ابن كيران: العدالة والتنمية “رجعت فيه الروح” والبعض يريد المغرب دولة متحللة من الإسلام
مرة أخرى، عاد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية لانتقاد بعض الممارسين للفعل السياسي بالمغرب، مشبها الأمر بلعبة “فيران السويرتي” الشعبية، حيث تكون مهمة الفأر أن يدخل الجحر دون أن يعرف ما يدور في العالم.
وقال ابن كيران إن “البعض” يرغب بأن يدخل للحكومة، فيمارس معارضة خاصة به، ويظل يراقب المكان الذي يضع فيه الطعم للفأر للفوز باللعبة والانضمام للأغلبية الحكومية، مسجلا أن هذا النوع من السياسة “لا أفهمها ولا أريدها ولا أؤمن بها وأسأل الله أن يخرجني منها”
وقال في كلمة ألقاها قبيل انطلاق اجتماع الأمانة العامة، اليوم السبت، إن سياسة حزب المصباح مختلفة، “لأننا وضعنا مبادئ كبيرة، هي أكبر ما وجد في الأرض، وهي الدين، والذي يوصينا بالقيام بمجهود لتتحسن أوضاع الأمة والوطن والبشرية بأكملها، فنحن لا نريد للبشرية إلا كل خير، والمسلمون لم يأتوا لينتقموا من أحد”.
وأكد بنكيران، بنبرة متفائلة على غير عادته، أن حزب العدالة والتنمية “الذي كان على وشك الانهيار”، استرجع أنفاسه، مستشهدا بما وقع في اللقاء الذي عقده الأسبوع الفارط بفاس، ورغم أنه لم يكن يعطيه أهمية كبرى، إلا أنه شكل “إنصافا من الله سبحانه وتعالى لحزب العدالة والتنمية ولهذا العبد على وجه الخصوص”، منتقدا في المقابل المستغلين لدموعه.
وأشار ابن كيران أن الحزب (العدالة والتنمية) الذي كان يتلقى الضربات ويتعرض لمؤامرات، “منذ 2002، وليس منذ 2021، كما يشاع، رجعت فيه الروح، ولقاء فاس الذي حضرته شرائح لم تكن تحضر سابقا، كان لحظة فارقة.. وليس في فاس فقط وإنما في المغرب كله هناك تحسن وتجاوب”.
وتابع :”عموم المواطنين الذين كانوا يدعمون الحزب في 2015 و 2016, يقولون لنا الآن توكلوا على الله اذا كنتو باقين على الطريق نحن معكم”، مبرزا أن هدف الحزب ليس أن نكون فار السويرتي الذي يربح، بل القيام بالواجب خاصة في ظل ما تعيشه البلاد مع الحكومة الحالية، معتبرا أن في السياسة فرص لا يجب أن تضيع.
وقال إن “الشعلة” التي ظهرت في لقاء فاس لا يمكن السماح لها بأن تخبو، معلنا وفي السياق ذاته ان حزبه قرر عقد لقاءات اجتماعية مع عموم الناس في بداية السنة السياسية المقبلة (ابتداء من أكتوبر)، بغية إدخال الأمل في نفوس المغاربة “الحزب مازال موجود، لا يريد ترأس الحكومة مرة أخرى، خاصة في ظل التطبيع “ذلك غير وارد”.
ويضيف “مع ذلك نحن لم نفلت، ولم نلازم بيوتنا، لأن كل ما يعمل بدون حضورنا، يعمل ضدنا، و الحمد الله الحزب حاضر والعديد من الأمور تغيرت لأننا أظهرنا موقفا، معتبرا الحكومة الحالية لا تراعي المنطق والمصلحة الحقيقية للمجتمع والرأي المواطنين،
وانتقد ابن كيران، ما أسماه “تفلتا وإسراعا وجرأة”، بهدف تغيير تاريخ المغرب وجعل المملكة دولة متحللة من الإسلام، “يريدون أن يصبح المغربي يمارس طقوسه بينه بين ربه في المساجد وفي رمضان والحج فقط”، مسجلا أن الحزب يعتز بالإسلام كدين للدولة في دستورنا وملكنا هو أمير المؤمنين، وهذا ما نؤمن به وما عشنا به وما تجاوزنا به صعابا، منذ الاستعمار، وقبله أيضا.
ونبه إلى عدم الانسجام الحكومي “حتى الاحزاب المشاركة في الحكومة تشتكي” ملمحا بذلك لبلاغ لحزب الأصالة والمعاصرة الأخير والذي طالب الوزارء المنتمين للأحزاب الأخرى بالتواصل، مبرزا أن المصباح يؤكد أن إمارة المؤمنين صمام أمان المغاربة، “نتخبط في الكثير من الصعاب، لكننا نخرج سالمين في كل مرة بفضلها، وآخرها الربيع العربي”.