مزور: “جيتكس إفريقيا” فرصة لاستقطاب استثمارات للمغرب ومحطة لتطوير الاقتصاد الرقمي بإفريقيا
أعلنت غيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أن معرض “جيتكس إفريقيا” 2023، الذي تحتضنه مدينة مراكش فعالياته سيعرف مشاركة أكثر من 900 شركة ناشئة، وأزيد من 100 هيئة حكومية تمثل أكثر من 80 دولة في العالم، 80 في المئة منها تحضر لأول مرة بالمنطقة.
وأوضحت مزور أن المعرض، الذي يعد تظاهرة تكنولوجية تاريخية، امتداد لجيتكس العالمي الذي دأبت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على تنظيمه منذ 42 سنة، مذكرة بعُمق العلاقات التي تجمع قيادتي وشعبي البلدين الشقيقَين، والتي تتجسد في التَّعاون والتنسيق الثنائي في مجموعة من المجالات.
وقالت إن اختيار المملكة المغربية لاحتضان النسخة الأولى من جيتكس إفريقيا لم يأت من فراغ، “إنما جاء لإيمانِ الجهة المنظِّمة بمؤهلات بلادنا. أرض تزخر بالمواهب الشابة التي تألقت في عدد من المحافل الدولية، والتي أبانت على تفوقها في مجالات مختلفة، نذكر من بينها: تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة (Big Data) والحوسبة السحابية (Cloud Computing)”.
وأشارت المسؤولة الحكومية إلى أن المغرب لديه طموحٌ كبير في أن يصبح قطباً رقمياً إقليمياً، مستلحا بالرؤية الملكية التي تهدف لتعزيز التكوينات في المهن الجديدة والتكنولوجيات الحديثة، مستحضرة إحداث مدن جديدة للمهن والكفاءات تواكب التحولات التي تعرفها المهن بهدف تعزيز الرأسمال البشري المؤهل في عدد من المجالات التكنولوجية.
ولفتت المتحدثة إلى أن النموذج التنموي الجديد “جاء ليُترجم هذا الطموح برهانه على تحول المملكة المغربية إلى بلد رقمي. بحيثْ حثَّ على جعل الرقميات والقدرات التكنولوجية عاملاً أساسيا في التنافسية وتحديث المقاولات وتطوير مهن وقطاعات جديدة تواكب التحولات العالمية”.
وتطبيقاً لهذه التوصيات، تعمل وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة حالياً على إعداد الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي 2030. وهي الاستراتيجية التي توجد الآن في المرحلة النهائية من الصياغة. استراتيجية تهدفُ، من بين أهداف أخرى، إلى الارتقاء بالإدارة الرقمية وتسريع الشمول الرقمي وتعزيز الاقتصاد الرقمي، تؤكد مزور.
وسجلت أن هذه الاستراتيجية مبنية على مقاربة تشاركية، تجسدت في سلسلة لقاءات تشاورية جهوية كان الهدف منها الاستماع للمواطنات والمواطنين وتجميع أفكارهم وآرائهم، وإشراكهم في صياغة الاستراتيجية. وهي تترجم انخراط وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة في تنزيل تحول رقمي لبلادنا يجعلُ المواطن في صميم أولوياته.
وشددت على أن حكومة المملكة المغربية تعول كثيرا على جيتكس إفريقيا في استقطاب الاستثمارات لبلادنا ومن خلالها للقارة الإفريقية. وكلنا اعتزاز في المملكة المغربية بالثقة التي وضعها المستثمرون في بلادنا، بحيثْ وقعتُ 17 اتفاقية في مجال ترحيل الخدمات باستثمارات قيمتها أكثر من مليار درهم، ما سيمكن من خلق أكثر من 17 ألف منصب شغل.
وذكرت مزور في كلمتها بالإجراءات التي نفذتها المملكة لتشجيع الاستثمارات الأجنبية. بحيث تم اعتماد الصيغة المبسطة للقرارات الإدارية التي تتم دراستها على مستوى المراكز الجهوية للاستثمار. وهي الصيغة التي تهم 22 قراراً إدارياً تم تبسيطه ورقمنته عبر المنصة الإلكترونية CRI-Invest، ما مكننا من تقليص الوثائق المطلوبة من المستثمرين بنسبة 45 في المائة، وبالتالي الوقت الزمني للمستثمر بنسبة النصف.
وأشارت إلى أن الإجراءات، تنضاف إلى مجموعة من الأوراش الطموحة للمملكة المغربية، على رأسها ميثاق الاستثمار الجديد الذي ارتآه الملك محمد السادس، ليكون ميثاقاً تنافسياً يكرسُ المملكة المغربية كأرض مميزة للاستثمار على المستويين الإقليمي والدولي.
وأوضحت أن “جيتكس إفريقيا” حدثٌ دولي وإفريقي بامتيازْ، مستحضرة التوجيهات الملكية الداعية لضرورة تسريع وتيرة رقمنة مجتمعاتنا الإفريقية وجني ثمار الطفرة الرقمية اللي يعيشها العالم. تحول رقمي اعتبره الملك من بين المجالات الواعدة للتقليص من الفوارق المجالية، وتعزيز الإدماج السوسيو-اقتصادي للشباب، وخاصة في العالم القروي.
ووجهت مزور رسالة خاصة لأصحاب الشركات الناشئة من المغرب، قالت فيها “أنتم اليوم في معرض جيتكس سُفراء لبلادكُم ولصورتها، وأودُ منكُم أنْ تُقدموا أفضل ما عندكم. مثلما أدعوكم للاستمرار في الابتكارات والأبحاث العلمية التي تقومون بها. لأن سُمعة المغرب وإفريقيا وكفاءاتِها الشابة تبتدئ منكُم، وعلى أساسها يُحدد كلُّ مُستثمرٍ وجهته”.
وكشفت أن المملكة المغربية تطمح لأن يكونَ جيتكس إفريقيا 2023 محطة لتعزيز الابتكار التكنولوجي وتطوير الاقتصاد الرقمي بالقارة الإفريقية. وهي فُرصة لكم أنتوم أصحاب الشركات الناشئة والمطورين والمبرمجين بإفريقيا لتعزيز وصول علاماتكم التجارية وابتكاراتكم للعالم، معتبرة أن النسخة الأولى ستكون مقدمة لنسخ سنوية قارَّة طموحة.
