها سابقا.”

وسجل رئيس الحكومة أن “الخيارات التي قمنا بها أحيانا، تكون ذات كلفة سياسية نحن مستعدون لتحملها، لأن لدينا الثقة في كونها لصالح البلاد والمواطنين وأن أثرها سيظهر في المستقبل، وآنذاك سيعرف الناس لماذا قمنا بهذا ولم تقم بذلك”.

ومضى قائلا: كان “من السهل علينا نحن كذلك اللجوء إلى الشعبوية وإنفاق ميزانية البلاد في الجدران والطاولات والسبورات في كليات صغيرة في جميع المدن، ولكن أين الروح؟ وأين الجودة؟ وأين الضمير الحي الذي من اللازم أن يتحلى به رجل السياسة الوطني”؟ قبل أن يضيف “جميل جدا أن يتم الانصات لنبض الشارع والتفاعل معه، ولكن الأجمل هو مخاطبة المواطنين بلغة الحقيقة والوضوح، سنفعل كذا من أجل كذا ولن نفعل كذا من أجل كذا”.

ويرى أخنوش أن الحكومة عندما اتخذت قرار تعميم كليات الطب على مستوى جميع الجهات كانت لدينا فلسفة ورؤية، ترتكز على التمكن من ضمان العدد الكافي من الأطباء في كل جهة، وأن يتمكن أبناء وبنات كل جهة من الدراسة والتخرج والعمل في جهتهم الأم، مردفا “حينما اتخذنا قرار التفاعل الإيجابي مع مطالب أساتذة التعليم العالي كنا واعين بأهمية تحقيق الاستقرار المهني وتحسين الوضعية المالية للأستاذ الجامعي، الذي لديه دور أساسي في إنجاح الإصلاح والرقي بالتعليم العالي والبحث العلمي”.

وأشار رئيس الحكومة إلى أن الحكومة حينما اتخذت أيضا قرار تطوير العرض في الإيواء والإطعام الجامعي، كان هدفها توفير الشروط المناسبة ليعيش الطلبة حياة جامعية لائقة ويتمكنوا من اجتياز المرحلة الجامعية في أحسن الظروف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News