صحة

بيطري يكشف أسباب تعليق دول استيراد أبقار البرازيل ويدعو لإجراء تحاليل بعد الذبح

بيطري يكشف أسباب تعليق دول استيراد أبقار البرازيل ويدعو لإجراء تحاليل بعد الذبح

خلف وصول شحنة تتضمن 2800 رأس من البقر قادمة من البرازيل إلى ميناء الجرف الأصفر بمدينة الجديدة، جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة أن هذه السلالة، وأصلها من الهند، جرى تهجينها من طرف البرازيل من أجل تحسين الإنتاج الحيواني، مختلفة شكلا عن السلالات المنتشرة بالمغرب أو المستوردة عادة للمملكة.

الطبيب البيطري وصفي بوعزاتي، قال إن الأسئلة التي يطرحها المستهلك المغربي حول هذه السلالة “مشروعة وتدل على نضج المغاربة في علاقتهم مع المواد المستهلكة”.

وبخصوص اختيار البرازيل عوض أوروبا، أوضح أن الهدف من وقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار الأليفة الموجهة مباشرة للذبح هو تزويد السوق الوطنية باللحوم الحمراء مع شرط أساسي وهو أن تكون أسعارها في متناول المغاربة، بالإضافة إلى التخفيف من الضغط على الموارد الحيوانية المغربية التي أصبحت تعاني من الاستنزاف وبسرعة كبيرة.

وأشار الطبيب البيطري وصفي بوعزاوي إلى أنه ومباشرة بعد إصدار المرسوم 2.23.47 في 26 يناير 2023، بادر العديد من مستوردي الأبقار المغاربة إلى استيراد أكثر من 5000 رأس من العجول الموجهة للذبح المباشر من أوروبا، “إلا أنه رغم ذلك بقي ثمن الكيلوغرام من اللحم بعيدا عن متناول المستهلك المغربي”.

وتابع في مقال نشره على صفحته في “لينكدين” أن “المعروف كذلك أنه في نفس الوقت كان المستوردون المغاربة في انتظار شحناتهم القادمة من البرازيل”، مبرزا أن البرازيل يعتبر أكبر مُصدر للحوم الحمراء والبيضاء بالعالم نظرا لعاملين أساسيين، التنافسية في الوفرة والثمن (viande bon marché)”.

وأضاف “بعد وصول أول شحنة قادمة من البرازيل إلى ميناء الجرف الأصفر وبعد بدء عملية الذبح، سيكون المغاربة أمام تجربة فريدة من نوعها، وهي تذوق لحم العجول البرازيلية ومعرفة هل هي في متناول المغاربة من ناحية الثمن والجودة، مشيرا إلى أن المغرب وبعد ارتفاع الأسعار وتجاوزها 100 درهم للكيلوغرام الواحد “كان أمام معادلة صعبة، تتلخص في تزويد السوق الوطنية بلحوم حمراء ذات جودة، وبثمن يعكس القدرة الشرائية البسيطة للمغاربة”.

وفيما يخص ذبح العجول مباشرة دون قضاء فترة الحجر الصحي بالمغرب، ذكر أن العلاقات التجارية بين البلدان تبنى على اتفاقيات لتبادل السلع بينها وتبنى بشكل خاص على الاتفاقيات الصحية المتعلقة بالاتجار في الحيوانات الحية وفي المواد الغذائية الحيوانية أو من أصل حيواني، مشيرا إلى أن أحد ركائز هذه الاتفاقيات الصحية، هو “نموذج الشهادة الصحية، و هي عبارة عن مجموع الشروط الصحية اللازمة توفرها من أجل إتمام عملية الاستيراد بعد موفقة السلطات الصحية البيطرية بين البلدين موضوع التجارة”.

وقال إنه وبالرجوع إلى دفتر التحملات المتعلق باستيراد الأبقار الموجهة للذبح وكذا نموذج الشهادة الصحية التي تجمع بين السلطات الصحية البيطرية المغربية والبرازيلية، نجد الجواب على سؤال الحجر الصحي، إذ إن السلطات الصحية البيطرية المغربية الممثلة في أونسا تشترط القيام بالحجر في بلد المنشأ (البرازيل) لمدة 15 يوما قبل مغادرة البرازيل صوب المغرب، بالإضافة إلى مجموع الشروط الصحية من تحليلات طبية لإثبات خلو الأبقار المعنية من الكثير من الأمراض المعدية وكذا العلاجات ضد بعض الحشرات المسببة لبعض الأمراض كاللسان الأزرق ومرض “schmallenberg”.

وبرر بوعزاتي تعليق دول عربية وآسيوية استيراد العجول البرازيلية بحجة وجود حالة من مرض جنون البقر، بكون البلد اللاتيني أكبر مصدر للأبقار واللحوم الحمراء و البيضاء بالعالم وهذا يجعله محط اهتمام كل الدول، مؤكدا أنه التوقف عن استيراد اللحوم والأبقار البرازيلية من دول كالصين وتايلاند وإيران والأردن بعد إعلان السلطات الصحية البيطرية البرازيلية عن شكها في إصابة عجل (ثور عمره 9 سنوات) بداء جنون البقر بمنطقة تدعى بارا، “مؤقت”.

واستشهد الطبيب المغربي بمقال نشر ب”CNN BRESIL” في الثاني من مارس الفارط، يؤكد أن السلطات الصحية البرازيلية قامت بفحص مخبري للعجل المشكوك في أمره لدى مختبر كندي مرجعي “Laboratoire de référence”، وأكدت النتائج المخبرية أن العجل مصاب بحالة تدعى “عدوى غير نمطية” بمعنى أنه مرض عضوي سببه التقدم في السن وليس راجع لتلوث الأعلاف، ومن المقرر أن تستأنف الصين اسيترادها من البرازيل في 25 من أبريل الجاري.

أما فيما يخص المغرب، يؤكد بوعزاتي أن أونسا تؤكد من خلال نموذج الشهادة الصحية على نقطتين أساسيتين بخصوص مرض جنون البقر “ESB”، أولها خلو القطيع من مرض جنون البقر ولم تسجل أية حالة في تاريخ القطيع، وثانيا يجب على القطيع المعني بالاستيراد أن يكون مزدادا بعد التطبيق الفعلي للقوانين التي تمنع استهلاك البروتينات الحيوانية أو أي نوع آخر من البروتينات الحيوانية أو من أصل حيواني غير الحليب.

وعن حقيقة إجراء تحاليل للعجول مباشرة بعد وصولها، قال إن أونسا تقوم بالمهام المنوطة بها قانونيا في هذا الباب، بحيث أن مصالحها تقوم بدراسة والتأكد من الوثائق الصحية المرافقة لكل عجل مستورد على حدة والتأكد من مدى مطابقتها للشروط المطلوبة،كما تقوم بالبحث والتأكد من خلو القطيع من مرض اللسان الأزرق.

ودعا الطبيب البيطري و”من باب حماية المستهلك المغربي من تناول بقايا المواد الكيميائية (هرمونات النمو، بقايا المضادات الحيوية و بقايا مضادات الطفيليات كـivermectine)، (دعا) مصالح أونسا للتأكد مخبريا بعد الذبح من خلو هذه اللحوم و حتى اللحوم المحلية (لحوم حمراء وبيضاء وحليب وبيض) من بعض بقايا هذه المواد، حماية لصحة المغاربة وانسجاما و روح السلامة الصحية للمنتجات الغذائية، على حد تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News