اقتصاد

إسبانيا الأكثر تصديرا.. استيراد الأبقار بالمغرب يتجاوز 17 ألفا ومهنيون متفائلون من استقرار أسعار اللحوم

إسبانيا الأكثر تصديرا.. استيراد الأبقار بالمغرب يتجاوز 17 ألفا ومهنيون متفائلون من استقرار أسعار اللحوم

بالرغم من الجدل الواسع الذي خلفته عمليات استيراد الأبقار البرازيلية، إلا أن المعطيات تؤكد أن أنه بفضل استيراد 17 ألفا و500 رأس من الأبقار الموجهة للذبح من إسبانيا والبرازيل، تم تقليل الضغط على القطيع الوطني، واستقر سعر الكيلوغرام من اللحم البقري في الآونة الأخيرة، بعد ارتفاع حاد في الأسعار خلال الأشهر الأخيرة بسبب فقدان 20 في المئة من القطيع الوطني وزيادة أسعار الإنتاج.

وساعد استيراد 17 ألفا و500 رأس من الأبقار الموجهة للذبح التي تم استيرادها إلى المغرب حتى الآن في استعادة التوازن غير المستقر بين العرض والطلب، وفق ما أكدته مصادر مهنية في تصريح لـ”ميديا24″ الناطقة بالفرنسية.

وارتفعت أسعار الكيلوغرام الواحد من اللحوم الحمراء إلى 110 دراهم في أوائل فبراير، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة الأعلاف التي تمثل 90 في المئة من سعر التكلفة النهائية للحم، إضافة إلى السبب الثاني المتمثل في انخفاض عدد القطعان الوطنية، حيث فقد 15 في المئة إلى 20 في المئة من الماشية منذ جائحة كوفيد، وانخفضت من 3.2 ملايين إلى 2.8 مليون في عام 2023، وفق المصدر نفسه.

وبلغ عدد الأبقار المستوردة للذبح، منذ 4 فبراير 2023، من 17 ألفا و500 رأس من الأبقار، منها 2800 رأس من البرازيل بكلفة 3 دولار للكيلوغرام، إضافة إلى 14 ألفا و700 رأس من إسبانيا بثمن يتراوح بين 39 و45 درهما للكيلوغرام الواحد، كما أن تكلفة النقل بالباخرة من البرازيل يبلغ 60 مليون درهم (21.429 درهما للرأس الواحد)، وتبلغ تكلفة النقل عبر الشاحنة من إسبانيا بالنسبة لـ80 رأس 2 مليون درهم (25000 درهم لكل رأس)، كما تم استيراد سلالتين ويتعلق الأمر بسلالة نيلور وسلالة نيلور وأنجوس البريطاني.

وعليه، منذ 4 فبراير، تاريخ تعليق الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة، “تم استيراد 17 ألفا و500 رأس من الماشية وجاري تنفيذ عمليات أخرى، من إجمالي 200 ألف رأس”. وعلى عكس الأبقار الرقيقة التي تصل المغرب ليتم تسمينها أولا قبل ذبحها، “الواردات الأخيرة تخص فقط الماشية الموجهة للذبح، مع مهلة أقصاها 21 يوما”، وفق تصريحات مهنيين للمصدر نفسه.

وترى المصادر أنه رغم الكلفة المرتفعة للأبقار المستوردة إلا أن لها تأثير إيجابي على السوق المحلية، حيث ساهمت في استعادة التوازن بين العرض والطلب، ذلك أن مربي الماشية الذين اعتادوا الاحتفاظ برؤوس الأبقار لم يعودوا يفعلوا ذلك، وذلك تحت تأثير التناول الإعلامي للموضوع.

ومن أجل نقل 14700 رأس ماشية مستوردة من إسبانيا إلى المغرب تطلب الأمر ما يقارب من 180 شاحنة، بمعدل 80 رأساً لكل شاحنة “سعر كل رحلة حوالي 2 مليون درهم”، ما يعني أن الأمر تطلب حوالي 160 مليون درهم لنقل 14700 رأس من الماشية.

ويفيد المصدر نفسه أن المستوردين يكسبون ما بين 500 درهم و700 درهم عن كل رأس يتم استيراده. لكنهم يواجهون العديد من المشاكل، منها قلة شركات التأمين التي توافق على تأمين الحيوانات، بينما قد يموت بعضها أثناء الرحلة”.

ويشير المهنيون إلى أن البرازيل تعد الدولة المصدرة للماشية بامتياز إذ تبلغ صادراتها مليون طن سنويا، ذلك أن سلالة نيلور مطلوبة بشدة ويتم تصديرها إلى جميع أنحاء العالم (الصين، أوروبا، الولايات المتحدة…)، كما أن “جودتها جيدة جدًا وأقل دهنية مقارنة بالسلالات الأوروبية الأخرى”، وفق المصادر.

وكان جوليو جلينترنيك بيتيلي، سفير البرازيل لدى المغرب، قد قدم تفاصيل عن نوعية سلالة الأبقار التي يستوردها المغرب والتي ستصل قريباً كمية جديدة منها إلى ميناء الجرف الأصفر، وذلك من خلال رسالة نشرتها “لوماتان” الناطقة بالفرنسية.

وأوضح السفير البرازيلي في المغرب في رسالته أنه إضافة إلى “الحالة المادية التي لا تجادل للأبقار من سلالة نيلوري البرازيلية، التي تعد قوية ويبلغ وزنها أكثر من 550 كيلوغرامًا، والتي وصلت بالفعل وستصل في الأيام القادمة إلى ميناء الجرف الأصفر، يجب توضيح أن طريقة التربية التي تمارس في البرازيل واسعة النطاق بشكل طبيعي وتتوافق مع أعلى المعايير الصحية الدولية”.

وأشار السفير بيتيلي إلى أن الشهادة البيطرية الدولية الحالية  (CVI)، الممنوحة في يناير 2023 في برازيليا بين الفرق الفنية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) ووزارة الفلاحة والثروة الحيوانية (MAPA)، تضع ضمانات صحية صارمة للغاية، وتضمن إجراء فحوصات مخبرية إلزامية مسبقة، حتى قبل مغادرة البرازيل.

ولفت السفير البرازيلي إلى أن الشهادة البيطرية الدولية تستبعد أمراض الحمى القلاعية، اللسان الأزرق، الحمى المالطية والسل، من بين أمراض أخرى كثيرة، كما تضمن أيضا عدم وجود أي استخدام للوجبات من أصل حيواني لتغذية الماشية في البرازيل.

وتابع السفير البرازيلي أنه “علاوة على ذلك، تم منع مربي المواشي في البرازيل منذ عام 2001 (التعليمات المعيارية رقم 10/2001 والتعليمات المعيارية رقم 55/2011) من استخدام الابتنائية وهرمونات النمو على مواشيهم، ويتم استخدام المضادات الحيوية في امتثال صارم لمعايير المنظمة العالمية لصحة الحيوان (OMSA)”.

وأكد السفير البرازيلي أن أحدث النتائج للخطة الوطنية لمكافحة المخلفات والملوثات (PNCRC)، سنة 2021، تظهر أنه من بين 3739 عينة تم تحليلها، لا يوجد أثر للمضادات الحيوية أو أي مواد هرمونية استثنائية للمساعدة على النمو بشكل غير طبيعي.

وذكر المسؤول نفسه بأن البرازيل هي أهم مصدر للحوم الحمراء الحاصلة على شهادة الحلال في العالم، مما يساهم في الأمن الغذائي للعديد من الدول، بما في ذلك المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والأردن وفلسطين وماليزيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News