دولي

وسط تراجع شعبيته..أردوغان يُواجه أوغلو بانتخابات تُخيم عليها تداعيات الزلزل المدمّر

وسط تراجع شعبيته..أردوغان يُواجه أوغلو بانتخابات تُخيم عليها تداعيات الزلزل المدمّر

وافقت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا على طلبي ترشيح الرئيس رجب طيب أردوغان وزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو، لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 14ماي المقبل.

وأشارت اللجنة الأحد إلى أنها دققت في طلبات الترشيح المقدمة من قبل الأحزاب السياسية حتى 23 مارس الجاري، في إطار الجدول الزمني المحدد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتأتي هذه الانتخابات الرئاسية التي تخيم عليها تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا، وسط  التراجع في شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم، ومحاولة بعض أحزاب المعارضة التوافق على مرشح توافقي لمنافسة الرئيس أردوغان.

وبحسب نص القرار الذي نشرته اللجنة عبر موقعها الإلكتروني، فقد تبين أنه لا يوجد أي نقص في أوراق المرشح رجب طيب أردوغان الذي تم ترشيحه من قبل كتلتي حزبي “العدالة والتنمية” و”الحركة القومية”، وهي حليف لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يرأسه أردوغان في إطار “تحالف الشعب”.

كما أشارت اللجنة إلى عدم وجود نقص في أوراق المرشح كمال كليجدار أوغلو الذي تم ترشيحه من قبل كتلتي حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد.ووافق أعضاء اللجنة العليا بالإجماع على طلبي ترشيح أردوغان وكليجدار أوغلو.

هذا، تستعد تركيا بعد شهرين لإجراء أكثر استحقاقاتها الانتخابية أهمية منذ تأسيس الجمهورية قبل قرن، من حيث كونها تُشكل اختبارا صعبا للرئيس رجب طيب أردوغان لتتويج عقدين من حكمه بولاية رئاسية جديدة وأخيرة، ومن حيث الاستقطاب السياسي والمجتمعي الحاد الذي يُصاحبها والظروف الاستثنائية المحيطة بها بفعل تداعيات الزلزال المدمر والتضخم المرتفع، فضلاً عن أنها تأتي في لحظة تحوّلات عالمية كبيرة ليست أنقرة بعيدة عنها.

وعلى عكس الاستحقاقات الانتخابية التي جرت خلال العقدين الماضيين وتمكن حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان من الفوز في جميعها والحفاظ على السلطة مع استثناء الانتخابات المحلية التي جرت عام 2019، فإن الانتخابات المقبلة مختلفة إلى حد كبير. فهي المرة الأولى التي يواجه فيها أردوغان تحالفا يضم 6 أحزاب معارضة بينها حزبان كبيران، كما أنها ليست منافسة تقليدية بين ائتلافين -حاكم ومعارض- بقدر ما هي صراع على تحديد هوية تركيا في قرنها الثاني.

خيّمت تداعيات الزلزال المدمر على حملات مرشحي الانتخابات الرئاسية التركية المقررة يوم 14 ماي المقبل، فمالت حملة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الصمت بعد إعلانه تخلي حملته عن الأغاني والموسيقى التي كانت ستستخدم ضمن الدعاية الانتخابية، وذلك احتراما لضحايا الزلزال.

وتبرز معالجة آثار الزلزال الذي أثر على ما يزيد على 13 مليون مواطن تركي بوصفها ميدانا مشتركا للتنافس بين أردوغان وكليجدار أوغلو، إذ يضع كل منهما رهانا كبيرا عليه لضمان كسب أكبر عدد من أصوات الناخبين الأتراك، ثمة رهانات أخرى يعول عليها المرشحون للرئاسة، وفي ما يلي نتناول رهانات كل من المرشحين الرئيسيين.

لاحظ مراقبون تراجع انشغال حملة الرئيس التركي الانتخابية ببعض الملفات الأساسية لحساب الزلزال ومعالجة تداعياته، إذ بات هذا الملف يحظى بالأهمية القصوى.

وتعهد الرئيس أردوغان مرارا بإعادة إعمار ما دمره الزلزال في الولايات الـ11 المنكوبة في ظرف عام واحد، ولا يزال يجري زيارات ميدانية تفقدية إلى تجمعات الخيام التي يقطنها المشردون بسبب الزلزال، ووعد المواطنين بنقلهم في أسرع وقت ممكن إلى بيوت جاهزة متنقلة مؤقتة

ويراهن مرشح المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو أيضا على تداعيات الزلزال، لكن من زاوية ما يراه معارضون تلكؤ الحكومة وبطء استجابتها للكارثة.كما يراهن المرشح المشترك للمعارضة على توحيد المعارضة خلفه مع تنوع مشاربها، وأيضا ما تعتبره المعارضة نقاط ضعف لدى أردوغان وحزبه، لا سيما التراجع الاقتصادي الذي تشهده البلاد مؤخرا.

يذكر أن اللجنة العليا للانتخابات في تركيا أعلنت رسميا إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في البلاد يوم 14 ماي المقبل، وحددت يوم 28 من الشهر نفسه موعدا لإجراء الجولة الثانية في حال لم يتم الحسم في الجولة الأولى.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News