مباسي: يتعين على وزارات الثقافة الإفريقية تنفيذ سياسات ثقافية مدرة للثروة

قال الأمين العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة ورئيس عواصم الثقافة الإفريقية، جان بيير إلونغ مباسي، اليوم الإثنين بسلا، إنه يتعين على وزارات الثقافة الإفريقية الاضطلاع بدور مهم في تنفيذ السياسات الثقافية المدرة للثروة.

ودعا مباسي، في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال الاجتماع الوزاري الإفريقي للثقافة، إلى ضرورة اضطلاع وزراء الثقافة الأفارقة بدور ريادي في تغيير التصور، بالانتقال من اعتبار قطاع الثقافة قطاعا للترفيه إلى قطاع اقتصادي، يساهم في خلق الثروة والشغل”.

وأبرز أن الثقافة كانت تعتبر نشاطا ترفيهيا يحركه القطاع الخاص بشكل أساسي، مما يفسر سبب تخصيص جزء ضئيل من الميزانية العامة للوزارة المسؤولة عن الثقافة، مضيفا أن هذه الوزارة “ي نظر إليها عامة على أنها توزع الدعم على الفنانين، وكوزارة إنفاق وليس وزارة معنية بخلق الثروات والشغل في البلاد”.

وفي هذا السياق، ذكر الأمين العام بأن رقم المعاملات العالمي للصناعات الثقافية والإبداعية بلغ حوالي 1.100 مليار دولار في عام 2020، أي 5 في المائة من الناتج الداخلي الخام العالمي، بينما في إفريقيا لا يمثل رقم المعاملات سوى 1 في المائة من الناتج الداخلي الخام، أي 49 مليار دولار.

وأضاف أنه في ما يتعلق بالصناعة الموسيقية، يتم تحقيق 90 في المائة من عائدات البث الموسيقي من خارج القارة الإفريقية، ما يمثل 75 مليون دولار من أصل 10 ملايير دولار من عائدات الموسيقى المدفوعة للفنانين.

وتابع “من المهم أن ندرك أن الوزراء هم عامل التغيير الرئيس في النظام الجديد، وأنهم في طليعة تدبير المدن ومختلف المجالات الترابية”.

واقترح مباسي على الوزراء الحاضرين في هذا الاجتماع، الذي يتوج برنامج الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية لسنة 2022-2023، الموافقة على اقتراح علامة “Copyright friendly”، الممنوحة للفاعلين وحكومات المدن والأقاليم التي تحترم حقوق المؤلف، معربا عن رغبته في اعتماد هذه العلامة من قبل اللجنة الفنية المتخصصة للشباب والثقافة والرياضة التابعة للاتحاد الإفريقي.

وبخصوص اختتام برنامج الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية لسنة 2022-2023، سجل أن مدينة الرباط قد اختيرت كأول عاصمة إفريقية للثقافة، وهو برنامج يهدف إلى المساهمة في الرفع من شأن الثقافة باعتبارها الركيزة الرابعة للتنمية المستدامة للمدن والمجالات الترابية الإفريقية، وكذا المساهم الرئيس في بناء الشعور بالذات والوحدة والتآزر.

ويهدف هذا الاجتماع، المنظم بشراكة مع منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، ويحضره وزراء الثقافة بعدد من الدول الإفريقية، إلى تعزيز التعاون الثقافي بين دول القارة.

ويتضمن برنامج هذا الاجتماع الوزاري تقديم نتائج سنة من فعاليات الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية، وعرض فيلم حول أبرز أحداث هذه التظاهرة، فضلا عن ندوات وجلسات نقاش حول سبل تعزيز الروابط والهوية الثقافية بين الدول الإفريقية خدمة للتسامح والتعايش في ما بينها.

وسيتمخض عن هذا الاجتماع الوزاري “إعلان الرباط لتعزيز التعاون الثقافي في إفريقيا”.