“بي بي سي”: حديث الجزائر عن حرائق مدبرة يغفل حقائق المناخ

اعتبر موقع “بي بي سي”  (الخدمة العالمية) أن الاتهامات التي وجهها النظام الجزائري لحركات انفصالية بالوقوف وراء إضرام حرائق الغابات وما ترتب عنها من مراجعة علاقاته مع المغرب لاتهامه بدعم هذه الفصائل، (اتهامات) تُغفِل حقيقة أن بلدانا على طول المتوسط عانت أيضا من حرائق الغابات في الأسابيع الأخيرة من تركيا إلى فرنسا مرورا باليونان وقبرص وإيطاليا.

وقال الموقع العالمي لهيئة الإذاعة البريطانية  إنه من المحتمل أن يكون التغير المناخي بالمنطقة يتسبب في ارتفاع الظروف المواتية لوقوع الحرائق، مضيفا “للأسف، الاحتباس الحراري لم يزل لا يشكل جزءا هاما من الخطاب العمومي الجزائري”.

وأوضح كاتب المقال أن “أزيد من 90 بالمائة من صادرات الجزائر تقع في قطاع الهيدروكاربورات، ما يعني أن الوقود الأحفوري يعد أساسيا بالنسبة للمصالح الاستراتيجية للبلاد”، مشير إلى أنه خلال “مناظرات للانتخابات الرئاسية ل2019 لم تتم مناقشة أية أجندة بيئية ولو لمرة واحدة من طرف المرشحين الخمسة”.

وذهب الموقع البريطاني  إلى أنه لم يعد ممكنا تجاهل الكلفة الباهظة للخسارات البيئية والبشرية الناجمة عن الكوارث الطبيعية، موضحا أن حرائق الغابات ليست  أعراض التغير المناخي الوحيدة بالجزائر.

وأشارت “بي بي سي” ، في هذا الصدد، إلى ظاهرة التصحر، قائلة إن الصحراء التي تشكل 80 بالمائة من مساحة البلاد مرشحة للتمدد أكثر بالأعوام المقبلة، حيث اتسعت بنسبة 10 بالمائة خلال القرن الماضي.

وخلص المقال إلى أنه “بانتظار أن يتم التعامل بجدية مع التغير المناخي وتنفيذ سياسة بيئية دقيقة، لن تخفف الحلول السريعة من المعاناة إلا على المدى القصير.”