سياسة

تقود السعودية جهودا لإعادتها.. المغرب يشترط إيقاف دعم سوريا للبوليساريو لقبول عودتها للجامعة العربية

تقود السعودية جهودا لإعادتها.. المغرب يشترط إيقاف دعم سوريا للبوليساريو لقبول عودتها للجامعة العربية

تواجه المملكة العربية السعودية معارضة من بعض الدول العربية، بما في ذلك حلفائها الرئيسيين، ومن ضمنهم المملكة المغربية، بشأن خطط لإخراج الرئيس السوري بشار الأسد من “عزلته” قبل قمة جامعة الدول العربية التي ستستضيفها الرياض في ماي المقبل.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلاً عن مسؤولين عرب أن خمسة أعضاء على الأقل من جامعة الدول العربية، بما فيهم المغرب والكويت وقطر، رفضوا إعادة انضمام سوريا إلى المجموعة.

ويشير التقرير، وفق تصريحات مسؤولين كبار، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، إلى أن لكل دولة طلبات منفصلة. وبحسب “وول ستريت جورنال”، فإن المغرب يريد أن يريد من بشار الأسد إنهاء دعمه لجبهة البوليساريو الانفصالية.

وكانت تقارير إعلامية قد أشارت في وقت سابق، إلى أن ما يعزز استبعاد احتمال عودة العلاقات بين سوريا والمغرب، غياب الأخير عن قائمة الدول المقدمة لمساعدات عقب الزلزال المدمر، وعدم إرسال تعزية كما فعل مع أنقرة، وهو ما اعتبره متابعون لمسار العلاقات بين الدولتين “مؤشرا على قطيعة وموقف ثابت للمغرب من دمشق ونظامها”.

وكان ناصر بوريطة قد أكد، يناير 2019، أن “المغرب لم يقطع العلاقات مع سوريا ولم يغلق السفارة في 2012. ما وقع هو أن الطاقم الدبلوماسي السوري ترك الرباط، والطاقم الدبلوماسي المغربي ترك دمشق وتوجه إلى بيروت”.

واعتبر بوريطة وقتها أن المغرب ليس في حكم إعادة العلاقات مع سوريا ليعيدها، أو في منطق إعادة فتح السفارة في دمشق، لافتا إلى أن “هناك تغييرات على أرض الواقع يجب آخذها بعين الاعتبار، والحاجة إلى دور عربي يجب آخذه بعين الاعتبار”.

وقال التقرير أنه حتى مصر، وهي تقليديا أحد أقرب شركاء المملكة العربية السعودية، أعربت عن تحفظات على الرغم من اجتماع كبار الدبلوماسيين السوريين والمصريين مؤخرا في القاهرة.

وتأتي مقالة وول ستريت جورنال في أعقاب تحرك مصري نحو المصالحة مع سوريا بشكل أبطأ مما توحي به بعض خطاباتها العامة.

وكشف مسؤول كبير في المخابرات المصرية لموقع “ميدل ايست اي” أن القاهرة كانت قلقة من إعادة دمشق إلى المجموعة العربية بسبب مخاوف من عقوبات أمريكية، ملمحا أنها كانت مترددة في الموافقة على صفقة لتوريد الغاز إلى لبنان عبر سوريا بسبب ردة فعل واشنطن.

ويسلط التقرير الضوء على العقبات المحتملة التي يواجهها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بينما يتطلع إلى تعديل الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، مع ظهور سوريا كأحدث قطعة شطرنج في مناورة السياسة الخارجية المستقلة للرياض.

ووافقت السعودية، في مارس الفارط، على إعادة العلاقات مع إيران، أحد الداعمين الرئيسيين للأسد، في صفقة توسطت فيها الصين. وبعد أسابيع قليلة، حثت المملكة دول أوبك على إجراء تخفيضات “طوعية” في إنتاجها النفطي يمكن أن تزيل مليون برميل من النفط الخام يوميًا من السوق العالمية.

ومن المقرر أن تستضيف المملكة الخليجية، الجمعة، اجتماعا لوزراء خارجية المنطقة لبحث عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية. يمكن لسوريا أن تعود إلى المجموعة بدعم من أغلبية بسيطة ولكنها تحتاج إلى إجماع لكي تكون ملزمة لجميع الأعضاء.

وتقيم 10 دول عربية علاقات رسمية معلنة مع نظام بشار الأسد في سوريا، فيما تراجع 8 دول أخرى الوضع على ضوء الالتزام بقرارات جامعة الدول العربية، بينما يرفض فريق ثالث من 3 دول (المغرب وقطر والكويت)، استئناف العلاقات مع دمشق في ظل عدم تحسن الوضع السوري منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية عام 2011.

وفي 12 نونبر 2011، جمّدت جامعة الدول العربية عضوية النظام السوري جراء قمعه عسكريا للاحتجاجات المناهضة له التي طالبت بتداول سلمي للسلطة، مما زج بسوريا في حرب أهلية مدمرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News